ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن جهاز الموساد تمكن مؤخراً من تنفيذ عملية استخباراتية فى سوريا تهدف لإعادة الساعة الخاصة بالجاسوس الإسرائيلى لدى سوريا تخص إيلى كوهين، وقالت الصحيفة إن رئيس جهاز الموساد يوسى كوهين أهدى عائلة الجاسوس الساعة اليدوية، فى مراسم رسمية عقدت الأسبوع الماضى، حيث حكم على الجاسوس بالإعدام فى مايو من عام 1965 فى دمشق بعدما كشفت المخابرات السورية أنه يعمل لصالح الموساد.
"كوهين" هو جاسوس إسرائيلى من أصول سوريا من حلب، أقام علاقات وثيقة من القيادات السياسية والعسكرية، وأصبح المستشار الأول لوزير الدفاع، عرف باسم عربى مسلم "كامل أمين ثابت" وكشفت سلطات مكافحة التجسس السورية فى نهاية المطاف تجسسه، واعتقلت وأدانت كوهين بموجب القانون العسكرى قبل الحرب، وأعدم فى ساحة المرجة السورية فى 18 مايو عام 1965.
ويدور حول كشف الجاسوس الإسرائيلى العديد من الروايات من الجانبين السورى والإسرائيلى، إضافة إلى الرواية المصرية، التى أكدت أن المخابرات المصرية لها دور كبير فى ذلك.. فكيف لعبت أجهزة الاستخبارات المصرية الدور فى كشف هذا الجاسوس وهل كان لرأفت الهجان دور فى ذلك؟
بحسب كتاب "دماء على أبواب الموساد: اغتيالات علماء العرب" للدكتور يوسف حسن يوسف، فإن القبض على إيلى كوهين جاء بالصدفة البحتة، وحدث هذا من خلال العميل المصرى فى إسرائيل رفعت الجمال/ رأفت الهجان، والذى شاهده ذات مرة فى سهرة عائلية حضرها مسئولون فى الموساد عرفوه به، وأنه رجل أعمال إسرائيلى فى أمريكا، يغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، وعندما كان "الجمال" فى زيارة لطبيبة شابة صديقته من أصل مغربى اسمها ليلى، بمنزلها شاهد صورة لإيلى مع امرأة جميلة وطفلين، فسألها عنه فأجابت بأنه إيلى كوهين زوج شقيقتها ناديا، وهو باحث فى وزارة الدفاع وموفد للعمل فى بعض السفارات الإسرائيلية فى الخارج.
جانب من محاكمة إيلى كوهين
ظل الشك يساور "الجمال" حول ذلك الرجل إلى أن شاهد صورته فى أكتوبر 1965، حيث كان فى رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية فى روما وفق تعليمات المخابرات المصرية، وفى الشركة السياحية وجد بعض المجالات والجرائد ووقعت عيناه على صورة إيلى كوهين، فقرأ المكتوب أسفلها وكانت عبارة عن "الفريق أول على عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين فى سوريا، والعضو القيادى فى حزب البعث العربى الاشتراكى كامل أمين ثابت".
إعدام إيلى كوهين فى دمشق
وبالطبع كان كامل هو إيلى كوهين الذى التقاه من قبل فى إسرائيل، وتجمعت الخيوط فى عقل "الجمال" فحصل على نسخة من الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق وفى المساء التقى مع محمد نسيم رجل المهام الصعبة فى المخابرات وأبلغه بما حدث، وما كان من ضابط المخابرات إلا أن أبلغ القادة وتم تبليغ المعلومات للرئيس جمال عبد الناصر الذى تأكد من المعلومات، وعليه سافر ضابط المخابرات حسين تمراز إلى سوريا لعرض المعلومات على الفريق أمين الحافظ، وبعدها تم القبض على "كوهين" وسط دهشة المجتمع السورى، الذى لم يكن يتصور أن يكون ذلك الرجل الذى يدعى الوطنية هو عميل لصالح الكيان الصهيونى.