العلاج من الأمراض النفسية عادة ما نتخيله بصورة تقليدية تتلخص فى الطبيب والشيزلونج والعقاقير المهدئة، لكن وسائل غريبة تدخل المجال الطبى كل يوم منها العلاج بالظلام.. فهل هذه الوسيلة جيدة ومضمونة للعلاج؟
الفكرة تعود لبحث قدمه العالم الألمانى هولجر كالفيت فى الستينيات، ويقوم البحث على أن الظلام يمكن أن يغير الحالة المزاجية للبشر، لكن العلاج انتشر فى مراكز طبية تشيكية أشهرها، بحسب موقع "أتلانتيك"،Beskid Rehabilitation Center، والذى يضع نظاما علاجيا من 49 يوما تحت اسم "يانج تى" يتم فيه وضع المريض فى حجرة خاصة مظلمة تماما لفترات محددة حسب حاجة المريض والتى يقدرها الطبيب المعالج، كذلك يتم حجب كل المؤثرات فى الغرفة مثل الصوت والحركة فيظل المريض فى سكون تام لتهدئة الأعصاب.
ويقول ماريك مالوس، أحد أطباء النفس المشاركين فى العمل بتقنية العلاج بالظلام، إن هناك إقبالا على الوسيلة الجديدة فى العلاج النفسى، خاصة لأمراض الاكتئاب واضطراب الشخصية الحدية وأيضا حالات الإرهاق.
وأشار إلى أنه يتفهم الصورة النمطية عن الغرف المظلمة، حيث كان البعض يعتبرون أن البقاء فى الظلام نوعا من أنواع التعذيب وهذا صحيح نوعا، لكن الأمر يعتمد على الهدف وطريقة تنفيذ العلاج بالظلام، كذلك فإن البقاء فى النور لأوقات طويلة يمكن أن يكون نوعا من التعذيب ويقصد الإشارة للتعذيب عبر الحرمان من المؤثرات، بحيث يبقى الشخص فى غرفة مضاءة بيضاء اللون تماما، مما يتسبب فى تدمير الأعصاب.
وتتراوح فترة البقاء فى الغرف المظلمة بين 24 ساعة و48 ساعة يبقى فيها المريض فى سرير لتخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية، مما ينعكس إيجابا على الحالة الجسدية والتكلفة عادة أقل من 100 دولار.
لكن بحسب تصريحات دكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة لـ"اليوم السابع": "لا توجد وسيلة علاج معترف بها تسمى العلاج بالظلام".
وأوضح د. فرويز أن العلاج بالظلام كان وسيلة مستخدمة فى الماضى قبل 200 عام تقريبا فى العصر الفيكتورى، حيث كان يتم وضع المرضى النفسيين فى غرف تحت الأرض فى ظلام تام لعزلهم وليس علاجهم، حيث كان يتم النظر لهم كحالات ميؤوس منها لأشخاص ملعونين.
وقال فرويز: "الطب الحديث يقول إن المرض النفسى يجب أن تكون له آثار عضوية ويتم التعرف عليه وكشفه بالرنين المغناطيسى، لكشف ما هو الخلل فى النشاط الدماغى، والعلاج يتم عبر عقاقير وأدوية تعوض النقص أو الخلل فى المخ حتى يتم الشفاء 100%، أما الظلام فهو تعذيب للمريض وليس علاجا".
وأضاف د. فرويز أنه إذا كان الضوء وقلته له علاقة بتحسن المريض فإن هذا يكون عبر إمداد المريض بالضوء الأبيض الخافت الذى ثبت علميا أنه يساعد على تحسن المريض وتهدئة الأعصاب، وليس الضوء الأبيض الساطع القوى لأنه قد يتسبب فى ضرر عصبى، وعموما فإن التشيك ليست من أقوى الدول فى مجال الطب النفسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة