فى زمن ما قبل الإنترنت كانت مهمة الآباء فى تفقد أخبار أطفالهم وأبنائهم فى سن المراهقة ليست بهذه الصعوبة، فكل ما يمكن أن يفعلونه يحدث إما وهم فى المنزل أو فى المدرسة أو فى الوقت الذى يقضونه مع الأسرة فى الخارج، وأسرارهم الصغيرة لن تتخطى دفتر يومياتهم أو الأوراق التى يكتبونها ويحتفظون بها سرًا فى غرفة نومهم، ولم تكن الخصوصية قضية كبيرة على الأغلب. ولكن الآن وسط كل هذا التطور التكنولوجى وثورة الاتصالات يواجه الآباء الكثير من التحديات والمخاوف بشأن تلك الشعرة بين متابعة نشاط أبنائهم على السوشيال ميديا والإنترنت عمومًا، وبين الحفاظ على خصوصيتهم.
ووفقًا لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث فى الولايات المتحدة الأمريكية فإن 48% من آباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا قد قرأوا رسائل أطفالهم النصية، بينما رصد 61% منهم المواقع الإلكترونية التى يزورونها، وفى دراسة أجريت برعاية المركز الوطنى للأطفال المفقودين والمستغلين قال 68% من أولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و13 عامًا إنهم راقبوا أنشطة هاتف أطفالهم. فما هى الحدود بين قيام الأهل بدورهم فى المراقبة والرعاية والمتابعة، وبين الحفاظ على خصوصية أطفالهم؟
"ماريسا كوهين" الكاتبة الأمريكية المتخصصة فى التربية أوضحت فى مقال بمجلة "Real Simple" 4 قواعد تساعدك على معرفة هذه الحدود والحفاظ عليها.
الطفل والإنترنت
ضع القواعد حين تسلمه الهاتف لأول مرة
حين تسلم طفلك هاتفه المحمول لأول مرة، من الأفضل أن ترسى القواعد من هذه اللحظة. بعض الأهالى يستخدمون التكنولوجيا ليتمكنوا من قراءة كل رسالة ترد لأبنائهم وكل بريد إلكترونى كذلك، ويجعلوا أبنائهم يعلمون ذلك.
من المفيد أيضًا الاتفاق مع الطفل على طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: لا تنشر أى شيء لا تريد أن تراه جدتك. لا تقبل طلب صداقة شخص لا تعرفه فى الحياة الحقيقية، تعامل مع الآخرين باحترام وإذا لم يعاملوك باحترام عليك إنهاء الدردشة أو التحدث إلى والديك.
إذا كنت ستخترق خصوصيته أخبره بذلك
بعد وضع القواعد تابع استخدام طفلك للهاتف من بعيد، واجلس معه من من وقت لآخر لمناقشة التطبيقات التى يستخدمها وما ينشره. إذا أظهر طفلك أنه يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى بشكل مناسب فلا يستيقظ طوال الليل على الهاتف ولا ينشر أى شيء من شأنه أن يؤذى الآخرين أو يؤذيه، لا داعى لاختراق خصوصيته أما إذا لاحظت انه أصبح مستغرقًا بشكل غير مبرر على السوشيال ميديا وشعرت أن شيئًا ليس على ما يرام فى الأمر، اطلب منه بطريقة لطيفة أنك ستتفقد حساباته من أجل سلامته.
عامل يومياته باحترام
حتى فى زمن السوشيال ميديا بعض الأطفال يفضلون كتابة أفكارهم على الورق فى دفتر يوميات. إذا وجدت واحدًا يحاول الطفل إخفاءه أو يضعه بين لوازمه بحيث لا يكون فى متناول اليدين، قاوم رغبتك فى أن تتصفحه وحافظ على خصوصيته.
تذكر أن التعبير عن الذات أمر شديد الأهمية بالنسبة للمراهقين والأطفال، وهو أحد أفضل الأشياء التى يمكن القيام بها لتطورهم العاطفى.
ترقب العلامات الحمراء
إذا كان لديك سبب حقيقي للاعتقاد بأن طفلك فى خطر أو ينخرط فى سلوك ضار أو يسبب الأذى لآخرين أو تلاحظ تغيرات فى مزاج طفلك وسلوكه يحق لك وقتها أن تتفقد هاتفه ونشاطه عليه وعلى السوشيال ميديا، ولكن لا تفعل ذلك دون علمه وإنما أخبره أنك تريد أن تلقى نظرة على هاتفه أو تجلسا معًا وتنظرا فى الأمر معًا.
وحين تفعل ذلك وضح له أنك تفعله لأنك تشعر بالقلق عليه وأنك تحبه. وإذا وجدت فعلاً ما يثير القلق يمكنك أن تتحدث إلى مستشار مدرسة أو متخصص فى الصحة النفسية لإيجاد حلول.