7 آلاف جنيه فقط، حرموا سيدة من فلذات أكبادها، زجوا بها فى السجن، عندما وجدت الأم الفقر يحاصر حياتهم، فاقترضت من أجل توفير متطلبات أطفالها وأولادها السبعة، لتتراكم الديون، ويكون السجن نهاية المطاف، قبل أن يتم العفو عنها بقرار رئاسى.
هنا.. داخل السجن، تقبع السجينة "ناهد.ح" أربعينة العمر، سمراء الملامح متوسطة القامة، سيدة مصرية من الطراز الخاص، التى كافحت على مدار عدة سنوات، من أجل توفير حياة كريمة لأولادها، لكنها فشلت فى سد احتياجاتهم ليكون السجن كلمة النهاية.
بصوت خافت وكلمات متقطعة، سردت السيدة قصتها لـ"اليوم السابع"، وكيف تحولت من أم لسجينة، حتى جاءت بشائر الخير، بصدور قرار من الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعفو عنها، ضمن مبادرة "سجون بلا غارمات".
الغارمة
"عشت طفولتى بين أهالى شبرا مصر الطيبين"، هكذا بدأت السيدة حديثها لـ"اليوم السابع"، قائلة: كانت الحياة تمر بسلام وأمان داخل هذا المنطقة الشعبية المترابطة والمتماسكة، وعندما شعرت بأنى فتاة على "وش زواجي" لم ترفض أسرتى أول عريس طرق باب بيتنا.
وتضيف "ناهد.ح"، تزوجت وأقمت برفقة زوجى فى منطقة القناطر بمحافظة القليوبية، وكانت بداية الحياة الزوجية هادئة، ومع مرور الأشهر والسنوات لم يقتصر وجودنا فى المنزل على وزوجي، فقد أنجبت الكثير من الأطفال، حتى وصل عددهم لسبعة أطفال.
وتقول السيدة، اكتشفت أننى بين عدد كبير من الأطفال وزوج غير ميسور الحال، ومن ثم بدأت تظهر الأزمات فى ظل مطالب الأولاد واحتياجاتهم التى لا تنتهي، فلم يكن أمامى سوى اللجوء للقروض.
تلتقط السيدة أنفاسها وتكمل حديثها، الحاجة للمال دفعنى للجوء لإحدى جارتى لاقتراض الأموال، حيث اقترضت منها 7 آلاف جنيه، ووقعت على ايصالات أمانة على بياض، وعندما حل موعد السداد فشلت فى إعادة المبلغ.
السيدة ناهد
وتضيف السيدة، جارتى عديمة الضمير ضعفت المبلغ وكتبت بالايصالات "25 ألف جنيه"، ليكون السجن مصيرى، حيث حرمتنى من أولادى السبعة، بينهم طفلة لم يتخطى عمرها العامين والنصف.
صدمة أصابت السيدة لدى دخولها السجن، هكذا تصف السجينة المشهد، لدى حبسها، فتقول: لم أخاف على نفسي، ولم يشغلنى التفكير عن مصيرى ومستقبلي، لكن كان قلبى يتمزق خوفاً على أولادى، الذين لا يعرفون أحد غيرى.
وتابعت السيدة، كان أملى فى الله كبيراً، ولم أفقد الأمل لحظة من اللحظات، حتى أبلغتنا إدارة السجن، بصدور قرار عفو رئاسى يشملني، ضمن مبادرة الرئيس "سجون بلا غارمين"، ومنذ وقتها وقلبى ينبض فرحاً بقرب عودتى لأطفالي.
الغارمات
وأردفت السيدة، جاء الموعد المحدد، وجهزت نفسي للخروج، ولساني لا يتوقف عن الحمد لله، واطلاق الزغاريد ابتهاجاً بخروجي من السجن وعودتي لمنزلي وأولادي، فشكراً للرئيس الذي أنقذ حياة أسرة بأكملها، شكراً لمن يفكر في أمرنا، ولا ينسى البسطاء منا، شكراً للواء محمود توفيق وزير الداخلية، الذي وجه اللواء دكتور مصطفى شحاتة رئيس قطاع السجون بسرعة إنهاء الإجراءات لخروجنا لأطفالنا.
وقالت السيدة، السجن تجربة لم أتخيل يوماً أن أعيشها، لكن تعلمت بداخله الصبر، وتحمل المصائب والأزمات، وتأكدت أنه بعد العسر سيكون اليسر، وقد كان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة