"مزارع، وورش حدادة، ومصانع"، هكذا يبدو المشهد داخل أسوار السجون، التى لم تصبح مكانا للاحتجاز فقط، وإنما باتت مكانا للتأهيل والإصلاح والإنتاج.
قطاع السجون، قرر الاستفادة من القوة البشرية الموجودة لديه، خاصة فئات الشباب الذين يقضون عقوبتهم داخل أسوار السجون، من خلال تعليمهم مهن تدر عليهم أموالا من الربح، يتم وضعه بأسمائهم فى الأمانات، أو يذهب لذويهم حتى بات بعض السجناء يساهمون في تجهيز بناتهم للعرس وهم داخل السجن.
اللواء مصطفى شحاتة رئيس قطاع السجون
"الإيد البطالة نجسة" شعار رفعه السجناء داخل أروقة السجون، حيث حرصوا على تعلم مهن تساهم فى الحصول على مكاسب مادية، فبمجرد أن تطأ قدمك السجن ترى خلية نحل تتحرك داخل أسوار السجون.
المهن متنوعة، وكل سجين يذهب للحرفة التى يجيدها، فهذا الشخص يذهب لورشة حدادة، وآخر يتحرك نحو مصنع أثاث، وثالث يعمل بمزرعة سمكية، وآخرين يعملون فى مجال الزراعة، فالكل هنا يعمل وينتج ويكسب، من خلال عرض منتجات السجناء فى المعارض الخاصة بهم فى القاهرة والمحافظات.
المزرعة السمكية بالسجون
وفي هذا الإطار، قرر محمود توفيق وزير الداخلية، افتتاح المزرعة السمكية النموذجية للاستزراع السمكى بمنطقة سجون القطا، حيث أناب اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير لقطاع السجون بافتتاحها، فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى تقديم كافة أوجه الرعاية لنزلاء السجون من خلال الاهتمام والنهوض بكافة المنشآت والمشروعات التى تساهم فى إعادة تأهيلهم لانخراطهم فى المجتمع ليكونوا مواطنين صالحين، وذلك من خلال اكتساب المهارات فى مختلف المجالات بما يساهم فى مساعدتهم لإقامة مشروعات خاصة بهم من الحرفة التى تأهلوا للعمل بها داخل السجون عقب الإفراج عنهم.
جانب من المزرعة السمكية
وافتتح مساعد وزير الداخلية، المزرعة السمكية النموذجية للاستزراع السمكى بمنطقة سجون القطا، والتى تبلغ مساحتها 5 أفدنة بـ 5 مزارع سمكية، حيث تم تزويدها بأحدث التقنيات التى تعظم حجم الإنتاج السمكى، والتى من المنتظر أن تنتج ما يزيد عن 200 طن من الأسماك سنوياً.
وحرص مساعد الوزير لقطاع السجون، على تحسين الأحوال المعيشية لنزلاء منطقة سجون القطا، فى إطار استراتيجة وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى إعلاء قيم حقوق الإنسان وإعادة تأهيل نزلاء السجون لدمجهم بالمجتمع عقب انتهاء العقوبة.
مساعد وزير الداخلية مع سجين
ومر مساعد الوزير لقطاع السجون، على منطقة سجون القطا لمتابعة أوجه الرعاية المعيشية والصحية والاجتماعية والتأهيلية المقدمة للنزلاء ، حيث تابع دروس محو الأمية للنزلاء، وتفقد الأماكن المخصصة للزيارة، ومر على عنابر الإعاشة، وكذلك مرافق السجن ووحدة الدفاع المدنى ومستشفى السجن، مشدداً على أهمية تقديم مستوى مميز للخدمات الصحية المقدمة للنزلاء .
وفى نهاية الجولة، تم عقد اجتماع مع الضباط والأفراد والمجندين بالسجن والتقى بقوات تأمين السجن واطلع على خطة التأمين، مؤكداً على أهمية رفع الكفاءة التدريبية للقوات بما يحقق أعلى درجات التأمين.
مساعد وزير الداخلية يتفقد السجن
بدورهم، أكد السجناء أن السجون ليست مكانا للتعذيب وإنما مكان للإصلاح والتأهيل والانتاج، وأن قطاع السجون يولى اهتماما خاصا بالسجناء، من خلال توفير المنتجات اللازمة التى تستخدم في تصنيع الأثاث والملابس.
وأوضح السجناء، أنهم يكسبون من داخل السجن، فلم يحرمهم الحبس من الحصول على المال الحلال، فيحصلون على جزء من الربح يوضع لهم في "أمانات السجن"، أو يتم تحويله لأقاربهم.
السجناء أكدوا أن أهمية العمل فى السجن تكمن فى تعلم مهن شريفة تدر عليهم أموالا عقب خروجهم من السجن، فضلاً عن التغلب على الوقت بالعمل، وحلمهم تصدير منتجاتهم للخارج.
اللواء حسن السوهاجى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة