تبقى أوبرا عايدة واحدة من أهم العروض الأوبرالية شهرة، خاصة لدى المصريين، حيث كانت سببا فى وجود أول دار أوبرا فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا كلها، وذلك بعدما أوصى الخديوى إسماعيل، كى تكون هى أيقونة الاحتفال فى افتتاح قناة السويس.
ولما كان للعرض الأوبرالى شغف عند العديد من الشعوب من أجل الاستمتاع به، احتضن المسرح الأثرى بقرطاج ، عرضا للأوبرا العالمية "أوبرا عايدة" فى نسختها الأولى بتونس، وهذا العرض من إنتاج إيطالى - تونسى مشترك لفرقتى "لانتى لوليو الترابنية للموسيقى" و"مسرح أوبرا تونس" و"الأوركسترا السمفونى التونسى"، وجمعت الأوبريت حوالى 150 عازفا من إيطاليا وتونس ومغنين أوبراليين وراقصين.
لكن بعيدا عن الشغف العالمى بأوبرا عايدة، يبقى لاهتمام المصريين بها مكانة خاصة، فهى فى الأصل مأخوذة عن مخطوطات فرعونية، تم تحويل ما فيها إلى مسرحية أوبرالية، بناء على طلب من الخديوى إسماعيل، والذى اهتم بها اهتماما واسعا، فأمر ببناء أول دار أوبرا خصيصا لها.
وبحسب كتاب "تياترو"، للكاتبة ايفان الدراجى، فإن مخطوطات أوبرا عايدة تم اكتشافها من قبل عالم الآثار الفرنسى أوجست ماريتا فى وادى النيل، والمخطوطة كانت عبارة عن قصة من أربع صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسى الشهير، وكتب نصها الغنائى الليبرتو جيسلا نزونى، وبعد ترجمتها سلمت إلى الموسيقار الإيطالى فيردى عام 1870، وذلك مقابل 15 ألف فرنك من الذهب، وتم تصميم ديكور وملابس العمل فى باريس وكلفت 250 ألف فرنك.
كما أمر الخديوى إسماعيل ببناء دار الأوبرا خلال ستة أشهر عام 1869، لتكون جاهزة لحفل افتتاح قناة السويس، وقام بتصميمها المهندسان الإيطاليين أفوسكانى وروسى، وتكلف بناء دار الأوبرا الملكية أو دار الأوبرا الخديوية كما عرفت فى ذلك الوقت مليونا وستمائة ألف جنيه مصري، وهو مبلغ ضخم بالنسبة لأسعار ذلك الزمن.
لكن على رغم من تحضيرات الخديوى إسماعيل، على الانتهاء من كافة الترتيبات للحفل الضخم، تأخر وصول ملابس وديكور الأوبرا من باريس، فلم تعرض، وقامت فرقة عالمية إيطالية بتقديم العرض الأوبرالى ريجوليتو، وقدمت أوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 بدون حضور فيردى، وعرضت لأول مرة فى أوروبا على مسرح لاسكالا الإيطالى فى فبراير عام 1872.
