تأكيدا لدورها المشبوه فى الحفاظ على أمن إسرائيل وتوطيدا للعلاقات الشاذة التى تربط النظام القطرى مع إسرائيل على حساب المصالح والحقوق العربية بصفة عامة والفلسطينية بصفة خاصة، كشف السفير القطرى لدى تل أبيب وغزة، محمد العمادى، عن موقف بلاده الداعم لإسرائيل ومصالحها بصورة علنية خلال مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام العبرية.
وقال العمادى، الذى يشغل أيضا رئيس ما يسمى باللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، فى مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية "ريشت كان" ستنشرها تفصيليا الفترة المقبلة، إن الدوحة تدعم الصيغة الإسرائيلية بإعادة تأهيل قطاع غزة مقابل عودة أسرى جيش الاحتلال الإسرائيلى إلى ذويهم.
وأضاف العمادى الذى تحدث مع الصحفى الإسرائيلى جال برجر، بهيئة البث الإسرائيلية، من الدوحة لنحو 15 دقيقة ووصفته الهيئة الإسرائيلية بأنه "الوسيط القطرى بين حماس وإسرائيل"، أن قطر تسعى إلى تهدئة الأوضاع بين إسرائيل وحماس منذ 3 سنوات، وقد اقترحت على إسرائيل القيام بخطوات سماها "بسيطة" من أجل ضمان أمنها والهدوء على الحدود ومن ثم الانتقال إلى القضايا الأخرى على أساس حل مشكلة غزة.
وقال السفير القطرى غير المقيم فى إسرائيل، إن حماس باتت أقوى عسكريا منذ الحرب الأخيرة فى غزة عام 2014، إلا أنها لا تريد الحرب تحت قيادة يحيى السنوار، مضيفا أن إسرائيل تملك المفتاح لتحسين الأوضاع فى غزة رغم استعداد جهات دولية منها قطر تقديم المساعدة من أجل تحسين الأوضاع فى القطاع.
- صيغة قطرية لأمن إسرائيل
وفى محاولة منه لصد الأخطار التى تتعرض لها مناطق جنوب إسرائيل والخسائر الفادحة التى تواجه الحقول الزراعية بالمستوطنات اليهودية المحيطة بقطاع غزة، كشف السفير القطرى عن "صيغة قطرية" لحل مشكلة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة المنطلقة من غزة تجاه المستوطنات، وهى أن تستوعب إسرائيل 5000 عامل فلسطينى من غزة للعمل لديها فى الداخل بواسطة قطرية.
وأكد العمادى عدم وجود تقدم حتى الآن بشأن صفقة تبادل أسرى، موضحا أن الفجوة فى هذا الملف لا تزال كبيرة، مضيفا أن صيغة "السجناء مقابل السجناء" ستعمل ولا يمكن استبدال السجناء بميناء أو مطار للفلسطينيين فى القطاع.
- قطر تدس أنفها فى غزة
وفى سياق آخر، تقود قطر تحركات خبيثة عبر سفيرها لدى إسرائيل من أجل تخريب الجهود المصرية ودس أنفها فى القطاع من أجل جنى مكاسب سياسية خاصة بنظامها الحاكم الداعم للإرهاب والتطرف.
ويسعى العمادى لبث الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطينى وإفشال جهود المصالحة وإنهاء الإنقسام الفلسطينى، كما يعد سفير تميم للتدخل فى شئون القطاع والعمل على وضع موطئ قدم للدوحة داخل غزة من أجل بسط نفوذها فيها من خلال الفصائل والحركات الممولة من طرفها.
وكشف السفير القطرى لدى تل أبيب وغزة، عن إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بحجة التوصل إلى صفقة بشأن الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة.
- ردود فعل لاذعة
وقد أثار الحوار المطول للمبعوث القطرى مع الإذاعى الإسرائيلى انتقادات من قبل ناشطين وإعلاميين عرب، خاصة من السعودية، حيث سمى بعضهم السفير القطرى لدى غزة السفير القطرى لدى إسرائيل، فى حين انتقد فلسطينيون الاقتراح الذى طرحه السفير القطرى بتشغيل فلسطينيين فى إسرائيل، مذكرين السفير بـ"واقعة الأحذية"، والمقصود طرد السفير القطرى من مستشفى الشفاء فى غزة وإهانته.
أما مراقبون إسرائيليون قالوا إن السفير القطرى أراد من الحوار مع هيئة البث الإسرائيلية مخاطبة الجمهور الإسرائيلى وكسب وده.
وكان قد صرح العمادى فى سياق مقابلة مع وكالة "شينخوا" الصينية للأنباء منذ عدة أيام، أن الخطوات التى تقوم بها الدوحة تتم بعلم الولايات المتحدة، مضيفا أن الإدارة الأمريكية طرحت تنفيذ مشاريع لصالح غزة ترعاها قطر تتعلق بتوفير الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء وتحلية مياه الشرب وتوفير فرص عمل وتأهيل المنطقة الصناعية.
وأوضح سفير تميم بن حمد، أن تلك المشاريع عرضها جاريد كوشنير صهر وكبير مستشارى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال جولته الأخيرة فى منطقة الشرق الأوسط التى شملت قطر إلى جانب عدد من دول المنطقة.
- إقامة العمادى فى إسرائيل
وكان قد كشف موقع "واللا" الإسرائيلى، فى تقرير له نشره مؤخرا النقاب عن أن القطرى محمد العمادى رئيس لجنة إعمار قطاع غزة يفضل الإقامة فى إسرائيل بدلا من قطاع غزة فى كل مرة يزور فيها القطاع من أجل متابعة أعمال الإعمار فى غزة.
وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن آخر مرة زار فيها "العمادى" القطاع فى شهر مارس الماضى التقى بمسئوليين عسكريين فى الجيش الإسرائيلى سرا، من أجل بحث سبل التعاون المشترك بين الدوحة وتل أبيب.
علاقات وطيدة بين إسرائيل وقطر
وأوضح الموقع الإخبارى العبرى، أن هناك علاقات وطيدة تربط قطر بإسرائيل رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية تربطهما، مشيرا إلى أن قطر استضافت مؤخرا زعماء اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة وقد استقبلهم أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة أل ثانى.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن المكتبة الوطنية فى قطر استضافت مؤخرا الكاتب والروائى الإسرائيلى روجر كوهين فى شهر أبريل الماضى، من أجل إلقاء محاضرة عن الشرق الأوسط والتعاون بين إسرائيل وقطر.
ودفعت قطر 200 مليون دولار، فى وقت سابق، لحكومة إسرائيل لبناء جدار خرسانى على حدود قطاع غزة لحماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.