سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 يوليو 1953.. كلمة لسلطان لحج وأغنية لمطرب يمنى ولقاء مع الطلبة السعوديين فى الكلية الحربية فى اليوم الثانى لـ«صوت العرب»

الخميس، 05 يوليو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 يوليو 1953.. كلمة لسلطان لحج وأغنية لمطرب يمنى ولقاء مع الطلبة السعوديين فى الكلية الحربية فى اليوم الثانى لـ«صوت العرب» احمد سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مر اليوم الأول من برنامج «صوت العرب» بالإذاعة يوم 4 يوليو 1953، وترقب المستمعون ماذا سيكون الحال فى اليوم التالى.. وكيف سيمضى فى طريق تنفيذ الأهداف التى حددها لنفسه.
كان البرنامج مدته نصف ساعة يقوده المذيع أحمد سعيد، قبل أن يتحول إلى محطة إذاعية «راجع، ذات يوم– 4 يوليو 2018»، وفى اليوم الثانى من بدء بثه 5 يوليو «مثل هذا اليوم عام 1953»، بدا صوته العروبى حقيقيًا ومدروسا، وحسب الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «العصر الذهبى للغناء المصرى»، عن «دار الهلال–القاهرة»: «يقوم على عرض المشاكل التى تعانى الدول العربية منها وبصوت أبنائها، ويقدم الأغنية العربية بطابعها المميز فى الأقطار المختلفة كالعراق وسوريا والجزيرة العربية ولبنان، وهاهو البرنامج يقدم الدليل على ذلك فيما تضمنه برنامج يومه الثانى، وهو يوم الأحد 5 يوليو 1953، حيث تضمن برنامج ذلك اليوم، وطبقا لما جاء بالصفحة السابعة والعشرين من العدد رقم«955» من مجلة «الإذاعة والتليفزيون»: كلمة عظمة سلطان لحج، أغنية من لحج، أنباء العرب، أغنية تحبها العراق، وزيارة الميكرفون للطلبة السعوديين بالكلية الحربية المصرية».
 
يضيف «حنفى محمود»، نقلًا عن «مجلة الإذاعة»: «استغرق ذلك البرنامج نصف ساعة بدأت فى الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم، حيث بدأ البرنامج بكلمة من سلطان لحج، على عبد الكريم فضل بن على محسن، استهل سلطان لحج كلمته بتوجيه التحية إلى الإذاعة المصرية، ثم اتبع ذلك بالحديث عن لحج ومايربطها بمصر من أواصر، ولحج هى إحدى إمارات الجنوب العربى التى كانت تخضع للاحتلال الإنجليزى عند بدء بث «صوت العرب»، وتضم لحج شبه جزيرة عدن ومناطق داخلية تحدها من الغرب مملكة اليمن «آنذاك»، ومن الجنوب بحر العرب، وينتهى ساحلها على بحر العرب فى أقصى الغرب عند مدخل باب المندب «المدخل الجنوبى للبحر الأحمر».
 
هكذا بدأت ثورة 23 يوليو 1952 الاهتمام مبكرًا باليمن، جنوبه وشماله عبر الإذاعة، ولم يكن هذا الاهتمام عفويا، وإنما كان يفرش الأرض لهدف أكبر، يكشفه فتحى الديب أحد مؤسسى جهاز المخابرات المصرية، وصاحب فكرة «صوت العرب»، ومسؤول «الشؤون العربية» بالجهاز، وذلك فى كتابه «عبد الناصر وحركة التحرر اليمنى»، عن «دار المستقبل العربى–القاهرة».. يؤكد الديب أنه سافر إلى اليمن والمحميات الجنوبية «جنوب اليمن» فى أوائل أكتوبر 1953 للاستطلاع الميدانى لدراسة كيفية تقديم المساعدات للأحرار اليمنيين، ويذكر أنه استخرج جواز سفر دبلوماسى بصفته مفتشا بوزارة الخارجية المصرية، إمعانا فى التضليل وحفاظا على سرية المهمة التى سيقوم بها، وقام بمهمته بعد اجتماع مع قيادات مع مقيمين فى القاهرة من «مجموعة الأحرار اليمنيين» بقيادة القاضى محمد محمود الزبيرى.
 
وعن التأثير الذى أحدثه «صوت العرب» فى اليمن يذكر محمود رياض «وزير خارجية مصر من عام 1964 حتى 1972، ثم أمين عام جامعة الدول العربية حتى عام 1977» فى الجزء الثانى من مذكراته «الأمن القومى العربى بين الإنجاز والفشل»، أنه كان ضمن الوفد الذى سافر إلى اليمن فى 6 يوليو 1954 برئاسة صلاح سالم: «وعندما وفد رجال القبائل لتحيتنا يهتفون باسم جمال عبد الناصر وللقومية العربية، واستمعت إلى بعضهم يذكر اسم أحمد سعيد ولم أكن سمعت بهذا الاسم من قبل، فسألت زميلى فتحى الديب المسؤول عن الشؤون العربية فى المخابرات العامة، فابتسم قائلًا، إنه الموظف المسؤول عن صوت العرب، وأدركت قوة الإذاعة ومدى تأثيرها».
 
ويؤكد رياض: «كانت المخابرات العامة توافى الإذاعة بالمعلومات عن أحوال اليمن وأسماء القبائل والمشايخ فكان أحمد سعيد يتلو أسماءهم ويدعوهم لمقاومة الاستعمار فى جنوب اليمن، وكان اليمنيون يتعجبون لسماع أسماء مشايخهم، واشتهرت قصة رفض رجال القبائل شراء أجهزة الراديو قبل أن يتأكدوا من أنها تبث إرسال صوت العرب، ويصرون على سماع الإذاعة قبل شراء الراديو».
 
فى هذا السياق، كان اليمن بجنوبه ضيفًا على «صوت العرب» يوم 5 يوليو 1953، أى فى اليوم الثانى من بدء بثه، ولم يكن الضيف الوحيد، فحسب «حنفى محمود»، قدم البرنامج أغنية يحبها أهل العراق، وهى قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقى «ياشراعا وراء دجلة»، التى تغنى بها محمد عبدالوهاب أمام ملك العراق فى عام 1933، والتقى ميكروفون صوت العرب بالطلبة السعوديين فى الكلية الحربية المصرية فى ختام البرنامج، حيث قام الميكروفون، ومن خلال الحوار مع هؤلاء الطلبة بنقل أصواتهم من مصر، وعبر الأثير إلى ذويهم فى المملكة العربية السعودية فى سابقة تعد الأولى فى تاريخ الاتصالات والإعلام فى الوطن العربى».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة