فى الآونة الأخيرة تزايد اهتمام وسائل الإعلام والمجتمع بما تنشره وسائل التواصل الاجتماعى، والتى تطورت خلال العقد الأخير لتصبح مصدراً رئيسياً للأخبار والمعلومات سواء من مصادرها الأصلية أو من المستخدمين العاديين الذين استطاعوا أن يكونوا أكبر مزوّد للمحتوى المصور والمكتوب، ويقول "أحمد كامل" رئيس شركة "إنوڤيشن" أن المحتوى الرقمى قد شهد طفرة ملحوظة منذ العام ٢٠١٠، ولكن الخطورة جاءت من افتراض أن التوجه الذى يهتم به المزاج العام الناس هو "الترند" الذى تروج له إحصاءات تلك المواقع مما يقع تحت بند الاستسهال لأن قياس الرأى العام عملية أكثر تعقيداً من ترند أو هاشتاج أو عدد مشاركات لمقطع ما.
وأضاف أن هناك بعض السلبيات التى ظهرت إلى جانب هذه الظاهرة، حيث حاولت العديد من الصفحات زحزحة وسائل الإعلام الكبرى والرسمية من مكانها كمصدر رئيسى للأخبار، معتبرة أنها أقدر وأسرع فى نقل الخبر ولديها نفاذية مباشرة لملايين المستخدمين.
وأشار "كامل" إلى أن أحد أهم الظواهر السلبية كانت تطور "اللجان الالكترونية" التى تعمل لإدارة عدد من الحسابات للهجوم على صفحات معينة أو خلق ترند معين أو تشويه واستهداف شخصيات أو أفكار محددة. هذه اللجان شهدت تطوراً كبيراً حتى وصلنا إلى ما يعرف ب "كليك فارمز" أو مزارع تحتوى على آلاف أو ملايين من الحسابات الغير حقيقية يتم استخدامهم لتسجيل الإعجاب أو عمل مشاركات أو زيادة المشاهدات وفِى أحيان أخرى تغيير نتائج التصويت والاستفتاءات الالكترونية التى يتم تنظيمها على الصفحات المختلفة.
وقال محمد فتحي، الخبير فى الإعلام المجتمعى، إنه لا يمكن على الإطلاق تقييم شعبية أو مزاج عام على أساس هاشتاج على تويتر سواء بالسلب أو بالإيجاب، الهاشتاج مجرد رقم أو مؤشر لرأى بيعنه وجماعة بعينها فى لحظة معينة من الممكن أن يتغير بمرور الوقت أو الأحداث، حتى هذا الرقم قد يكون مدفوعا بأداة تكنولوجية.
وقال فتحى إنه مع الازدياد الكبير فى استخدام البوت، انتقلت وسائل التواصل الاجتماعى إلى مرحلة البحث عن سبل لمقاومة مثل هذه الوسائل، التى تشوش على الآراء، وأشار إلى أن السنوات الأربع الأخيرة استخداما سياسيا واسعا للبوت، كونه الوسيلة المثالية للحشد على مواقع التواصل المختلفة من خلال بث رسائل تلقائية لتوجيه وجهة نظر سياسية معينة.
ومن جانبه، قال محمد الشاعر، الشريك المؤسس فى شركة ذَا بيسمنت ريكوردز، إن السوشيال ميديا ليست المقياس الوحيد للمزاج العام، بل أن الإشاعات والأخبار المغلوطة أصبحت هى المتصدرة بشكل كبير جداً خاصة مع الشخصيات العامة وهذا ما نواجهه مع الفنانين والرياضيين الذين نمثلهم.
وأضاف الشاعر أن الموقع الأساسى للتواصل الاجتماعى فى مصر والعالم العربى هو فيس بوك ويليه تويتر وانستاجرام ويوتيوب؛ وأن تويتر، يحتوى على عدد مهول من الحسابات الغير حقيقية بالاضافة الى الحسابات المزيفة التى تنتحل شخصيات عامة خاصة أن صناعة "ترند" لا تتطلب إلا عدداً معيناً مِن الرتويت أو التكرار فى وقت قصير وهو ما يحدث بالفعل.