خيم الحزن على منزل متواضع بعزبة رستم بمنطقة شبرا الخيمة- عبارة عن غرفة نوم وبجانبها حمام صغير- تقيم فيه أسرة محمد قاسم محمد السيد رجل بسيط يبلغ من العمر 40 عاماً لا يجيد القراءة والكتابة، توفى والده منذ 22 عاماً وترك له والدته و5 أشقاء آخرين ليتولى الإنفاق عليهم، ومن مهنة لأخرى يبحث عن قوت يومه لسد احتياجات الأم وشقيقاته ورفض الزواج ليتفرغ لإعانة أسرته.
وكان محمد يعمل بحراسة السيارات بأحد الجراجات بطريق ناروبين، وطلب منه قائد سيارة تنظيفها بالمياه، فحمل بيده "جردل" لملئه بالمياه من الجانب الآخر للطريق، ولدى عودته فوجئ بسيارة ميكروباص متهالكة وبدون لوحات معدنية يسير قائدها بسرعة جنونية ولم يتمكن من السيطرة على السيارة لإيقافها فصدمه؛ ولم يكتف السائق بالمصادمة بل نظراً لعدم وجود فرامل قام بسحله لمسافة 300 متر من محطة ناروبين وحتى محطة المصانع، وتمكن الأهالى من إيقاف السيارة وضبط قائدها ونقل المصاب إلى مستشفى ناصر العام ولفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله، لتشيع جنازته وسط حسرة أم مكلومة وأشقاء لا حرفة لهم ولا صنعة، ينتظرهم مصير مجهول بفقد عائلهم.
ولجأت الأسرة لاتخاذ الإجراءات القانونية وتم تحرير المحضر رقم 16400 جنح قسم شبرا الخيمة أول، وانتقلت النيابة العامة لمعاينة موقع الحادث وقررت تشكيل لجنة فنية لبيان صلاحية الفرامل والمكابح والكلاكس.
والدة المجنى عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة