طالبت عدد من القوى السياسية والوطنية فى ليبيا، بضرورة التحقيق فى حجم الإيداعات الليبية فى المصارف التركية لحمايتها بسبب استمرار انهيار الليرة التركية ووصولها إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات، وهو ما يرجح تعرض الاقتصاد التركى لهزات قوية خلال الأيام القليلة المقبلة.
بدوره طالب المرشح الرئاسى الليبى عارف النايض، مجلس النواب الليبى وديوان المحاسبة بالتحقيق العاجل فى حجم ووضع إيداعات مصرف ليبيا المركزى فى المصارف التركية، والتحرك الفورى لحماية أموال ليبيا من استمرار انهيار العملة التركية، ومحاسبة من وضعها هناك.
وقال النايض فى بيان صحفى، اليوم الإثنين، إن محافظ ليبيا المركزى المقال الصديق الكبير، وبتواطؤ مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والتى تسيطر على مفاصل المصرف المركزى فى طرابلس، أودع مليارات الدولارات فى مصارف تركية لا ترقى للتصنيفات الدولية الآمنة، وعرض بذلك أموال الليبيين لمخاطر تفوق المعتاد.
وأكد النايض أنه مع الانهيار اليومى لليرة التركية، يجب على نواب الشعب الليبى والجهات الرقابية التنبه لاحتمال تعرض أموال ليبيا لكارثة حقيقية إذا ما بقيت فى البنوك التركية.
عارف النايض
كما طالب النايض من التحقق أيضا من الاستثمارات الليبية فى تركيا عامة، ومدى تآكلها بسبب الانهيار الوشيك للاقتصاد التركى.
من جانبه أكد الدكتور على الصلح، الباحث والخبير الاقتصادى الليبى، على ضرورة حماية أموال الشعب الليبى والاستثمارات الليبية فى كافة دول العالم وخاصة تركيا، مؤكدا أن المؤسسة الليبية للاستثمار التى تم تأسيسها عام 2006 تمتلك استثمارات ضخمة فى كل دول العالم.
عارف النايض
وكشف "الصلح" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن وجود مافيا تقودها شخصيات ليبية منها على دبيبة الذى ينحدر من مدينة مصراتة قد حاول نهب الاستثمارات الليبية فى الخارج، مشددا على أهمية حماية استثمارات ليبيا وأموالها فى تركيا التى تتعرض لانهيار عملتها المحلية.
الدكتور على الصلح
ودعا الخبير الاقتصادى الليبى إلى ضرورة إنشاء جهاز للأموال العامة للحفاظ على الأموال الليبية لمكافحة غسيل الأموال، موضحا أن ما جرى بعد 2015 هى غسيل الأموال الليبية ما أدى لانخفاض الاحتياطى النقدى لليبيا وبالتالى انخفاض للعملة الليبية.
وأشار إلى أن المهمة الرئيسة لمصرف ليبيا المركزى إدارة أموال واستثمارها والمحافظة عليها، مشددا على أهمية إطلاع الشعب الليبى على حجم الاستثمارات فى تركيا والدول الأجنبية لأن من مبادئ المؤسسة الليبية للاستثمار الشفافية والحوكمة.
وتسيطر جماعة الإخوان فى ليبيا عبر قياداتها ومجلس الشورى الخاص بها وعدد من قيادات حزب العدالة والبناء الذراع السياسى للإخوان بزعامة محمد صوان على مفاصل مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس، وهو ما يشكل تهديدا على الاقتصاد الليبى والأموال الليبية المودعة فى المصارف التركية.
الصديق الكبير
ومكن محافظ مصرف ليبيا المركزى فى طرابلس الصديق الكبير أحد صقور جماعة الإخوان فى ليبيا ومراقب عام الجماعة وهو المدعو "سليمان عبدالقادر" وهو ليبى يحمل الجنسية السويسرية من السيطرة على معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس، ويحمل عبد القادر شهادة فى الهندسة الميكانيكية وعمل فى شركات تعمل بهذا المجال فى مدينة زيورخ كما تولى رئاسة رابطة مسلمى سويسرا إضافة لأنشطته كمراقب لإخوان ليبيا وكان له دور بارز فى مؤتمر الإخوان الأول الذى عقد فى مدينة بنغازى نهاية 2011 وحضره قادة الجماعة وأبرزهم محمد صوان وعبد الرزاق العرادى وبشير الكبتى وأحمد السوقى وآخرين.
وظهرت عدة صور تؤكد هيمنة جماعة الإخوان فى ليبيا على مصرف ليبيا المركزى فى العاصمة طرابلس حيث نظم معهد الدراسات المصرفية فى طرابلس دورة تدريبية فى فبراير 2017 ، موضحا أنها تمت برعاية محافظ مصرف ليبيا المركزى الصديق الكبير.