لقاء الأخوة الأعداء.. الرئيس الأمريكى يلتقى رئيس المفوضية الأوروبية فى البيت الأبيض.. غياب التوافق بين ترامب ويونكر يقوض إمكانية نجاح المحادثات.. والوصول إلى حلول وسط بشأن التجارة السبيل لاحتواء مخاوف الطرفين

الأربعاء، 25 يوليو 2018 02:08 م
لقاء الأخوة الأعداء.. الرئيس الأمريكى يلتقى رئيس المفوضية الأوروبية فى البيت الأبيض.. غياب التوافق بين ترامب ويونكر يقوض إمكانية نجاح المحادثات.. والوصول إلى حلول وسط بشأن التجارة السبيل لاحتواء مخاوف الطرفين ترامب ويونكر
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من أن الهدف من الزيارة التى يقوم بها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى الولايات المتحدة تهدف إلى خفض حدة التصعيد بين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، إلا أن المؤشرات التى تسبق اللقاء نفسه لا تبدو مبشرة إلى حد كبير، خاصة وأن زائر البيت الأبيض من الجانب الأوروبى ربما يكون ضيفا ثقيلا للغاية على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى ضوء المواقف السابقة التى يتبناها يونكر، سواء تجاه الاتحاد الأوروبى أو حتى تجاه ترامب نفسه.

يونكر، الذى سبق وأن وصف الإجراءات الأمريكية على التجارة الأوروبية بـ"الغباء"، يعد الأكثر حماسة بين زعماء القارة العجوز للحفاظ على الاتحاد الأوروبى، كمان أنه صاحب تاريخ طويل داخل هذا الكيان باعتباره أحد أبرز الموقعين على معاهدة ماستريخت المؤسسة للاتحاد الأوروبى فى عام 1992، والتى دخلت إلى حيز النفاذ فى نوفمبر 1993، ربما ينتظر لقاء متوترا مع ترامب، خاصة وأن هذا اللقاء يأتى بعد أسبوعين فقط من تصريح للرئيس الأمريكى وصف خلاله الاتحاد الأوروبى بـ"الخصم".

 

لقاء متوتر.. ترامب ويونكر يستبقان محادثتهما بتصريحات استفزازية

حساسية اللقاء بين يونكر وترامب لا تقتصر على مجرد اختلاف المواقف بين الرجلين تجاه قضية التجارة، لكنها تمتد إلى حد التعارض التام فى التوجهات، ففى الوقت الذى وضع فيه الرئيس ترامب نفسه خصم صريح للإتحاد الأوروبى، يبقى يونكر هو أحد أكثر المتحمسين للكيان المشترك، حيث يرى أنه لا مستقبل للقارة بعيدا عنه.

ترامب ويونكر فى لقاء سابق
ترامب ويونكر فى لقاء سابق

ولعل التصريحات الاستفزازية التى استبقت اللقاء بين ترامب ويونكر دليلا دامغا على الطابع المتوتر للمحادثات التى سوف تجمع بينهما بالبيت الأبيض، حيث حرص ترامب قبل ساعات من اللقاء على الإشادة بالتعريفات الجمركية، معتبرا أن الزيارة بمثابة رضوخ أوروبى للتفاوض، حيث كتب فى تغريدة على موقع "تويتر"، أن "البلدان التى عاملتنا بعدم إنصاف فيما يخص التجارة لسنوات تأتى جميعها إلى واشنطن للتفاوض.. كان ينبغى أن يحدث ذلك قبل سنوات عدة. إلا أن القدوم متأخرا أفضل من عدم القدوم."

تغريدة ترامب
تغريدة ترامب

تصريحات ترامب ربما كانت دافعا لرئيس المفوضية الأوروبية للرد، فى تصريحات أبرزتها الإذاعة العامة الألمانية، حيث أكد أنه ليس متفائلا بما ستؤول إليه المحادثات مع الرئيس الأمريكى، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أنه سوف يتفاوض معه على قدم المساواة.

اليابان.. أوروبا تسعى لإيجاد بديل للشريك الأمريكى بلا جدوى

الزيارة التى يجريها يونكر إلى واشنطن تأتى بعد أسبوع من جولة آسيوية قام بها بصحبة رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، شملت الصين واليابان، حيث تمكن الاتحاد الأوروبى من توقيع اتفاقية من شأنها إلغاء الحواجز الجمركية وغير الجمركية من 90% من المنتجات التي يتم تداولها فيما بينهما، بما في ذلك المركبات، والتى هدد ترامب بفرض تعريفات عليها، وهو ما يعنى أن أوروبا بدأت التفكير فى أسواق بديلة لتعويض خسارتها الناجمة عن الإجراءات الأمريكية.

يونكر وتوسك يتوسطهما رئيس وزراء اليابان
يونكر وتوسك يتوسطهما رئيس وزراء اليابان

إلا أن السوق اليابانية ربما لا يمثل تعويضا كافيا لأوروبا، خاصة وأن حصة الولايات المتحدة من صادرات السلع القادمة من منطقة اليورو تبلغ ستة أضعاف صادرات اليابان، وبالتالى فإن المسؤول الأوروبى ربما يراهن على إقناع الرئيس الأمريكى بإسقاط التعريفات الجمركية على بعض الواردات الأوروبية من بينها السيارات، خاصة وأن هناك مخاوف كبيرة جراء القرار الأمريكى المحتمل تجاه السيارات القادمة من أوروبا، باعتباره قد يضر الداخل الأمريكى.

انقسام أوروبا.. رهان ترامب على القوميين غير كاف

على الجانب الأخر، فإن الرئيس الأمريكى لديه من الأوراق ما يمكنه استخدامه خلال لقاءه مع يونكر، لعل أهمها صعود التيارات القومية داخل القارة الأوروبية، وهى التيارات التى تتلاقى مع الرئيس الأمريكى فى عداوتها للاتحاد الأوروبى، وهو ما يمكن ترامب من استغلال حالة الانقسام الراهنة التى تشهدها أوروبا فى المرحلة الراهنة بدلا من إبرام صفقة.

ولكن فى الوقت نفسه ربما يأتى التقارب الأوروبى الصينى ليثير مخاوف ترامب جراء تحالف اقتصادى جديد يشمل خصوم الولايات المتحدة الاقتصاديين قد يضر بالمصالح الأمريكية، بعد زيارة مسئولى الاتحاد الأوروبى إلى بكين الأسبوع الماضى، وهو ما يطرح المزيد من الشكوك حول ما إذا كان رهان ترامب على القوميين فى أوروبا كافيا لضمان المصالح الأمريكية أم أنه ربما مازال فى حاجة إلى شريكه الأوروبى.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة