دروس الإعلام التركى فى مساندة بلاده فى أزمتها الاقتصادية دون مزايدات..الصحافة والتليفزيون فى أنقره ايد واحدة خلف "أردوغان" فى معركته مع أمريكا.. وحملات الميديا تركز على توعية وبناء حائط صد أمام نشر الشائعات

الأحد، 12 أغسطس 2018 01:50 م
دروس الإعلام التركى فى مساندة بلاده فى أزمتها الاقتصادية دون مزايدات..الصحافة والتليفزيون فى أنقره ايد واحدة خلف "أردوغان" فى معركته مع أمريكا.. وحملات الميديا تركز على توعية وبناء حائط صد أمام نشر الشائعات اردوغان
كتبت – ايمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتزايد الأزمة الاقتصادية التركية يوما بعد يوم سوءا، وصل ذروته بقرار الرئيس الأمريكى ترامب بمضاعفة الرسوم على الواردات، وهو ما أدى إلى تراجع قيمة العملة التركية "الليرة" بشكل كبير فى مواجهة العملات الأجنبية .

 

اللافت فى هذه الأزمة هو موقف الإعلام التركى الذى وقف إلى جوار الدولة ويساندها على طول الخط بنشر بيانات الحكومة التركية أولا بأول وخطابات أردوغان، والمثير أيضا أن كل الصحف التركية اتفقت على أن تتضمن صفحاتها الأولى رسائل دعم الشعب التركى لكى يخرج من تلك المحنة، بل ونقلوا جميعا تصريحات الرئيس التركى التى نادى فيها بالكفاح الوطنى لمواجهة الحرب الاقتصادية التى تشنها بعض الدول الكبرى على انقره .

 

كل هذه المشاهد تدفعنا إلى الوقوف عند حقيقة هامة مفادها أن الإعلام التركى يقف بقوة إلى جوار الدولة التركية للعبور من الأزمة الاقتصادية سواء كان صحافة أو تليفزيون بدون أى نشاز من أى وسيلة إعلامية، الجميع يسير فى فلك واحد، المعارض منها لسياسات أردوغان، قبل المؤيدة والداعمة، كل يقدم نفس الرسائل الإعلامية ويبث نفس المحتوى ويدعم الدولة دون إبداء أية ملاحظات أو انتقادات فى الوقت الحالى.

 

الحقيقة أن موقف الإعلام التركى فى الأزمة الأخيرة يمثل رسالة قوية للإعلام المصرى الذى حاول بعض العاملين فيه التشكيك فى الدولة المصرية وقت محاربة الإرهاب بل وساهموا بشكل غير مباشر فى نشر شائعات أثرت بالسلب على الاقتصاد المصرى وعلى العملة الوطنية فى وقت كانت تحتاج الدولة المصرية إلى وقوف الإعلام الوطنى إلى جوارها ومساندتها فى ظل حروب إقليمية كبيرة فى منطقة الشرق الأوسط.

 

جانب من التحليل والقراءة بين السطور يكشفها الدكتور سامى عبد العزيز أستاذ وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة السابق، الذى يقول إن الإعلام التركى تعامل مع أزمة الاقتصاد وانهيار الليرة التركية برعب نتيجة ما يعيشه، وهو ما يأتى بشكل متوقع بسبب سيطرة الدولة الكاملة عليه .

 

وأشار عميد كلية الإعلام السابق، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه على النقيض الآخر نجد أن بعض أجنحة الإعلام المصرى لعدم استيعابها مفهوم الأمن المصرى وعدم تقديرها لحجم المحاصرة الخارجية لمصر لا تؤدى دورها فى تدعيم وتثبيت توجهات مصر السياسية والاقتصادية رغم أن السياسة الاقتصادية فى مصر تسير على الطريق .

 

كما أن هناك من الإعلام المصرى إذا ما أراد أن يفعل ويساند الاقتصاد المصرى يكون سطحيا ولا يعتمد على الأرقام والنتائج والتحاليل، مشيرا إلى أن الإعلام عليه أن يكون مؤمنا بأجندة الوطن ويتجنب الحديث عن الفرعيات ويركز على القضايا الكبرى التى تمكن الدولة من استكمال برنامجها الإصلاحى.

 

ولفت أن هناك توجها فى تركيا وغيرها من الدول بإعادة النظر فى أنماط الاستهلاك غير الرشيد، وفى المقابل لا يوجد لدينا بالإعلام من يبنى هذا وإذا ما نظرنا لكيفية التعامل مع قضية الزيادة السكانية فهو يناقشها على استحياء وبسطحية شديدة .

 

فيما قال الدكتور صفوت العالم استاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن نموذج الإعلام التركى يمثل رسالة قوية إلى الإعلام المصرى بضرورة مساندة الدولة المصرية فى القضايا المصيرية التى تواجهها منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن ولعل أبرزها قضية الإرهاب، لأنه فى ظل اشتداد مواجهة الجماعات المسلحة الإرهابية فى سيناء كان هناك بعض الشاشات فى الإعلام تتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق الإرهابيين .

 

 

فى نفس السياق، قال النائب مصطفى بكرى إن الإعلام التركى يردد حاليا نغمة "المؤامرة الخارجية"، وهى نفس النغمة التى كانت تركيا تنتقد مصر بشأنها فى وقت سابق، غير أن الملفت أن إعلام أردوغان يواصل حملات إعلامية لتوطيد فكرة المؤامرة الأجنبية بعد الانهيارات الاقتصادية الكبيرة فى الفترة الأخيرة.

 

وشدد بكرى على أن الإعلام التركى يبدأ حاليا حملة توعية كبيرة بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة، وهو ما يتطلب من الإعلام المصرى القيام بحملة موازية تستهدف شريحة كبيرة من المواطنين، فضلا عن الأهمية الكبرى لتحديد أولويات الرسائل الإعلامية المطلوب توجيهها فى الوقت الحالى .

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة