فى الوقت الذى يحتاج فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والجمهوريين إلى ورقة رابحة يخوضون بها انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، تأتى أرقام وزارة التجارة الأمريكية الصادرة أمس، الجمعة، لتكون بمثابة هدية لهم، مع تأكيدها على تحسن النمو الاقتصادى وتراجع البطالة.
وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلا عن تلك الأرقام، فقد أدى خفض الضرائب والإنفاق الفيدرالى إلى تعزيز الاقتصاد الأمريكى القوى بالفعل ليضع الولايات المتحدة على وتيرة أفضل عام فى النمو منذ قرابة عقد.
وقال تقرير لوزارة التجارة الأمريكية، إن إجمالى الناتج المحلى نما بنسبة 4.1% فى الربع الثانى من العام، وكان المستهلكون سببا فى النمو مع تجاهلهم ارتفاع أسعار البنزين والنمو البطئ للأجور لتعزيز إنفاقهم على كل شيء، بدءا من السيارات إلى الملابس وحتى وجبات المطاعم.
وكان الاقتصاد الأمريكى قد سجل خلال الفترة بين عامى 2012 و2017، نموا بمعدل 2.2% سنويا، وفى وقت سابق، قال ترامب إنه يريد أن يرتفع النمو إلى 3% أو أكثر خلال عام 2018.
نمو إجمالى الناتج المحلى وخفض الضرائب
ومنذ عام 2005، لم ينمو إجمالى الناتج المحلي الأمريكى على أساس سنوى بأكثر من 3% لكن خبراء بمجال الاقتصاد يرون إمكانية لتحقيق هذا الهدف هذا العام، وهو ما يرجع جزئيا إلى زيادة الإنفاق الحكومى، وخفض فى الضرائب بقيمة 1.5 تريليون دولار، وهو ما وفر للأسر والشركات المزيد من الأموال لإنفاقها.
وبحسب بيانات وزارة التجارة التى أعلنتها الجمعة، زادت الصادرات بأكثر من 9%، وهى أسرع وتيرة منذ الربع الأخير من عام 2013. كما بلغ إنفاق المستهلكين 4% فى الربع الثاني، ارتفاعا 0.5% فى الشهور الثلاثة السابقة.
وأشاد الرئيس دونالد ترامب بالبيانات باعتبارها دليلا على أن سياسته حول التجارة والضرائب والقضايا الأخرى تحقق نجاحا. فالنمو القومى يمثل خبر جيد للجمهوريين الذين يعتمدون على الاقتصاد لمساعدتهم على تحقيق الانتصار فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة فى نوفمبر المقبل.
نحل محل الحسد الاقتصادى
وقال ترامب فى البيت الأبيض محاطا بكبار مستشاريه الاقتصاديين " مرة أخرى، نحل محل الحسد الاقتصادى من العالم بأسره".
إلا أن خبراء الاقتصاد حذروا من أن التسارع الأخير فى النمو، ورغم أنه يعد خبرا جيدا للأعمال والأسر الأمريكية على المدى القصير، غير مستديم على المدى البعيد، ويمكن أن يرفع مخاطر أن يتراجع التعافى فى السنوات المقبلة.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إن أرقام الربع الثانى قد تعززت بفضل عوامل تحسب لمرة واحدة ومن غير المرجح أن تتكرر، كما أن أغلب التنبؤات تتوقع أن يهدأ النمو فى النصف الثانى من العام، حتى دون النظر فى إمكانية حدوث حرب تجارية، والتى ذكرها مسئولو الشركات مؤخرا كمصدر لحالة عدم اليقين التى يمكن أن تجبرهم على التخفيف من خطط التوظيف والاستثمار.
ولخص كبير الاقتصاديين فى مؤسسة بانثيون ماكرو إكونوميكس، إيان شيفردسون، حالة الاقتصاد الأمريكى بالقول "فى جملة واحدة: يبدو جيدا، ولكنه لن يدوم".
الانتعاش من الركود
لكن لا يوجد شك كبير فى أن هذا الربيع شهد انتعاشا كبير من الركود الذى حدث قبل عقد. فمعدل البطالة الذى كان قد وصل إلى 10% تراجع إلى 4%. ونمو الوظائف يصل إلى مستوى قياسى، كما أن المصانع الأمريكية، محل اهتمام ترامب، قامت بالتوظيف بأعلى معدل منذ حوالى 20 عاما.
كما أن أداء النصف الثانى من العام كان أفضل ربع منذ عام 2014 وتعادل أو حتى تجاوز أربعة أرباع خلال سنوات أوباما الثمانية فى الحكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة