رحل أول أمس الكاتب البريطانى نايبول، الذى حصل على جائزة نوبل 2001، ومن الواضح أنه نايبول ومن خلال كتاباته كان حاقدا على أشياء كثيرة فى حياته، واقعا فى "فخ" الهجوم، ولعل موقفه من الإسلام يكشف ذلك.
نايبول من مواليد ترينداد، وهى منطقة فى أمريكا الجنوبية، يعيش فيها الهنود، وكأنهم فى شبه القارة الهندية، واختار أن ينتقل إلى شرق أفريقيا، ومنها انتقل إلى بريطانيا.
فى عام 1950 سافر نايبول إلى إنجلترا من أجل استكمال دراسته الجامعية، وهو يقول فى هذا: "عندما وصلت إلى بريطانيا شعرت بأننى بلا ملابس، وأننى شخص قبيح أسود، أخلو من أى محاسن، وليست لدى خلفيات ولا أمتلك سوى الوحدة وذكائى".
وفى عام 1954 بدأ فى كتابة القصص والروايات باللغة الإنجليزية، وكان قد زار مصر فى عام 1977 وكتب عنها كتابا تحت عنوان «سيرك فى الأقصر»، وبعد ذلك بعام (1978) كتب روايته «منعطف النهر»، ثم نشر بعد ذلك «لغز الوصول» عام 1986 و«وهم الظلام» عام 1989 وقد نال جائزة البوكر عن إحدى هذه الروايات.
ومما كتبه نايبول عن مصر: "لكن كان لمصر ثورتها على رغم ذلك. العلامات فى الشوارع أصبحت الآن باللغة العربية وحدها. والناس فى أكشاك السجائر يردون بحدة، كما لو أنهم يتعاملون مع إهانة، عندما يُسألون عن سجائر مصرية. وفى محطة القطار، عندما ذهبت لاستقل القطار متوجهاً الى الجنوب، وجدت ما يذكّر بالحروب التى جاءت مع الثورة. جنود لوّحتهم الشمس، عائدون من الخدمة فى سيناء، جالسون ومتمددون على ارضية غرفة الانتظار.
هؤلاء الرجال ذوو الوجوه المنكمشة كانوا حراس الأرض والثورة، لكنهم بالنسبة إلى المصريين لم يكونوا سوى جنود عاديين، فلاحين، وأشياء موضع تجاهل أقدم من الثورة وأكثر رسوخاً.
على امتداد اليوم توالت مشاهد الأرض الزراعية عبر نوافذ القطار: النهر العكر، الحقول الخضر، الصحراء، الطين الاسود، الشدوف، البلدات المختنقة والمتداعية ذات الاسطح المستوية وبلون الغبار: مصر كما يصفها كتاب الجغرافيا المدرسي.
غربت الشمس فى سماء داخنة، وبدت الأرض قديمة. كان الوقت ليلاً عندما غادرت القطار فى الأقصر. كانت طريقة جيدة لمشاهدتها للمرة الاولى، فى الظلام، بعيداً من كرب مصر: تلك الاعمدة الغريــبة، القديمـــة فى زمن غابر، من صنع رجال وادى النيل.
أما عن الإسلام:
يرى نايبول أن الإسلام يضفى سمته على الحضارات التى يدخل عليها فيغيرها، ويسلب من الناس ثقافاتهم القديمة، ويفرض عليهم ثقافات عربية صحراوية، بالطبع هو ينتبه إلى نقضة ضيقة فى الموضوع ويبصر من زاوية "الخوف" التى تمكنت منه تماما، وكنت أتمنى أن ينظر من كونه كاتبا حاصلا على أكبر جائزة أدبية فى العالم "نوبل" لكن الخوف أضره كثيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة