اختتم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف زيارته للبرازيل، التى بدعوة من اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل بزيارة كاردينا ريودى جانيرو الدون وارانى تيم، حيث أكد وكيل الأزهر خلال اللقاء أن هناك عدة ثوابت تمثل إطار تعاون الأزهر الشريف مع المؤسسات الدينية الرسمية في العالم ، وهي: الإسلام دين مرتبط بالأديان السماوية برباط عضوي لا ينفصم؛ فنحن المسلمين نؤمن بأن كلا من التوراة والإنجيل والقرآن هدى ونور للناس، وأن اللاحق منها مصدق للسابق، ولا يتم إيمان المسلم إلا إذا آمن بالكتب السماوية وبالأنبياء والرسل جميعا.
التعدد الديني في الوطن الواحد لا يعد مشكلة ولا ينبغي أن يكون، وقد علمنا ديننا الإسلامي الحنيف كيفية التعايش في ظل التعددية الدينية، وذلك من خلال المشتركات الإنسانية التي تشمل كل مناحي الحياة، أما الجانب العقدي والتعبدي فلا يضر علاقات البشر في أمور حياتهم اختلاف تعبدهم لخالقهم، فشعار ديننا الحنيف: "لا إكراه في الدين"، و"لكم دينكم ولي دين". وبهذه النظرة الإسلامية السمحة عرفنا أن كل الناس إما إخوة في الدين وإما نظراء في الإنسانية، وعلمنا ديننا أن دماء غير المسلمين من غير المعادين محرمة كحرمة دماء المسلمين سواء بسواء، وأنه لا يجوز الاعتداء عليهم في دم ولا عرض ولا مال بأى صورة من صور الاعتداء، وأن المعتدي عليهم من المسلمين يعاقب كما لو اعتدى على مسلم.
كما أكد الدكتور عباس شومان، أن الأزهر الشريف حريص كل الحرص على التواصل والتعاون مع المؤسسات الدينية الرسمية المعتبرة داخل مصر وخارجها، وتبادل الرؤى والأفكار مع مختلف الحضارات والثقافات بما يحقق الأمن والسلام للبشرية كافة، ويسعى الأزهر جاهدا لترسيخ قيم التعايش المشترك، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة والتعددية، وتبني ثقافة حوار حقيقي مع الآخر يقوم على أساس من التعددية الفكرية والتنوع الثقافى، ويكون نابعا من الاعتراف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات، ويعمد إلى المشتركات ولا ينبش فى الاختلافات".
وأوضح أن الأزهر الشريف حقق نجاحات كبيرة داخل مصر وخارجها من خلال إقامة حوارات دينية حضارية حقيقية، راعت الضوابط العلمية، وحافظت على ثوابت الدين، وكان لها نتائج ملموسة على الصعيد الوطني والعالمي. وقد كان لمركز الأزهر لحوار الأديان دور رائد في هذا الإطار بعقده مؤتمرا للسلام بين الأزهر والفاتيكان خلال الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس لمصر والأزهر الشريف وهو خير شاهد وأوضح دليل على أهمية التعاون والترابط بين المؤسسات الدينية فى تعزيز السلام".
وقال وكيل الأزهر :إننا نحتاج إلى مواقف جدية مشتركة من أجل إسعاد البشرية؛ لأن العالم اليوم يعلق آمالا كبيرة على المؤسسات الدينية الرسمية من أجل نشر الخير وتعزيز السلام. والأزهر الشريف يعمل بجميع هيئاته التقليدية وآلياته المستحدثة على نشر وسطية الإسلام، ويبذل مبتعثوه المنتشرون في أنحاء العالم جهودا حثيثة من أجل تحقيق السلام، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة، ومواجهة الفكر المتطرف، فضلا عن جولات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر التاريخية في أوروبا وآسيا وأفريقيا من أجل تعزيز السلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب، وحماية الإنسان - على اختلاف دينه أو عرقه أو ثقافته - من العنف والتطرف، والقضاء على الفقر والجهل والمرض، وإقناع صناع القرار العالمي بتبني ثقافة الحوار لحل المشكلات العالقة أو الناشئة، وتعزيز ما من شأنه نشر هذه الثقافة بين أتباع الأديان، ومن أجل ذلك فقد منح فضيلته صلاحيات واسعة لمركز الأزهر لحوار الأديان لتعميق ثقافة الحوار وقبول الآخر، وفتح قنوات اتصال مع المراكز المهتمة بالحوار فى مختلف دول العالم، بهدف تعزيز التفاهم وتعميق التعاون وتكثيف الحوار البناء مع أتباع مختلف الأديان والثقافات في العالم.
من جانبه قال كاردينال ريودى جانيرو أنه متابع للجهود التى يقوم بها الأزهر الشريف ويدرك جيدا ثقة المسلمين في العالم بجهود الأزهر الشريف وشيخه في دعم قيم السلام في العالم، كما أنه متابع لجهود الحوار التي يقوم بها الأزهر مع الفاتيكان والزيارات المتبادلة، وأنه على يقين أن هذه الجهود تؤتى
ثمارها.
وأضاف أنه يصيبه الألم الشديد باتهام أصحاب الأديان بالتطرف أو التعصب وأنه يرفض اتهام الدين أو أتباعه بمجرد قيام أي فرد بعمل تخريبي فلا يجب أن يعاقب دين بكامله من أجل سلوك فرد قد يكون مريضا أو لا يدرك ما يفعل.
حضر اللقاء شريف إسماعيل قنصل مصر بريودي جانيرور ، ومحمد زينهم عابدين رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بريودي جانيرو.