شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلى منذ صباح اليوم الخميس، بمحاصرة مضارب عرب الجهالين قرب أريحا ومنطقة الخان الأحمر شرق القدس، بعد إخطار الأهالى بالترحيل.
وقال شهود عيان "إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة البدوان فى عرب الجهالين تمهيدا لترحيل الأهالى وهدم مساكنهم، تزامنا مع تواجد 60 ناشطا تضامنا مع الأهالى.. وسرعان ما اعتدت على الجميع بالضرب والملاحقة والاعتقال".
وقال منسق حملة "انقذوا الخان الأحمر" من هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبد الله أبو رحمة، أن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة الخان الأحمر شرق القدس، واعتدت على المعتصمين هناك، واعتقلت ثلاثة متضامنين أجانب، مشيرا أيضا إلى وجود 10 متضامنين داخل تجمع الخان الأحمر محاصرين داخل المدرسة، وقوات الاحتلال تطالبهم بالخروج من أجل اعتقالهم، فيما تقوم الجرافات بتسوية الطريق من أجل تسهيل الهدم.
ومن المقرر أن يقوم قناصل ورؤساء البعثات الأوروبية، اليوم الخميس، بزيارة منطقة الخان الأحمر، للتضامن مع السكان والتعبير عن رفضهم لقرار هدمه.
كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت أمس منطقة الخان الأحمر واعتدت على المتضامنين ونشطاء المقاومة وأهالى المنطقة الذى يحاولون منعهم من الهدم وتشريد الأهالى.
يذكر أن المحكمة العليا الإسرائيلية، قررت فى 24 مايو الماضى أنه يحق للدولة هدم منازل سكان تجمع خان الأحمر وترحيلهم من بيوتهم وإسكانهم فى بلدة أخرى.. كما قضت المحكمة بأن القرية قد شيدت دون الحصول على تراخيص البناء اللازمة، رغم أن الحصول على مثل هذا التصاريح من المستحيلات بالنسبة للفلسطينيين فى المناطق التى تخضع لسيطرة الاحتلال فى الضفة الغربية، والمسماة "المنطقة ج".
وألغى هذا القرار الحاجز الأخير الذى كان يعيق إسرائيل لغاية الآن وأعاق طرد التجمع، وهو ما يعتبر بمثابة جريمة حرب فى القانون الدولي، وفق المركز الحقوقى الإسرائيلى "بتسيلم".
وقال "يتسيلم" إنه رغم أن هذه السياسة أقرت من قبل المستوى السياسي، غير أنه وعلى غرار حالات أخرى انخرط القضاة واجتهدوا فى تمهيد الطريق لاقتراف جريمة حرب.. مشيرا إلى أن المسؤولية الشخصية عن اقتراف جريمة حرب كهذه لا تقتصر على من يحدد السياسة وحسب، بل تقع أيضا على من مهد لصالحهم المسار القضائي.
ويقع الخان الأحمر فى المنطقة (ج) فى الضفة الغربية – والتى تخضع للسيطرة المدنية والأمنية لإسرائيل بحسب اتفاقية أوسلو (التى وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية فى 1993. حيث تخضع المنطقة ج - والتى تشكل 60 % من الضفة الغربية المحتلة - أمنيا وإداريا لجيش الاحتلال وفق الاتفاقية)– بقرب مستوطنة "كفار أدوميم"، وهى منطقة عسكرية مغلقة ومن المتوقع أن تصبح امتدادا للجدار الفاصل.. ويخوض السكان فى منطقة خان الأحمر منذ 2009 نضالا ضد أوامر الهدم، وضد الأوامر التى تمنع إقامة مبان عامة، كالعيادات والمدارس.
وقالت دانيلا بيرناتشي، المدير العام والتنفيذى لمؤسسة CESVI (وهى مؤسسة حقوقية إيطالية وعضو بائتلاف مؤسسات التنمية الدولية (AIDA)، والذى يضم أكثر من ثمانين منظمة دولية تعمل فى فلسطين) "إن تنفيذ المخطط الإسرائيلى بربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ويحد بشكل كبير من حرية الحركة للفلسطينيين، كما سيؤدى إلى عزل بعض الأحياء".
يذكر، أن غالبية المبانى بالخان الأحمر والمهددة بالهدم تم إنشاؤها بالأساس من خلال مساعدات إنسانية من المجتمع الدولي، وهى تشمل مدرسة ابتدائية تخدم 170 طفلا بالقرية والأحياء البدوية المجاورة، ويعد هدم هذه المدرسة اعتداء على الحق فى التعليم، والذى تلتزم جميع الدول بحمايته.
ويعتبر الخان الأحمر واحدا من 18 حيا بدويا من قبيلة الجهالين والمهددة بالتهجير القسرى من محيط القدس، بسبب وقوعهم فى منطقة محددة لدى إسرائيل كمنطقة توسع فى المستقبل لتجمع مستوطنات معاليه أدوميم بحسب "الخطة E1".
كما حذرت نائبة المديرة الإقليمية لبرنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنظمة ماجدة الينا مغربى من أن "قرار المحكمة العليا فى منتهى الخطورة، وقد يشكل سابقة تدفع ثمنها مجتمعات فلسطينية أخرى تكافح ضد الخطط "الإسرائيلية" لإعادة التوطين فى المراكز الحضرية".
كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، خيمة سكنية فى قرية سوسيا شرق بلدة يطا جنوب الخليل، واعتدت على ساكنيها بالضرب.
وأفاد منسق اللجان الشعبية والوطنية راتب الجبور، فى تصريح، بأن قوات الاحتلال هدمت خيمة سكنية فى منطقة سوسيا ويقطنها 8 أفراد، واعتدت عليهم بالضرب بعد عراك ومجادلة سبقت عملية الهدم.
وأكد الجبور أن قوات الاحتلال هدمت الخيمة السكنية دون سابق إنذار، وحذرت صاحبها من إعادة إقامتها.
يذكر أن قوات الاحتلال هدمت عدة خيام سكنية وحظائر فى المنطقة فى الآونة الأخيرة فى خطوة تستهدف ترحيل المواطنين عن أراضيهم وممتلكاتهم لصالح عمليات التوسع الاستيطانى.
من جهتها اعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية العدوان الشرس على الخان الأحمر، والاعتداء الوحشى على المواطنين والصحفيين والمتضامنين، ومنع قناصل 9 دول أوروبية من دخول المنطقة المهددة بالإزالة، وتزامن ذلك مع دعوات ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحام ساحات المسجد الأقصى، يستوجبان توفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطينى ومقدساته.
وذكرت الوزارة -فى بيان اليوم الخميس- أن رسائل التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعى لاقتحام جماعى لساحات "الأقصى"، وإقامة صلوات تلمودية فى ذكرى "عملية الحرم"، تعد استكمالًا لمشهد الإرهاب الإسرائيلي، الذى يمارس التطهير العرقى فى الخان الأحمر، ويحتفل بإطلاق الجندى المجرم قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف فى الخليل.
وأكدت الوزارة أن دعوات "جماعات الهيكل"، التى تأتى بعد وقت قصير من قرار رئيس حكومة الاحتلال السماح للوزراء وأعضاء "الكنيست" باقتحام ساحات "الأقصى" تستدعى حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من الإرهاب والتحريض والعنصرية، وتطبيق القانون الدولي، والقرارات الأممية التى تعتبر القدس وكل ما فيها أرضًا محتلة.
يشار إلى أن 16 ألف مستوطن اقتحم الأقصى منذ مطلع العام الحالى، بحسب إحصائية لـ"جماعات الهيكل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة