نجح النجم ياسر جلال فى أن يفرض نفسه بطلًا دراميًا على الساحة الفنية، بعد النجاح الكبير الذى حققه من خلال مسلسل «رحيم»، الذى عرض بموسم رمضان الماضى، ليصبح وللعام الثانى على التوالى أحد أبرز النجوم الذين صعدوا لقمة المنافسة الدرامية الرمضانية، معتمدًا على موهبته المتفردة التى لم يستغلها بشكل كامل على مدى ما يقرب من 25 عامًا، هى مشواره الفنى.
«اليوم السابع» التقت «جلال»، الذى كشف الكواليس الكاملة لمسلسله الأخير «رحيم»، وتفاصيل تحضيره لفيلم جديد يعود من خلاله للسينما، ليشهد أولى بطولاته المطلقة مع الشاشة الفضية، و
إلى نص الحوار..
كيف جاءت فكرة تقديم مسلسل «رحيم» منذ البداية؟
- بعد نجاح مسلسل «ظل الرئيس» مباشرة جاءت لى عروض كثيرة، ولكن كان كل همى أن أرد الجميل لشركة مجموعة فنون مصر، وللمنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، لأنهما قاما بدعمى كى أقدم أولى بطولاتى العام الماضى، ودعمهما المستمر كان سببًا رئيسيًا فى نجاح المسلسل، وبالفعل تحمسنا بشدة لتقديم مشروع ثان، وهو «رحيم»، وجاءت لنا الفكرة وتحمسنا لها، وكان المنتج ريمون مقار حريصًا على تكرار التعاون مع نفس مؤلف «ظل الرئيس»، وبالفعل جلسنا مع السيناريست محمد إسماعيل أمين، حتى تم الاتفاق على فكرة مسلسل «رحيم»، وبعدها حدثت متابعة مستمرة من قبل شركة الإنتاج للمؤلف كى تظهر الحلقات الأولى للنور، وبعدها انضم لنا المخرج محمد سلامة، الذى قام بدوره بالعمل على المسلسل حتى ظهر للنور بهذا الشكل.
وهل نجاح «رحيم» بهذا الشكل كان متوقعًا، وكيف استقبلت هذا النجاح، وما كواليس التحضير للعمل منذ البداية؟
- نجاح «رحيم» فاق توقعاتى بكثير، وفاق مسلسلى «ظل الرئيس» بمراحل، واستقبلته بسعادة بالغة بالفعل، لأننى تعبت فعلًا فى هذا المسلسل أنا وكل العناصر القائمة على العمل، فكنا فى بعض الأحيان نواصل التصوير على مدى 48 ساعة، والحمد لله هذا المجهود ظهر للجميع، وأنا حقيقة «مالحقتش أفرح العام الماضى بمسلسل ظل الرئيس، لأنى كنت شايل هم رحيم على كتافى، فبعد نجاح ظل الرئيس، كنت أردد دائمًا، ماذا بعد؟، وإيه اللى ممكن أعمله الفترة الجاية»، وهذا جعلنى لا أنام منذ رمضان الماضى حتى رمضان من العام الحالى، كى أقدم عملًا جيدًا مثل «ظل الرئيس»، والحمد لله قدمنا الأفضل، لأننا «كلنا اتعشمنا خير» فى ذلك، ولا أنكر هذا النجاح الكبير للغاية الذى استقبلته لأنه يجعلنى أخاف أكثر من القادم، لأننى حريص على الحفاظ عليه، ودائمًا أملى فى ربنا كبير جدا، وهذا النجاح أيضًا يجعلنى أتحمل كل المتاعب والضغوط التى أواجهها، لأن هذه المهنة بالفعل متعبة ومجهدة جدًا جدًا فى كل شىء.
ماذا قصدت من وراء مسلسل «رحيم»، وما الرسالة التى هدفت لها أنت وباقى صناعه؟
- رسائل كثيرة قصدناها من وراء مسلسل «رحيم»، ملخصها أن الخير نهايته خير، والشر نهايته شر، من خلال حدوتة مشوقة، اعتمدنا فيها على الإثارة والتشويق، وما ميز «رحيم» أنه لا يستطيع أحد توقع أحداثه، لذلك كان هناك نوع من انتظار الحدث بشكل مستمر فى كل حلقة، وهذا فى حد ذاته نجاح كبير، والحمد لله التجربة كانت ناجحة بكل عناصر العمل التى فيها.
وهل ترى أن ورود خطاب تنحى مبارك على لسان عمر سليمان فى «رحيم» كان إقحامًا أم أن له ضرورة درامية؟
- على الإطلاق، كان مهمًا جدًا أن نستخدمه، لأننا من خلال هذا المشهد السريع، استطعنا أن نوضح للجمهور الملامح الرئيسية لشخصية رجل الأعمال «رحيم» قبل ثورة 25 يناير، وكيف تحولت شخصيته، بل إن هذا المشهد هو الذى يظهر الفرق بين «رحيم» قبل الثورة وبعدها على مدى باقى أحداث المسلسل، وبدءًا من الحلقة الثانية بالتحديد.
ألم تقلق من وجود مخرج جديد يقدم أولى تجاربه، مثل محمد سلامة، بخلاف العام الماضى كان معك أحمد سمير فرج صاحب عدة أعمال سينمائية وتليفزيونية مهمة؟
- بالفعل العام الماضى كنت أقف على أرض صلبة مع مخرج كبير، مثل أحمد سمير فرج، فكنت «مسلّم» نفسى له ومطمئنًا، وهذا العام بصراحة كنت للمرة الأولى أرى المخرج محمد سلامة وأتعاون معه، ورغم ذلك كنت مطمئنًا وواثقًا من اختيارات المنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، لأن «الناس دى مابتقدمش حد فعلًا، إلا وإذا كان جديرًا بالتجربة»، وهذا ما حدث بالفعل، فوجدت أمامى مخرجًا شابًا موهوبًا، شديد الحماس، يهتم بأدق التفاصيل، وبالفعل «ماكنش بينام» كى يخرج تجربة مميزة، وهو ما حدث بالفعل.
شكل شخصية «رحيم» من حيث قَصة الشعر واللحية، من صاحب فكرة ظهورك داخل هذا الإطار، وكيف رسمت ملامح هذه الشخصية من الخارج؟
- «لوك» وشكل شخصية «رحيم» كان فكرتى بالاتفاق مع المنتج ريمون مقار، وأيضًا المخرج محمد سلامة، فجلسنا مع بعض، واستقررنا على الشكل الذى ظهرت به، وهو ما حدث العام الماضى أيضًا فى مسلسلى «ظل الرئيس»، فالشكل الذى ظهرت به كان فكرتى مع المنتج ريمون مقار، أيضًا كانت هناك تحضيرات أخرى للشخصية من الخارج، فكنت موجودًا باستمرار فى «الجيم»، خاصة أن نسبة كبيرة من أحداث «رحيم» تعتمد على «الأكشن» وبه معارك كثيرة، هذا بالإضافة إلى أن «الأكشن» فيه أخطر بكثير من مسلسل «ظل الرئيس»، وكان لابد أن أحافظ على وزنى وشكلى ولياقتى كى تخرج هذه المشاهد فى أفضل شكل.
ما أصعب المشاهد التى واجهتك أثناء التصوير؟
- هناك مشاهد كثيرة صعبة فى تنفيذها، لكن كان هناك مشهد خطير جدًا وينفذ للمرة الأولى فى مصر، «كنت هموت» بسببه فعليًا، وهو مشهد معركتى أنا و«حلمى» أثناء ذهابى للبحث عن شقيقى «هشام»، حيث قفزت من شباك بعمارة لبلكونة فى عمارة أخرى مواجهة، وهذا لم يحدث على الإطلاق من قبل، فالطبيعى أنه يتم القفز من سطح لسطح آخر، أو من شباك على الأرض، لكن أن تقفز من شباك لبلكونة فى عمارة أخرى، كان من المفترض أن تصطدم بجدار أو ينكسر عليك الزجاج المحاط بك، لكن الحمد لله ربنا ستر وظهر المشهد بشكل جيد للغاية، وواجهت حالة رفض تامة من أندرو ماكيزى وعمرو ماكيجفر والمنتج ريمون مقار والمخرج محمد سلامة بعدم تنفيذ هذا المشهد، لأنهم أكدوا لى مدى خطورته، فكان من الممكن أن أتعرض لإصابة شديدة، وكان هناك بالفعل تخوف كبير على شخصى من جهة، وعلى التصوير من جهة أخرى بأن يتوقف، خاصة أنه لم يكن آخر مشهد لى بالمسلسل، بل تم تصويره فى الأسابيع الأولى من بداية التصوير، لكن الحمد لله تم تنفيذ المشهد بنجاح كبير رغم صعوبته الشديدة، ولاقى إعجاب جمهور المسلسل بشدة خلال عرضه.
ومن صاحب فكرة ظهور كم كبير من النجوم كضيوف شرف، فى مقدمتهم السقا وهالة صدقى؟
- بصراحة الشركة المنتجة، وهذا يحسب لها، وأشكر كل النجوم الذين شرفونى وأسعدونى للغاية بظهورهم، وفى مقدمتهم النجم الكبير أوى وأخويا وعشرة عمرى أحمد السقا، الذى لم يتردد لحظة واحدة، بل رحب على الفور بالوجود، وأيضًا الأستاذة هالة صدقى التى أضافت بريقًا خاصًا للمسلسل، والنجوم الأساتذة فتحى عبدالوهاب وأحمد زاهر، فجميعهم أتوا محبة، وأوجه لهم الشكر جميعًا، فكل منهم ظهوره فى مشهد واحد أضاف للعمل كثيرًا.
المنافسة فى رمضان الماضى كانت مشتعلة للغاية، وكانت تعتمد بنسبة كبيرة منها على «الأكشن» والحركة والانتقام، ألم تقلقك هذه الصيغة التى تتشابه مع مسلسلك؟
- هذه المنافسة كانت فى صالح المشاهد فى المقام الأول، «وأنا فى الغالب مش بسميها منافسة بقدر مابسميها مشاركة»، وهو موسم مشاركة النجوم لبعضهم فى تقديم مسلسلات تليفزيونية رمضانية، لأننا كلنا نشارك بعضنا فى تقديم أعمال فنية تسعد الجمهور فى النهاية، والساحة بالفعل تحتمل وتستوعب وجود الجميع، ومن حق كل مشاهد أن يختار ما يحلو له ويتناسب مع رغباته وذوقه الفنى، فلا يجوز مثلًا أن تعيش على نوع واحد من الطعام مثلًا، كذلك يكون الفن، من المحال أن تجد كل الجمهور يشاهد شيئًا واحدًا ويكتفى به، وكما يقال لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، فالساحة فى النهاية تتسع لمزيد من الفنانين، ومزيد من المسلسلات، وهذا أراه غنيًا فنيًا، ويصب فى صالح الدراما المصرية وانتعاشها، وأنا بشكل شخصى أركز دائمًا فيما أقدمه، ولا أشغل بالى بغيره، خاصة فى مرحلة التصوير، وكما أتمنى التوفيق لنفسى أتمناه لكل زملائى وأصحابى، «لأن مفيش حد بياخد مكان حد».
بعد النجاح الكبير الذى حققته فى الدراما التليفزيونية بأول بطولتين، أين أنت من السينما، وما خطتك فيها خلال الفترة المقبلة؟
- هناك كلام عن السينما مع المنتجين ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز منذ العام الماضى، ولكن كنت منتظرًا أدعم «ظل الرئيس» بمسلسل آخر وهو «رحيم»، والحمد لله بعد عرضه ونجاحه بهذا الشكل، بدأنا التحضير حاليًا بالفعل لفيلم سينمائى، سنعلن عن تفاصيله عقب إتمام جميع تحضيراته، وأتمنى أن نقدم شيئًا مميزًا بالفعل، يلاقى إعجاب الجمهور مثل المسلسلين اللذين قدمتهما مع نفس الشركة المنتجة، لأننى لا أرغب فى الوجود بالسينما لمجرد الظهور والوجود فقط، لكننى أريد تقديم عمل ينجح وينافس بقوة.