لقى مواطن مصرعه، وأصيب 4 آخرون، جراء تعرضهم للدغات من الأفاعى والثعابين السامة بقرية منية السعيد بمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، وذلك وسط حالة من الخوف من الأهالى بعد إنتشار الثعابين السامة والأفعالى بالقرية بشكل كبير .
زكريا قمرة، طالب جامعى بالقرية، أكد معاناة أهالى القرية من إنتشار الثعابين السامة بالمزارع والطرقات، ووصولها إلى المنازل المأهولة بالسكان، مضيفا أن عددا من الأسر هجرت منازلها المجاورة للمزارع خوفا على أبناءها من لدغ الثعابين، الذى أصبح كالوباء الذى ينتشر فى الأجواء، ومعه يحصد الضحايا من القتلى والمصابين.
وأوضح محمد الشورى، محام بالقرية، أن العديد من أهالى يخرجون كل يوم إلى أعمالهم الزراعية، وهم فى حالة من الرعب والفزع مع انتشار ظاهرة الثعابين السامة، مشيرا إلى أن أكثر من 5 أشخاص تم تعرضهم إلى لدغ الثعابين خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى وفاة شاب فى مقتبل العمر جراء ذلك .
وطالب الشورى المسئولين، باتخاذ إجراءات جذرية لمواجهة تلك الظاهرة المفزعة، التى حولت الحياة إلى جحيم لا يطاق، وعدم إتباع سياسة المسكنات لتهدئة الرأى العام.
فيما أكد السيد العربى، مزارع بالقرية، أن انتشار العقارب والثعابين داخل الأراضى الزراعية داخل القرية بصورة كبيرة خلال الأيام الماضية، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، منع الكثير من المزارعين بالخروج من منازلهم خوفا من لدغ الثعابين السامة، مضيفا "الناس خايفه تروى أراضيها علشان الثعابين والأفاعى بتطلع عليها كل يوم من الترع والمصارف ومفيش حد عارف يوقفها".
وأوضح إبراهيم عبد الله، مزارع، أن الكثير من الأراضى مهددة بالبوار، وذلك لخوف العمال من الذهاب إلى أعمالهم بالمزارع، خاصة بالمناطق البعيد عن العمران، مضيفا أن الكثير من العمال رفعوا من أجرهم بعد انتشار ظاهرة الثعابين السامة مثل عمال الشركات التى تمنح العمال بدل مخاطر.
وأشار أحمد العكازى، أحد أهالى القرية، إلى أن المسئولين عن الطب البيطرى، حقنوا البيض بالسم أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، لقتل الثعابين بالقرية، ولكن دون جدوى، بدليل ارتفاع حالات الإصابة بلدغ الثعابين خلال الأيام الماضية، موضحا أن المستشفيات الحكومية غير مؤهلة بالمرة، لاستقبال حالة التسمم الناتجة عن لدغ الثعابين، وخير دليل ذلك وفاة أحد شباب القرية الأيام الماضية داخل مستشفى المحمودية، تواجده لمدة أكثر من ساعتين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
فيما تواصل الأجهزة التنفيذية بالبحيرة، من جهودها المبذولة لمواجهة ظاهرة إنتشار الثعابين السامة والأفاعى بالمزارع، والتجمعات السكانية، بقرية منية السعيد التابعة لمركز المحمودية، والتى أثارت حالة من الفزع خاصة بعد مصرع، وإصابة عدة أشخاص خلال الفترة الماضية، إثر تعرضهم إلى لدغ الثعابين السامة.
من جانبها، وجهت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، بتكثيف أعمال اللجنة الموسعة التى تم تشكيلها لمواجهة انتشار الثعابين بالقرية، والتى تضم كافة الجهات المعنية منها الوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية، ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور.
وأضافت، أنه جارٍ تطهير كافة الترع والمصارف بالقرية، من الحشائش لمنع اختباء الثعابين بداخلها مع رفع حالة الطوارى بمستشفى المحمودية، وتوفير الإمصال اللازمة الخاصة بالسموم.
وأوضحت محافظ البحيرة، أنه تم رفع حالة الطوارى بمستشفى المحمودية المركزى لمواجهة أى حالات تسمم ، وكذا التنسيق مع مركز السموم بكلية الطب بالأسكندرية، لأستقبال أية حالات تتعرض للتسمم.
فيما أكد الدكتور حسنى عباس، مدير مديرية الطب البيطرى بالبحيرة، على استقرار الحالة بالقرية، وعدم وجود أى إصابات جديدة بين الاهالى، مضيفا أنه تم حقن 5000 بيضة بمادة سامة لمواجهة الثعابين السامة على مشارف الأراضى الزراعية والمصارف، كما توعية الأهالى وتحذيرهم لتوخى الحيطة والحظر، وعدم تعرضهم للبيض السام خوفاً على سلامتهم ، كما تم تنفيذ مسح شامل للأماكن الغير مأهولة بالقرية، والتى بها بوص وحشائش ضارة لاحتمال اختباء الثعابين بها.
وفى هذا السياق، أشار الدكتور علاء عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، إلى رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مستشفيات المحافظة لمواجهة أى طارئ فى الشأن، مضيفا أن الحصيلة النهائية لوقائع لدغ الثعابين بقرية منية السعيد هى 5 حالات فقط منها حالة وفاة لأحد الشباب، و إصابات 4 آخرين تم إسعافهم بمستشفى المحمودية، وإستقرار حالتهم، وتحويل إحدى الحالات إلى مركز السموم بكفر الدوار.
وأوضح وكيل وزارة الصحة، أنه تم توفير كافة الأمصال الخاصة بلدغ العقارب والثعابين بجميع المستشفيات الحكومية، مع توفير الأطباء المدربين وأطقم التمريض للتعامل مع أى وقائع جديدة.
كانت قرية منية السعيد التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، قد شهدت حالة من الذعر والفزع بين المواطنين، بعد انتشار ظاهرة الثعابين داخل الأراضى الزراعية، وزحفها للمنازل المجاورة، مما أدى إلى هروب الأهالى من منازلهم خوفا على حياتهم.
وأكد الأهالى على تقصير المسئولين فى التعامل مع هذه الظاهرة إلا بعد فوات الأوان، وسقوط عدة ضحايا، وكذلك الإهمال الشديد داخل مستشفى المحمودية، وعدم توفر أمصال مضادة إلى لدغ الثعابين.
وأسفرت آخر وقائع لدغ الثعابين، عن مصرع "صبرى سعيد بدوى" 18 سنة، أثناء عمله بالأرض الزراعية، وقام أهله بسرعة نقله إلى المستشفى العام، وتوفى بعد ساعتين من وجوده بالمستشفى.