محافظة الإسماعيلية، تنتج سنويا ما يقرب من 200 ألف طن من ثمار المانجو ووصلت المساحة المنزرعة بأشجار المانجو بالإسماعيلية إلى 88 ألف فدان، هذه الأرقام صحيحة حتى عام 2016، حتى ظهور كارثة الهباب الأسود أوالعفن الهبابى، وهو ناتج عن إصابة حشرة المن التي تقوم بإفراز مادة صمغية على الورقة تكسوها باللون الأسود، وتسد مسام الورقة فلا يصل إليها الماء فتصاب بالذبول والجفاف وتنتقل من ورقة إلى أخرى ومن فرع إلى أخر لتصبح الشجرة نفسها غير مثمرة، ولا بدّ من قطعها حتى لاتصيب الأشجار الأخرى وهذه هي الكارثة إلى تتعرض لها مساحات كبيرة من حدائق المانجو فتؤثرعلى المحصول بشكل كبير لتخسر الإسماعيلية ما يقرب من 70% من ثروتها الزراعية، ومن أشهر أنواع المانجو العويس، السكري الممتاز، السكري الأبيض، الزبدة، خد الجميل، والبلدي، فص عويس، والبربري والعزيز وقلب الطور، الدبيش، وأصناف أخرى.
العفن الهبابى كارثة أشجار المانجو
المنايف أكثر عرضه للمرض
يقول ياسر دهشان محامى وأحد مزارعي المانجو بقرية المنايف التابعة لمركز ومدينة أبوصوير، إن من أهم المناطق التي تعرضت لهذه الكارثة مناطق المنايف على الطريق الصحراوي، وبعض الأراضي التابعة لمدينة أبوصوير وحدائق في منطقة أبوعطوة وقرية نفيشة وغيرها، وهناك مذبحة لأشجار المانجو بسبب هذا المرض اللعين، وهو الهباب الأسود وتم إطلاق هذا الاسم عليه من قبل الفلاحين لأنه يغطى الشجرة بسواد كامل وتصبح شبة الفحم بسبب حشرة المن التي تفرز إفرازات سامة ومتعفنة على سطح الورقة فتصيبها بالتعفن، وتسد مسام التهوية ووصول الغذاء وتنتهي بموت الأفرع ولا يوجد بديل سوى القطع حتى لا تصاب الأشجار الباقية واشتكينا للمسئولين في الزراعة ولم يحدث شيء والمزارع أصبحت في حالة يرثى لها بعد تقطيع أكثر من 70% من الأشجار.
الأشجار تنتظر التقليع بسبب المرض
التدخل مركزيا للإنقاذ
ويؤكد إبراهيم غنام مزارع من أبوصوير أن مشكلة تفحم أشجار المانجو أو التي يطلق عليها المزارعين الهباب الأسود من المشاكل الخطيرة، ولا بدّ من التدخل مركزيا بحيث يتم رش المبيدات من أغلى لجميع الأشجار ولا تترك للمزارع الذي يقوم برش بعض الأشجار في حين ينتقل المرض إلى أشجار أخرى أومناطق أخرى قريبة من الأشجار المصابة ولا بدّ من تكاتف المزارعين لإنقاذ ما تبقى من أشجار المانجو بالإسماعيلية.
مهددون بالسجن
وأشار الشحات عبد اللطيف مزارع من القصاصين إلى أن الخسارة التي يتعرض لها المزارعون كبيرة جدا لأن تكلفة الفدان طوال الموسم تصل إلى عشرة آلاف جنيه ولاينتج سوى طن واحد وفي بعض الأحيان 100 كيلو أو 200 كيلو وهذا لايكفى نصف التكاليف ومعظم الفلاحين بيحصلوا على قروض من بنك التنمية على حساب المساحة المنزرعة وطبعا لايستطيعون تسديد هذه الديون فهم أصبحوا معرضون للسجن والتشرد وحتى لو المحافظة تدخلت وقامت بجدولة الديون كيف يستطيع المزارع تسديد ديونه الأخرى من وقود وأسمدة وإحتياجاتة اليومية لأسرته.
محصول المانجو فى خطر
مبيدات مغشوشة
ويرى دهشان خليل من مزارعي المنايف أن السبب في انتشار هذا المرض المبيدات المغشوشة التي يشتريها المزارع من السوق السوداء وندرة المياه لان عدم إنتظام الري مع ارتفاع درجة الحرارة يسبب بيئة مناسبة لنمو حشرة المن واستكمال دورتها بسرعة فائقة لذلك نطالب الزراعة بالتدخل لحل هذه المشكلة وتوعية المزارعين بكيفية التعامل مع المرض من قبل الإرشاد الزراعي.
المزارعون مهددون بالسجن
قوافل للإرشاد
ومن جهته أوضح الدكتور السيد خليل مبارك مدير عام مديرية الزراعة بالإسماعيلية ان مشكلة إنتشار أي مرض في الأشجار ناتج عن عدم معرفة المزارع بكيفية التعامل معه ومن جانبنا كمديرية الزراعة نقوم بإرسال قوافل من المرشدين الزراعيين التابعين للإدارات الزراعية المختلفة لتوعية المزارع وتعريفة بالمبيد الأفضل في رش أرضة ونتابع بشكل مكثف ومشكلة إنتشار الهباب الأسود أوحشرة المن في بعض المناطق الموبوءة لتفادى المشكلة ولإنقاذ بقية المحصول ونطالب المزارعين بالتعاون مع المرشدين الزراعيين.
الاشجار بعد تقليعها
معالجة 80% من المحصول
ولفت مدير عام الزراعة إلى أنه تم الانتهاء من 80% من معالجة محصول المانجو بالإسماعيلية، حيث المساحة المنزرعة بأشجار المانجو المصابة بالحشرات القشرية المسببة لظاهرة العفن الهبابى لأشجار المانجو، والتى تم الانتهاء من تقليمها، بلغت نحو 52 ألفا 160 فدانا، حيث تم التقليم للبساتين المصابة وغير المصابة، فضلا عن تربية وتقليم أشجارعالية، وغير مصابة داخل المحافظة، ونتج عن ذلك زيادة المساحة عن المستهدف علاجها وهي 47720 فدان، وتم رش 26 ألفا و798 فدانا بالزيت المعدني، ونسعى للإنتهاء من معالجة باقى المساحات المصابة، وتكثيف حملات المتابعة والمرورعلى زراعات المانجو بجميع قطاعات المحافظة، وتوعية المزارعين بأهمية العمليات الميكانيكية والرش بالمركبات التي توفرها الوزارة على أشجار المانجو لمكافحة الإصابة بهذا المرض.
محاولات الإنقاذ
ألاف الأفدنة معرضة للخسارة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة