شهدت التحقيقات فى قضية مقتل الأنبا أبيفانوس، العديد من المشهد التى انتهت بحبس المتهم بقتله 4 أيام على ذمة التحقيقات، واعترافه بارتكاب الجريمة.
وفى هذا الصدد يسرد "اليوم السابع" تلك المشاهد التى بدأت بسماع أقوال الشهود إلى أن انتهت بقرار نيابة استئناف الإسكندرية، اليوم، السبت، عقب انتهاء التحقيقات مع الراهب المشلوح اشعياء المقارى، واعترافه بمقتل الأنبا أبيفانوس رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادى النطرونـ 4 أيام على ذمة التحقيقات، فى التقرير التالى..
استدعاء الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة
واصلت النيابة العامة والأجهزة الأمنية تحقيقاتها وسماع أقوال الشهود فى واقعة مقتل الأنبا أبيفانوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون، وانتهت النيابة من سماع أقوال الشهود وتفريغ كاميرات المراقبة واستدعاء السائق، الذى يعمل معه للاستماع لشهادته.
اعتراف الراهب المشلوح بالجريمة
واعترف الراهب اشعياء المقارى، بارتكابه جريمة قتل الأنبا أبيفانوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون، بضربه بقضبان حديدية أعلى الرأس، أمام النيابة العامة، وفريق البحث الجنائى برئاسة اللواء خالد عبد الحميد وكيل مباحث الوزارة بجريمته، وأرشد عن أداة الجريمة، وهو عبارة عن قطعة حديدية، تم العثور عليها بمخزن للخردة بالدير.
من هو المشلوح اشعياء؟
وكان المتهم وائل سعد ترهب بدير القديس مكاريوس بوادى النطرون سنة 2010 باسم الراهب اشعياء المقارى، وتم تجريده من الرهبانية من قبل الكنيسة يوم الأحد 5 أغسطس، وذلك بسبب سلوكياته التى شكلت تجاوزات خطيرة لقوانين الرهبنة والدير.
ووجهت النيابة العامة لوائل سعد تهمة قتل الأنبا ابيفانوس اسقف ورئيس دير أبو مقار بوادى النطرون.
وكانت قد قررت النيابة التحفظ على الراهب " اشعياء المقارى " 34 سنة على ذمة التحقيقات بعد محاولته الانتحار إثر قرار المجلس الكنسى والكنيسة من تجريده من رهبنته وعودته لأسمه العلمانى وائل سعد تاودرس.
تقرير الطب الشرعى يفك طلاسم القضية
وقررت النيابة العامة، إحالته للطب الشرعى لبيان ما به من إصابات حيث تبين وجود جروح قطعية وسحجات باليد اليسرى لبيان سببها، تبين قيام الراهب المشلوح الانتحار بتناول مبيد حشرى فى محاولة منه للانتحار وسابقة إقدامه على ذلك وفشله قبل عرضه على الطب الشرعى مستخدما سكين وإحداث إصابته بجرح بالعنق من الخلف.
12 وكيل نيابة يستمعون لأقوال 15 راهبا
وأشارت مصادر إلى أن فريق من النيابة العامة ضم 12 وكيلا للنيابة العامة استمع لأقوال 145 راهبا وأسقفا بدير الأنبا أبو مقار بوادى النطرون، فى واقعة مقتل الأنبا إبيفانوس رئيس الدير منذ أسبوعين، مشيرة أنه تم التحفظ على الكاميرات بالدير و جارٍ فحصها بمعرفة لجنة فنية متخصصة لتفريغ محتوياتها و معرفة أسباب تعطل بعض الكاميرات داخل الدير.
وقامت الأدلة الجنائية وتم رفع الأدلة وتحريز كاميرات المراقبة وتمشيط الدير ومحيطه للبحث عن أى إثر يصل للقاتل، وتفتيش بعض قلالى الرهبان، وتم غلق الدير ومنع دخول أو خروج أى شخص.
وبدأت المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد هندى تحرياتها داخل الدير، وأكدت التحريات أن القاتل كان على دراية كاملة بمكان قلاية الأسقف وتوقيت خروجه والطريق الذى يسلكه إلى الكنيسة لحضور التسبحة.
واستمعت النيابة لأقوال الرهبان وعمال الدير، والراهب اشعياء والذى سبق وحاول الأسقف تجريده عدة مرات لارتكابه مخالفات ضد قانون الرهبنة، وكان دائم الإثارة للمشاكل، ومتمرد على حياته الرهبنية، وسبق أن صدر قرار له بالفعل فى فبراير الماضى لأبعاده عن الدير، ولكن تدخل الرهبان وقدموا التماسا لرئيس الدير والبابا، مع التماس الراهب وبكائه للأسقف، كل ذلك ساهم فى اعطائه فرصة أخرى للتوبة، ولكن دون جدوى، حيث اعتاد الراهب الخروج من الدير دون إذن الأسقف.
تناقض فى أقوال الراهب اشعياء
وجاءت أقوال الراهب اشعياء خلال التحقيقات متناقضة، مع ما رصدته كاميرات المراقبة الخاصة بالدير، خاصة عن توقيت وجوده بالدير أثناء القتل، ورصدته كاميرا البوابة الرئيسة للدير مع اثنين آخر ين من وهم راهب آخر وعلمانى فى توقيت مخالف لما ورد لأقواله، وبالتحفظ على تليفونه المحمول وتفريغ المكالمات، بدأت الخيوط تتضح بشكل أكبر، وتم التحقيق مع الراهب فى مخالفات أخرى ولكن أخلى سبيله ليعود إلى الدير، وحاول الراهب الانتحار عن طريق شرب مبيدا حشريا، فأسرع الأمن به لمستشفى دمنهور وتم إنقاذه، وتم التحقيق معه فى محاولة الانتحار، ليعود للدير فى وقت متأخر.
قرار لجنة شئون الأديرة يحسم المواجهة مع القاتل
وصدر قرار لجنة شئون الأديرة والرهبنة بتجريده، لارتكابه تجاوزات تخالف قوانين الرهبنة وفى نفس اليوم 5 أغسطس وبعد تجريد الراهب تم اقتياده من قبل الأمن إلى مقر أمنى بدمنهور، لتبدأ عمليات تحقيق موسعة ومواجهته بالأدلة، وأقوال الشهود، فلم يستطيع الصمود فى كذبه طويلا حتى اعترف بشكل صريح بجريمته وأرشد على آداة الجريمة، وبالفعل تم العثور على الأداة بناء على اعترافه وهى قطعة حديدية على شكل مستطيل فى مخزن الخردة بالدير.
التوصل لأداة الجريمة واعتراف القاتل
وعقب التوصل لقاتل الأسقف والعثور على أداة الجريمة غادر فريق البحث والتحقيق دير أبو مقار، وطالبت النيابة تقديم تحريات الشرطة حول الواقعة والتحرى حول آخرين للكشف عما إذا كان لهم صلة بالجريمة من عدمه.