الجامعة العربية والأمم المتحدة يؤكدان ضرورة تنسيق الجهود لإغاثة الدول المتضررة.. "بيت العرب" تؤكد أهمية تعزيز الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين فى المنطقة.. والأمم المتحدة تقدم إحاطة حول آخر التطورات

أكدت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة عبر مكاتبها الإقليمية، ضرورة تنسيق الجهود وتكثيفها لتقديم سبل الإغاثة الإنسانية للدول التى تعانى من أوضاع إنسانية صعبة.

من جهتها، أكدت جامعة الدول العربية، أهمية اتخاذ التدابير وتعزيز الأوضاع الإنسانية للاجئين والنازحين، مشيرة إلى أن قضية اللاجئين فى المنطقة العربية والإغاثة الإنسانية اللازمة تفرض نفسها بقوة على الساحة الدولية حاليا، وتتحمل المنطقة العربية العبء الأكبر لهذه الأزمات، سواء من خلال استضافة العدد الأكبر من اللاجئين أو المساهمة فى تقديم تمويل المساعدات الإنسانية اللازمة لهم من خلال مؤتمرات المانحين المختلفة .

جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها السفير بدر الدين علالى الأمين العام المساعد لرئيس الجامعة العربية للشئون الاجتماعية أمام جلسة الإحاطة عن الأوضاع الإنسانية فى المنطقة العربية التى عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية وبالتعاون مع الأمم المتحدة ممثلة فى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية  (ocha) حول الوضع الإنسانى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأزمات الإنسانية فى فلسطين وليبيا والعراق، بحضور رشيد خاليكوف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الإنسانية فى الشرق الأوسط ووسط أسيا والدكتور ايتد نصر مدير مكتب الأمم المتحدة الإقليمى لتنسيق الشئون الإنسانية والشيخة حصة آل ثانى مبعوث الأمين العام للجامعة العربية لشئون الاغاثة الإنسانية .

وجدد علالى فى كلمته تأكيد الجامعة العربية على أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هى جوهر القضية الفلسطينية، وعلى التمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين فى العودة ورفض محاولات التوطين بكافة أشكاله ورفض أى تحركات من أطراف دولية من شأنها إسقاط حق العودة والدعوة لتوفير مقومات الصمود والحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين فى مخيمات اللجوء ورفع الأذى والتمييز الجائر ضدهم .

ونوه علالى بقرار قمة القدس الأخير بشأن تكليف مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب ووزراء الصحة العرب لإعداد خطة عربية لإطلاق مشروع يعنى بالدعم الإنسانى للنازحين داخليا فى الدول العربية عموما وفى العراق خصوصا ، من خلال الاعتماد على الذات وبما يضمن تحسين الظروف المعيشية للنازحين وتوفير فرص العمل اللازمة لتأمين معيشة كريمة وبما يضمن المساهمة الفاعلة فى بناء مدنهم المحررة وفقا لرؤية علمية وعملية محددة تهدف لإعادة ادماجهم فى مجتمعاتهم والاستقرار فيها .

وأكد علالى حرص الجامعة العربية على تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور مع كافة الشركاء والفاعلين فى المجالات المختلفة لتحسين الأوضاع الإنسانية .

من جانبه، أكد رشيد خليكوف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الإنسانية للشرق الأوسط ووسط آسيا، أهمية الاجتماع لإطلاع البعثات العربية على أحدث التطورات فى بعض البلدان العربية، لاسيما تلك التى تعانى أوضاعا إنسانية صعبة وظروفا سياسية معقدة.

وشدد فى كلمته خلال الاجتماع ، على أهمية التعاون القائم بين المجموعة الإقليمية للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والتواصل المستمر بين المجموعة والفرق القطرية للأمم المتحدة فى مختلف الدول العربية مع التركيز على الدول التى تمر بظروف إنسانية وسياسية معقدة .

وقال إن مجموعة الأمم المتحدة للتنمية فى الإقليم العربى حريصة أيضا على التواصل مع البعثات الدبلوماسية لدى جامعة الدول العربية، فضلا عن التواصل الدائم مع البعثات العربية لدى الأمم المتحدة .

وقال إن إحاطة اليوم غاية فى الأهمية من أجل تبادل المعلومات والتحليلات والوقوف على الأولويات الإنسانية والاحتياجات الميدانية فى ضوء الأوضاع الراهنة ومن أجل تنسيق الجهود والتكاتف فى دعم عمل الفرق القطرية للأمم المتحدة فى الدول العربية المختلفة.

وأضاف أن التركيز على الأجندة الاجتماعية والربط ما بين الجهود الإنسانية والتنموية يعتبر من الركائز الأساسية فى جهود مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية فى الإقليم العربى، مشيرا فى الإطار ذاته إلى أن الدعم الإنسانى والتنموى المتواصل الذى تقدمه عدد من الدول العربية ساهم فى التخفيف من حدة الظروف الصعبة التى يعانى منها عدد كبير من سكان الإقليم العربى.

وشدد على أن استمرار هذه الجهود سيشكل ركيزة مهمة لتفعيل عمل منظمات الأمم المتحدة فى الإقليم العربي.

ومن جانبه، قال الدكتور إياد نصر مدير مكتب الأمم المتحدة الإقليمى لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا "أوتشا" حرص الأمم المتحدة من أجل مشاركة المعرفة والمعلومات بالأوضاع الإنسانية مع الدول المعنية ومع المجتمع الدولى بصورة عامة لهذا تقرر عقد هذه الإحاطة رفيعة المستوى من قبل قيادة العمل الإنسانى فى ثلاث دول أعضاء بالجامعة لوضع صورة حول آخر التطورات والإنجازات والتحديات التى نواجهها لكى نتفكر معا فى أفضل السبل الممكنة لتسهيل المهمة الانسانية التى كلفنا بها.

وأكد فى كلمته خلال الاجتماع ، ضرورة تضافر الجهود وممارسة أوسع وأكبر للدبلوماسية الإنسانية لضمان الدعم المالى والسياسى والقانونى للعمليات الانسانية ولتعزيز حماية أولئك الذين لا علاقة لهم بالنزاعات وذلك من اجل حماية الانسان فى ظل الوضع المتأزم فى المنطقة.