واحد من أشهر الكتاب الفلسطينيين هو القاص والروائى الراحل غسان كنفانى، الكاتب الذى ربما يتم اختزاله اليوم، فى بعض المقتطفات الرومانسية والعاطفية المقطعة فى بعض من قصصه ورواياته، ولعل أشهرها بالنسبة لعدد كبير من القراء والمهتمين بأدب الكاتب الراحل رواية رجال فى الشمس، وهى التى أصدرها فى بيروت عام 1963، ويصف تأثيرات النكبة سنة 1948 على الشعب الفلسطيني من خلال أربعة نماذج من أجيال مختلفة، وهى تقدم الفلسطينى فى صيغة اللاجئ.
لكن لابد كان لكتاب الراحل تاثيرا كبيرا على الكيان الصهيونى جعلت حكومته تقدم على اغتيال غسان كنفانى، فى بيروت فى مثل هذا اليوم 8 يوليو من عام 1972، عن عمر ناهز حينها 36 عاما.
الصحف تداول خبر تفجير سيارة غسان كنفانى واغتياله
الرواية كما تذكرها جريدة الشرق الأوسط السعودية، بأن قرارا صدر عن رئيسية الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير، فى مطلع عام 1972، تصفية عدد من أعلام الفلسطينيين وقياداتهم، وهى القائمة التى أعدها تسفى زامير، رئيس الموساد فى ذلك الوقت، وضمت أسماء مثل وديع حداد، وكمال عدوان، وكمال ناصر، وأبو يوسف النجار وبسام ابو شريف، وأنيس الصايغ مدير مركز الأبحاث الفلسطيني آنذاك، بالإضافة لاسم الكاتب والصحفى غسان كنفانى، وامتدت فترة القتل سنة كاملة.
جاء الدور على "كنفانى" حيث قامت مجموعة من عملاء الموساد تحت جنح الظلام، بزرع عبوات متفجرة في سيارة غسان كنفانى، وكانت واقفة فى جراج منزله في منطقة مار نقولا ببيروت الشرقية، وبطبيعة الحال لم تكن هنالك حراسات أمنية لأن غسان كنفاني كان أديباً وصحافياً وفناناً، ولم يكن قائداً عسكرياً او أمنياً، وكان يعيش مع عائلته المكونة من زوجته آني وابنه فايز وابنته ليلى في شقة تملكها اخته.
وفى صباح اليوم التالى وحين هبط من شقته وتوجه نحو سيارته من نوع الأوستين الأبيض، وكانت معه بنت شقيقته لميس، يداعبها ويمازحها كما تعودت الطفلة المدللة عن الروائى الراحل، وما أن فتح "غسان" باب السيارة، وقفزت لميس مسرعة تجلس فى المقعد الأمامى، وإذا بغسان كنفانى يدير محرك سيارته حتى تنفجر السيارة ويموت فيها غسان ويقضى على الطفلة البريئة معه، فى انفجار أهز المنطقى البيرويتة بأثرها.
المنزل الذى كان يسكن فيه غسان كنفانى
وحين يسأل لماذا كانت إسرائيل حريصة تعدد الإجابات، البعض يرى لموقفه ضد الكيان الصهيونى، والآخر يرى أنه بسبب كتاباته المعادية للدولة العبرية، بينما كان رأى الكاتب يوسف سامى اليوسف، والمنشور عبر مقال نشر على موقع "غسان كنفانى" حول سبب اغتيال الأديب الراحل قائلا: لأنه كان يؤمن بأن دويلة اليهود التافهة ينبغى أن تزول من الوجود، لهذا السبب حصرا امتدت إليه أيدى الصهاينة اللئام الذين تمكنوا من تسخير الغربيين في خدمة مشروع زائف يهدف إلى إنشاء صنف من أصناف الغيتو على شطر صغير من الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، ومن أجل إنجاز هذا المشروع التافه استطاعوا أن يحشدوا جميع القوى العظمى في هذا العالم الخسيس.