بدأت جماعة الإخوان فى ليبيا بالدفع بعناصرها لعرقلة عودة دولة المؤسسات فى ليبيا وعلى رأسها قوات الجيش الوطنى، والعمل على عرقلة عمل تلك المؤسسات التى بدأت تبسط سيطرتها على الدولة الليبية وتقوض دول الكتائب المسلحة التى جماعة الإخوان فى ليبيا وتوحشت فى عدد من مدن الغرب الليبى وخاصة فى مدينة مصراتة.
وكشفت جماعة الإخوان عن وجهها القبيح عبر أبواقها وعناصر التى تغلغلت فى مفاصل الدولة فى العاصمة طرابلس وخاصة فى المؤسسات المالية وفى مقدمتها مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس، وظهر القيادى البارز فى جماعة الاخوان ، فتحي عقوب ، اليوم الخميس، متحدثاً باسم إدارات المصرف المركزى بطرابلس بصفته أميناً لسر المصرف وإدارياً مجلس إدارته فى المؤتمر الصحفي الذى عقدته هذه الادارات للحديث عن آخر فصول الأزمة المالية والأمنية التي يتهم المصرف بالتسبب بها فى البلاد.
ولد الإخوانى الليبى فتحى خليفة محمد يعقوب عام 1971 فى مدينة بنغازى وكان مطلوباً للسلطات الأمنية بالنظام الليبى السابق الذي صنفته على أنه من العناصر الفاعلة فى تنظيم الاخوان فى ليبيا، وللقيادى الإخوانى صلة قديمة بالتجمع الاسلامي برئاسة مصطفى الطرابلسى هو تنظيم اسلامى جهادى ينتمى له عضو الرئاسى الحالى محمد عمارى وفقاً لما ورد فى أقوال عضو التجمع سالم المغربى.
وقالت صحيفة المرصد الليبية فى تقرير لها أن عقوب من العناصر الفاعلة جداً فى جماعة الاخوان ومن قيادتها ومجلس الشورى الخاص بها وكذلك من قيادات حزب العدالة والبناء الذراع السياسي للإخوان بزعامة محمد صوان وكانت الجماعة تنشر له عدة مقالات سياسية دورية عبر موقعها الرسمي على الانترنت بما يوحي بطبيعة العلاقة بين المصرف وجماعة الاخوان ونفوذ الاخيرة به حتى وان حاولت أطراف تابعة للجهتين نفيها وتصدير التراشق الاعلامي بينها للمواطنين.
الاخوانى فتحى عقوب
وكشفت الصحيفة عن تعيين محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس الصديق الكبير لأحد صقور جماعة الإخوان فى ليبيا ومراقب عام الجماعة وهو المدعو "سليمان عبدالقادر" وهو ليبى يحمل الجنسية السويسرية فى معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس، وهو من مواليد 1966 والذى يعتبر أحد العناصر الشابة التى أعادت جماعة الإخوان للحياة فى الفترة من 2009 : 2012، ويحمل عبد القادر شهادة فى الهندسة الميكانيكية وعمل فى شركات تعمل بهذا المجال فى مدينة زيورخ كما تولى رئاسة رابطة مسلمى سويسرا إضافةً لأنشطته كمراقب لإخوان ليبيا وكان له دور بارز فى مؤتمر الاخوان الأول الذى عقد فى مدينة بنغازى نهاية 2011 وحضره قادة الجماعة وأبرزهم محمد صوان وعبدالرزاق العرادي وبشير الكبتي وأحمد السوقي وآخرين.
وعلى الرغم من عدم تطابق تخصصه العلمى مع المنصب الحالى وعدم استقلاله سياسياً كونه من أكبر وأبرز وأهم قيادات الاخوان إلا أن الصديق الكبير عينه كمدير لمعهد الدراسات المصرفية الذى يعد بمثابة كلية مالية متكاملة ومتطورة وقد تم تجهيزها سنة 2008 بإمكانيات متقدمة الأمر الذى يشير أيضاً إلى مدى نفوذ جماعة الإخوان فى مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس وهو ما أكده المستشار رئيس المجلس الانتقالى الليبى السابق مصطفى عبد الجليل عند حديثه عن ترشيح الصديق الكبير لمنصب محافظ مصرف ليبيا المركزى.
وظهرت عدة صور تؤكد هيمنة جماعة الاخوان فى ليبيا على مصرف ليبيا المركزى فى العاصمة طرابلس حيث نظم معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس دورة تدريبية فى فبراير 2017 ، موضحا أنها تمت برعاية محافظ مصرف ليبيا المركزى الصديق الكبير.
وأكد مصدر ليبى ان الاستخبارات العسكرية القطرية اخترقت عدد من المؤسسات الليبية ودشنت مركزا مجهزا بغرفة عمليات وأجهزة تنصت تم نقلها جميعها فى سبتمبر 2011 إلى مبنى خصص لذلك من قبل الإرهابى عبد الحكبم بلحاج فى قاعدة معيتيقة الجوية إبان فترة تزعمه للمجلس العسكرى فى طرابلس .
كان سفير ليبيا لدى تركيا، القيادى بجماعة الإخوان الليبية ، عبد الرزاق مختار، قد أكد منذ أشهر أنه رشح الصديق الكبير لمنصب محافظ مصرف ليبيا المركزي فى طرابلس بعد خلافات للمجلس مع سلفه قاسم شرح البال عزوز، والذى وصفه مختار بأنه أخفق وفشل فى إدارة مرفق حيوى.
ويطرح التقرير عدة تساؤلات حول دور عقوب فى تمويل الإرهاب عبر منصبه فى مصرف ليبيا المركزى مع تسريب شيكات مقدمة كمصروفات لمجلس شورى بنغازى الإرهابى بالتنسيق مع القيادى بالجماعة المقاتلة خالد الشريف وكيل وزارة الدفاع السابق المقرب من الإرهابى عبد الحكيم بلحاج.
الاخوانى فتحى عقوب
كان رئيس مجمع ليبيا للدراسات المتقدمة الدكتور عارف النايض قد كشف دور الصديق الكبير لجماعة الإخوان الليبية وذلك فى محاضرة للنايض بمؤسسة "هيريتج للدراسات" فى واشنطن خلال جولة قام بها الأخير فى الولايات المتحدة وأوروبا إبان هجوم سرايا الدفاع عن بنغازى على خليج السدرة وتأكيده تورط مصرف ليبيا المركزى فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة