أعلنت لجنة التراث العالمى، التابعة لمنظمة اليونسكو، أن اجتماعها الـ43، فى العام المقبل، سوف يعقد فى مدينة باكو، فى أذربيجان، وذلك بعد ختام أعمال الاجتماع الـ42، فى المنامة، عاصمة مملكة البحرين، على مدار 10 أيام، ناقشت خلالها قضايا التراث الثقافى والطبيعى.
وأشارت هيئة البحرين للثقافة والآثار، فى بيان صحفى اليوم، الأربعاء، إلى أنها أقامت حفلاً ختامياً يوم أمس الثلاثاء، بحضور أكثر من 500 مشارك فى الاجتماع، حضرته الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، رئيسة لجنة التراث العالمى لعام 2018م، والشيخة مى بنت محمد آل خليفة، رئيسة الهيئة، وميشتيلد روسلر، مديرة مركز التراث العالمى، إضافة إلى ممثلين عن الهيئات الاستشارية لاتفاقية التراث العالمى والعديد من الخبراء والمختصين والإعلاميين.
وقالت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، خلال الحفل الختامى: إننا نبارك للدول التى نجحت فى إدراج مواقعها على قائمة التراث العالمى"، مؤكدة أن هذا النجاح يحتفى به العالم كله إذ إن التراث هو الإرث الحقيقى الذى يستحق أن ينقل إلى الأجيال القادمة.
واختتم الحفل بعرضين موسيقيين الأول لفرقة محمد بن فراس التى قدمت ألواناً غنائية مختلفة عكست الموروث السماعى البحرينى، ومن بين الأنواع الموسيقية التى قدمتها الفرقة فن الصوت، البستة والخمارى وغيرها من الأغانى التراثية البحرينية. والثانى لفرقة "AQ جاز إكسبيرينس" التى أدت روائع موسيقية من العصر الذهبى لموسيقى الجاز والسوينغ والبلوز وبعض الأغانى الحديثة ولكن بأسلوبهم الخاص.
وكان اجتماع لجنة التراث العالمى الثانى والأربعين قد شهد حضور ممثلين عن 139 دولةً وأكثر من 2000 خبير فى مجال التراث الثقافى والطبيعى من العالم حيث نظرت اللجنة فى إمكانية إدراج 28 موقعاً على قائمة التراث العالمى كما نظرت فى حالة حفظ 157 موقعاً مسجلاً على القائمة.
أما المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمى قبل اجتماع لجنة التراث فى البحرين فكانت 1073 موقعاً، يضاف إليها 19 موقعاً تمّ إدراجها خلال اجتماعات الدورة الحالية، فيصبح العدد الإجمالى لمواقع التراث العالمى 1092 موقعاً متواجدة فى 167 دولة حول العالم.
ومن الجدير ذكره أن مملكة البحرين، وبعد نجاحها فى نيل عضوية لجنة التراث العالمى خلال الاجتماع الواحد والعشرين للجمعية العامة للدول المشاركة فى اتفاقية التراث العالمى لعام 1972م، فازت برئاسة اللجنة التى أقرت الشيخة هيا بنت راشد ال خليفة رئيسة لها لسنة 2018م. وكانت المملكة قد فازت برئاسة لجنة التراث العالمى عام 2011م، حيث ترأستها الشيخة مى بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة آنذاك.
وجاء اجتماع لجنة التراث العالمى بتزامن مع برنامج حافل تعده هيئة الثقافة للاحتفاء بمدينة المحرّق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018م، حيث تقدم خلاله نشاطاً متنوعاً ما بين عروض عالمية، مواسم ثقافية متجددة، معارض فنية وتشكيلية من حول العالم وغيرها الكثير. وعلى هامش أعمال اجتماع لجنة التراث العالمى، استضافت البحرين منتديين عالميين هما منتدى الخبراء الشباب فى مجال التراث العالمى ومنتدى مدراء مواقع التراث العالمى 2018م، حيث شكل المنتديان فرصة عالمية لتبادل الخبرات ما بين جميع المتخصصين.
كما يذكر أن اتفاقية 1972 أخذت موافقة الجمعية العامة من اليونسكو فى سنة 1972 وبدأ تطبيقها فى سنة 1976م بإدراج مواقع مشهورة عالمياً على قائمة التراث العالمى، وكان هذا بداية مشوار طويل، حيث وافقت كل الدول فى العالم وتمّ توقيع هذه الاتفاقية، ويبلغ عدد الدول حالياً 193 دولة وهذا يعنى معظم الدول فى العالم.
وتعتمد الاتفاقية فى طبيعتها على لجنة التراث العالمى المتكونة من 21 دولة منتخبة من طرف الجمعية العامة لدول أعضاء الاتفاقية، ومن خلال اجتماعات لجنة التراث العالمى، سُجل أكثر من 1000 موقع على لائحة التراث فى 164 دولة فى العالم.
وتستشير اللجنة فى موافقتها على دخول المواقع لقائمة التراث العالمى ثلاث منظمات دولية غير حكومية أو حكومية دولية: الاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة (IUCN) وهو هيئة استشارية للجنة لاختيار الخصائص الطبيعية للتراث العالمى، وعلى حالة صون الممتلكات، المجلس الدولى للمعالم والمواقع (ICOMOS) وهى منظمة غير حكومية تقدّم المشورة للجنة التراث العالمى بشأن تقييم الممتلكات الثقافية المقترح إدراجها على قائمة التراث العالمى والمركز الدولى لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (ICCROM) هى منظمة حكومية دولية لتقييم حالة صون التراث الثقافى المسجل ويقدم توصيات لإعادة ترميم محتمل الحدوث.