ما أصعب أن يتخلى الأب عن مشاعر الرحمة والإنسانية، ويذبح بيده فلذة كبده، لمجرد خلافات زوجية اندلعت بينه وزوجته، ليدفع الطفل البرىء ثمن هذه الخلافات ويموت مذبوحًا.
جريمة القتل البشعة التى شهدتها محافظة الغربية، سبقتها أحداث وخلافات طويلة وممتدة بين زوجين، لم يتخيلا يومًا من الأيام، أن العند والخلاف بينهما سيصل لدرجة الموت، وأن طلفهما سيفقد عمره جراء هذه الخلافات.
"محمد.ع" صاحب الـ38 عامًا، يعمل سائقًا ويقيم فى مدينة طنطا، تزوج منذ عدة سنوات من فتاة تصغره بـ3 سنوات "شيماء.ب"، وكانت الحياة تمر بطريقة طبيعية، حتى تدخل الشيطان بينهما.
أطفال صغار كانوا بمثابة القاسم المشترك بين الأب والأم، وعشرة عمر، كل ذلك لم يشفع للزوجين فى الاستمرار بالحياة الزوجية طويلًا، حيث بدأت شكاوى الزوجة من زوجها لعدم امتلاكه أموال بشكل كافى يكفى ويلبى احتياجات الأسرة بشكل كبير.
الزوج بدأ يبرر عدم امتلاكه للمال بقلة الحيلة والفقر، طالبًا من زوجته أن تمهله بعض الوقت حتى يدبر حاله، لكن الزوجة اعلنت تمردها على الزوج، وعرضت عليه أن يطلب من والدته المساعدة المادية، خاصة انها تمتلك أموال كثيرة، وترفض مساعدة ابنها وزوجته بسبب اختلافها مع الأخيرة.
الخلافات على الأموال دفعت الزوجة تترك منزل الزوجية وتسافر لمنزل والدتها فى محافظة دمياط، لإجبار زوجها للضغط على والدته واقتراض الاموال منها، لكن الزوج قرر أن يمد يده لزوجته فسافر اليها يطالبها بالعودة لمنزلها وأطفالها، لكنها رفضت وتمسكت بتواجدها فى منزل والدتها لحين حصوله على المال من والدته.
باءت كل محاولات الزوج بالفشل فقرر العودة لمنزله مرة اخرى برفقة طفله الذى ذهب معه لإحضار والدته، وفى طريق العودة لطنطا، تخلص الاب بدم بارد من ابنه قتلًا، حيث ذبح فلذة كبده، مبررًا ذلك بأنه كان يعتقد بان الذى يجلس بجواره فى وسائل المواصلات زوجته وليس ابنه، وأنه اقتاده لمكان الجريمة وقتله وهو لا يدرى بنفسه وفى اعتقاده أن يقتل زوجته بسبب صدمته فيها.
وحاول المتهم تبرير القتل لفلذة الكبد بأنه كان يعتقد بأنه يقتل زوجته، فى حين أن المنطق والواقع يؤكد على أن الأب قتل الابن انتقامًا من زوجته حتى يحرق قلبها عليه، فى حين أنه حرق قلب نفسه أيضًا، وبات يواجه عشماوى.
وكان اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية تلقى اخطارًا من مأمور مركز شرطة طنطا العميد مازن الرشيدى بمقتل طفل داخل الأراضى الزراعية المطلة على طريق كفر الشيخ، وتبين أن القاتل هو محمد عثمان ابو اليزيد الجحش 38 سنة سائق مقيم شارع أحمد الصاوى بمنطقة السلخانة ثان طنطا، قام بإزهاق روح ابنه أحمد بسبب خلافات مع زوجته شيماء بدوى عبد التواب 35 سنة ربة منزل لكثرة طلبها الأموال بصفة مستمرة ومعاتبتها الدائمة له لعدم مساعدة والدته له فى المعيشة وتركت منزل الزوجية وتوجهت برفقة ابنائها إلى دمياط لدى والدتها، حيث سافر المتهم لدمياط لمعاتبها ومحاولة اعادتها لمنزل الزوجية هى أولادها إلا أنها رفضت العودة واصطحب نجله معه أثناء العودة وأثناء ركوبه السيارة تهيأ له أن الذى يجلس بجواره هى زوجته ـ بحد زعمه ـ فقام بإخراج السكين والإجهاز عليه وذبحه من رقبته وإلقاؤه وسط الأراضى الزراعية بطريق كفر الشيخ الدائرى، ونجح رجال المباحث بإشراف اللواء أيمن لقية مدير مباحث الغربية وفريق البحث الجنائى الذى ضم العميد إيهاب عطية رئيس مباحث المديرية والمقدم أحمد جعيصة مفتش مباحث مركز طنطا والرائد يوسف الجندى رئيس مباحث مركز طنطا من القاء القبض على المتهم والسلاح المستخدم وتحرر المحضر 7376 إدارى مركز طنطا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة