في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مسبار "باركر سولار بروب" في مهمة فريدة من نوعها لملامسة الشمس، بعد أن تعرضت المهمة للتأجيل أمس بسبب اندلاع إنذار من خزان الهليوم الغازى، ولم يكن هناك وقت كاف لتقييم المشكلة.
انطلاق "باركر سولار بروب" لملامسة الشمس
من قاعدة "كيب كانافيرالجوية فى فلوريدا، انطلق مسبار "باركر بروب" الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليار دولار على متن أحد أقوى الصواريخ فى العالم ULA Delta IV Heavy، فى الفضاء بسرعات قياسية تصل إلى 430 ألف ميل فى الساعة، وتطلبت هذه المهمة طاقة تزيد بمقدار 55 ضعفا عما هو مطلوب للوصول إلى المريخ، ومن المقرر أن تسلك المركبة الفضائية 24 مدارًا من الشمس على مدى 7 سنوات، حتى تصل إلى أقرب نقطة.
مهمة ملامسة الشمس
وخلال هذا الوقت، سوف تدور المركبة حول كوكب الزهرة 7 مرات، وباستخدام جاذبية الكوكب سيتم دفعها أقرب وأقرب إلى نجمنا، وفي النهاية ستكون المركبة الفضائية على بعد 3.8 مليون ميل من سطح الشمس، وأشار مهندس ناسا بوباك فردوسي، إلى أن هذه المسافة تعادل 4.43 شمس فقط بجانب بعضها البعض.
وقال نيكي فوكس الباحث بالمشروع في مختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية :"سنذهب حيث لم تجرؤ أي مركبة فضائية على ذلك."
درجات الحرارة الهائلة
وسوف تتعرض لدرجات حرارة تصل إلى 2500 درجة فهرنهايت عندما تقترب من الشمس أكثر من أي مركبة فضائية في التاريخ، ولكنها ستكون محمية خلف درع الحراري سميك سيجعل درجة حرارتها 85 درجة كحد أقصى، وهى درجة حرارة يمكن أن تتحملها المركبة الفضائية.
وقال العلماء إن المسبار محمى بدرع من الكربون المركب المقاوم للحرارة بسمك 12 سم، لكى يقاوم درجات حرارة تصل إلى 1371 درجة مئوية (2500 درجة فهرنهايت) بالإضافة إلى الإشعاعات التى تبعثها الشمس.
باركر
يذكر أن المركبة الفضائية سميت باسم الدكتور يوجين باركر، الذي تنبأ أولاً بوجود طاقة شمسية في عام 1958 ، وهو الشخص الحي الوحيد الذي سبق له أن أهدته ناسا مهمة باسمه.
وتضم المركبة الفضائية أن أسماء أكثر من 1.1 مليون شخص قاموا بالتسجيل لإرسال أسمائهم إلى الشمس.
لماذا تريد ناسا الذهاب للشمس؟
من المنتظر أن تكتشف المركبة الغلاف الجوى الخارجى للشمس، وستجرى عمليات رصد ستجيب على الكثير من الأسئلة، كما أنها ستساعد نتائج هذه الرحلة فى تحسين التنبؤات بأحداث الطقس الفضائى الرئيسية التى تؤثر على الحياة على الأرض، فضلا عن الأقمار الصناعية ورواد الفضاء، والهدف الرئيسى هو الدخول إلى الغلاف الجوي الخارجي للشمس، هو موطن لمواد شمسية فائقة السخونة وبعض من أكثر الأحداث تطرفًا من نجمنا.
تفاصيل المهمة
وتقول ناسا، إنه فى تلك المنطقة تسخن المواد إلى الملايين من الدرجات، وستسمح إمكانية وصول مسبار "باركر سولار" غير المسبوق إلى الهالة بدراسة تسارع الريح الشمسية عن قرب، ومراقبة التوهجات الشمسية وإطلاقات الكتل الإكليلية التى لها تأثيرات مضاعفة على طقس الفضاء وأنظمة الاتصالات أسفل الأرض.
وقال آدم زابو، الباحث فى مهمة باركر سولار بروب، :"كانت ناسا تخطط لإرسال بعثة إلى إكليل الشمس لعقود، ومع ذلك، لم يكن لدينا التكنولوجيا التي يمكن أن تحمى مركبة فضائية وأجهزتها من الحرارة"، وأضاف :"أعطتنا التطورات الحديثة المواد اللازمة لتصنيع درعًا حراريًا أمام المركبة الفضائية، ليس فقط لتحمل حرارة الشمس الشديدة، بل لتحمى أيضا ما هو داخل المركبة.