أثرى: القاهرة أول "كمباوند" عرفته مصر منذ 1049 عامًا

الجمعة، 06 يوليو 2018 11:33 ص
أثرى: القاهرة أول "كمباوند" عرفته مصر منذ 1049 عامًا شارع المعز - أرشيفية
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل محافظة القاهرة، اليوم، بعيدها القومى الذى يوافق 6 يوليو من كل عام، وهو اليوم الذى تم فيه وضع حجر الأساس لمدينة القاهرة، لتكون عاصمة جديدة لمصر شمال مدينة القطائع، على يد قائد الجيوش الفاطمى جوهر الصقلى فى 17 شعبان 358هـ / 6 يوليو 969م، لتكون القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية.
 
وقال الأثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - إنه ظهر فى تخطيط مدينة القاهرة الفاطمية الإرهاصات الأولى لفكرة التجمعات السكنية محدودة النطاق الخاصة بفئة من السكان، والتى يحيط بها الأبواب والأسوار والمعروفة حاليا بـاسم"كمباوند"، موضحا أن القاهرة كانت حكرا على سكانها من القصر الفاطمى والمساعدين وكبار رجال الدولة والجيش الفاطمى.
 
وأضاف أنه كان لا يسمح أبدا بأن يعيش بداخلها فئة خارج المجتمع الفاطمى، لكن كان يسمح بدخول المصريين من التجار والصناع والحرفيين لممارسة أعمالهم داخل المدينة الجديدة، ما يوفر احتياجات أهلها، على أن يغادروها بعد آذان المغرب.
 
وأوضح الزهار أن جوهر الصقلى جعل فى كل ضلع من أضلاع سور القاهرة شمالا ما بين (باب النصر) و(باب الفتوح)، وفى الجنوب (باب زويلة)، وفى الضلع الشرقى (باب البرقية) و(باب القراطين)، الذى أصبح يعرف منذ العصر المملوكى باسم (باب المحروق)، أما فى الضلع الغربى الموازى للخليج فيوجد (باب سعادة) بالقرب من باب الخلق حاليا، و(باب القنطرة) عند باب الشعرية حاليا.
 
وأضاف أنه بذلك أصبحت القاهرة أحد أهم أشكال المدن والمجتمعات السكنية التى تذخر بأحد أهم أشكال العمارة الإسلامية وهى المعروفة بالعمارة الدفاعية، وظلت القاهرة أهم عاصمة لدولة فى الشرق ازدهرت بها الحياة العلمية والثقافية والأدبية والفكرية.
 
واستعرض الزهار تاريخ القاهرة على مر العصور الإسلامية، ففى العصر الأيوبى، وبتولى صلاح الدين زمام الأمور فى مصر، حرص على التنمية والبناء والتشييد داخل القاهرة وخارجها، ولعل أهم ما أنشأه (قلعة الجبل)، والتى كان لها هدف عسكرى، وتعتبر أهم عمل معمارى عسكرى دفاعى فى الشرق، وقد جعل من وزيره بهاء الدين قراقوش مسئولا عن بنائها، بالإضافة إلى بناء سور جديد للمدينة واهتم بالتغيير فى الشكل السياسى والمجتمعى والدينى لكنه حرص على الحفاظ على المدينة.
 
وبالنسبة للقاهرة المملوكية، أوضح أن العصر الذهبى للقاهرة كان فى تلك الفترة، حيث كانت هى الأغنى والأكثر ثراء معماريا على الإطلاق، وتم بها أهم عمليات بناء وتشييد وتوسعة، مشيرا إلى أنه خلال أيام الظاهر بيبرس امتدت القاهرة فى اتجاه الشمال خارج الأسوار فى حى الحسينية، حيث شيد الظاهر مسجدا فى ميدان قرة قوش يعرف اليوم باسم (جامع الظاهر)، وكان اسمه قديما ( جامع الصافية).
 
وتابع أن بيبرس شيد كذلك فى قلعة صلاح الدين العديد من المبانى الجميلة كدار الذهب، وأنشأ سوقا للخيل، وأقام قناطر السباع على الخليج الكبير، بالقرب من مسجد السيدة زينب وكان هذا الخليج المتصل بالنيل من أهم معالم القاهرة فى العصور الوسطى.
 
ولفت إلى أن القاهرة اتسعت فى أيام أسرة قلاوون التى حكمت مصر نحو مائة سنة، ولا سيما فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون وأمرائه وقادة جيشه، فامتدت المدينة جهة الشمال عبر الصحراء والشمال الغربى، ومن أهم أعماله حفره الخليج الناصرى فى غرب القاهرة حتى أوصله إلى سرياقوس، وكان يتصل بالخليج الكبير القديم، وذلك لزيادة الماء فيه، وقد انتهى حفره فى شهرين فقط، وذلك كما ورد فى كتاب المؤرخ الكبير عبد الرحمن زكى "بناة القاهرة فى ألف عام".
 
وقال الأثرى سامح الزهار إنه منذ العصر العثمانى حتى العصر الحديث، لعبت القاهرة دور البطولة فى المشهد السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى، وكان لها الحظ الأوفر من النهضة المعمارية والفنية التى تمت فى تلك الفترة الطويلة، حيث بلغت القاهرة درجة كبيرة فى الاتساع فى عهد الخديوى إسماعيل، ووصلت مساحتها إلى 1000 فدان تقريبا، وتم كذلك إضافة حى الإسماعيلية "التحرير حاليا" إلى مدينة القاهرة، كما يذكر على مبارك فى (الخطط التوفيقية).
 
وأشار إلى أن محمد على باشا يعد أول من أدخل العمارة الغربية بسماتها الفريدة إلى القاهرة، ما أكسب القاهرة طابعا خاصا، فقد استدعى بعض المهندسين من الغرب، وبنوا له سراى القلعة وسراى شبرا وسراى الأزبكية، ثم بنى ابنه إبراهيم باشا قصر القبة.
 
وتابع أنه فى عهد الخديوى إسماعيل تم إنشاء كوبرى قصر النيل، وحديقة الحيوان، وعدد من السرايات منها سراى عابدين، كما مدت خطوط السكك الحديدية وأنشئت المدارس الحديثة، موضحا أنه فى عهد الخديوى عباس تم إنشاء حى العباسية وأحياء أخرى مثل السيدة زينب وحلمية الزيتون وعين شمس وغيرها.
 
وأوضح أن كل ما سبق، يؤكد أن القاهرة تعد أحد أعظم وأهم عواصم العالم التى سحرت كل من زارها وعرفها فى أى فترة من فتراتها التاريخية المهمة، ما دفع الشاعر صفى الدين الحلى بأن يقول (لله قاهرة المعز، فإنها بلد تخصص بالمسرة والهنا).






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة