علق الناقد الدكتور أحمد درويش، الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، ورئيس لجنة الدراسات النقدية بالمجلس الأعلى للثقافة، على تصريحات الشاعر السورى أدونيس الأخيرة، قائلا: كلام أدونيس اتفق مع جزء منه وأفند جزءًا منه، فتراثنا لا يخلو من الخضار، والخضار ليس فى أن نغفل عيوبنا، لكننا محتاجين للنقد الذى يبنى وليس الذى يهدم، وأدونيس نفسه يميل للهدم والهجوم.
وأضاف "درويش" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": لأن لأدونيس يعتبر الأدباء المصريين بأنهم غربان أفريقيا السوداء، كما أنه فى شهوره الأخيرة وهو سورى يعيش فى المنفى قدم تصريحات تثير الشماتة فى دمار المدن السورية وطالب بمزيد من الدمار، فلماذ ينتفض فى دور المفكر الآن.
وتابع الدكتور أحمد درويش: أن أكبر رد عليه لمن يريد أن يقرأ هو كتاب "دلائل الإعجاز" لعبد القادر الجرجانى، لكى يبحث إعجاز القرآن الكريم، لكنه اعتمد فى معظمه تحليلته على الشعر أكثر من القرآن، وفتح بابا لنظريات فهم بنية الشعر، يكاد يتفق مع علماء تحليل اللغة، مشددا: نحن بلا شك كسالى ولا نعتنى بتراثنا عناية جيدة، لكن هذا يدعونا بأن نرثى اليأس بل بأعادة نهضيتنا.
وأشار "درويش": أدونيس نفسه قدم فى بدايته ما سماه مختارات فى الشعر العربى، وقراء فيه معظم الشعر العربى، وهو ما ميزه، لكنه عاد وطلب مقاطعة هذا الشعر. موضحا: لماذا لم يكن إيجابيا ويدعو إلى نصب الحضارة والتمسك بها، فمن المهم للنقاد نفض الغبار وإعادة تجديد التراث بما يناسب العصر.
وأكد الدكتور أحمد درويش، بأن هناك نوعين، من يدعونا إلى القطيعة السلبية، وهم يدعونا إلى هدم التراث ويتركونا ظهورنا عارية، وهؤلاء ليس أقل من الذين يدعوننا إلى التعبد بالتراث، وهناك من يدعونا للقطيعة السلبية، والتمسك بجوهر التراث وتحليله وفهمه، مثل الشعوب الشرقية البارزة فى النهضة مثل اليابان.
وأتم "درويش" إذ نظرنا فى منطقتنا نجد اليهود يتمسكون بتراثهم، بل ويسرقون تراثات أخرى ينسبها لهم، فمن ليس له تراث عليه التمسك به وليس التعبد به، وعلينا الوقوف عليه، لينبهنا إلى عيوب يجب أن نتلافاها.
يذكر أن الشاعر والمفكر السورى الكبير أدونيس، صرح خلال حفل توقيع ديوان "الهائم فى البرية" للشاعر عبد المنعم رمضان، إنه منذ سقوط بغداد على يد التتار لم ينتج العرب معرفة جديدة، مضيفا أن العرب لم ينتجوا شيئا على مستوى المؤسسات أو حتى على مستوى الإبداع، خاصة أن العالم العربى لا يعترف بالمثقفين اصلا، وتابع أدونيس أن الشعر العربى أنتج فى القرن الأول الهجرى شعرا يدخل فى دائرة الشعر الكونى، لكن لم ينتج العرب كتابا واحدا على مدى الـ 14 قرنا الماضية عن الجمالية الشعرية، بل أخذنا ما كتبه الجرجانى على اللغة القرآنية وطبقناه على الشعر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة