فى قلب مدينة الأقصر وفى الشوارع المزدحمة ظهرت فى سماء المدينة أسراب صغيرة من الحمام تجوب العمارات المرتفعة بقلب مدينة الأقصر، وكانت لغية حمام الحاج محمود الإدفاوى الذى يربى الحمام منذ أكثر من 15 سنة مضت، فى عادة يواظب عليها بصورة دائمة لزيادة أعداد الحمام لديه فى "غية الحمام" بوسط مدينة الأقصر.
وفى هذا الصدد يقول الحاج محمود الإدفاوى حسن 69 سنة مقيم بشارع التليفزيون بمدينة الأقصر، أنه يربى الحمام منذ أكثر من 15 سنة لمحبته الكبيرة للحمام منذ كان طفلاً فى الحقول الخضراء قبل أن تتحول المدينة إلى شبح من المبانى المسلح التى أنهت الزراعات والأشجار التى كانت أمام كل منزله، وقرر تربية الحمام فى منزله منذ بداية زواجه.
ويضيف الحاج محمود الإدفاوى لـ"اليوم السابع"، أنه بدأ تربية الحمام بأعداد قليلة ويقوم بجلبها من المناطق الريفية والزراعية فى شرق وغربى المحافظة من أصدقاؤه فى العمل وغيرهم لتربيتها فوق سطح منزله، وأصبحت عادة لديه ويقوم بتربيتها وجلب كافة مستلزماتها الطبية والمأكولات والمشروبات وغيرها من الأمور التى يحتاجها الحمام ليعيش فى قلب المدينة وبين البنايات المسلحة وليس فى الحقول كما كان فى الماضى ومازال متواجد فى مختلف المحافظات.
ويؤكد الحاج محمود الإدفاوى، أن الحمام منذ قدم التاريخ له فوائد كبيرة فى المجتمع فكان يقوم بتوصيل البريد ويستخدمه الأهالى فى الأكل بالوجبات الأسبوعية المختلفة، وهو قرأ واطلع على عدد كبير من الكتب والأفلام الوثائقية عن الحمام وعلم أنه تم استخدام الحمام كوسيلة لحمل البريد خاصة عند الصينيين والفرس والرومان، وقد استعمله العرب بمهارة فائقة فى هذه المهمة حيث كان الحمام يقوم بربط الصلة بين مراكز الحكم فى هذه الإمبراطوريات، وبين البلدان التى تم غزوها أو فتحها، وتطوّرت هذه العادة فى ما بعد فى أوروبا، وخلال الثورة الفرنسية (1848) قام الحمام بدور فعّال خلال هذه الثورة، بل لقد حملت أرجل الحمام رموز التكنولوجية المتطورة، وخلال الحرب الفرنسية الروسية نقل الحمام رسائل داخل ميكروفيلم وأشرطة تسجيل دقيقة وجدت مصغرة، حيث كانت كل رسالة تصور وتصغر ثم تطبع على الشريط الذى قد يحتوى على 2500 رسالة.
أما الإبن وليد محمود الإدفاوى 44 سنة، فيقول إنه ترعرع وكبر على تربية الحمام فى منزل جده وجدته، وظل يعشق تربية الحمام منذ الصغر بعد علمه بقصة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيام الحمامة بالتواجد أمام الغار الذى تواجد فيه الرسول برفقة الإمام أبو بكر الصديق فى رحلة الهجرة المباركة، فالحمام كرمه الله بمحبة رسول الله فكيف لايحبه إنسان ويرعاه، مؤكداً أنه يقوم بالإعتنا برفقة والده وأطفاله بالحمام فى الغية التى أعدوها فى سطح منزلهم بعمل غرفة لهم وجلب أقفاص للحمام للنوم فيها والطيران والعودة إليها يومياً.
ويضيف وليد محمود لـ"اليوم السابع"، أنه فى الصباح وقبل التوجه لعمله اعتاد على التوجه لغية الحمام صباحاً ويقوم بتغيير المياه لهم وتقديم الأكل ويقوم أطفاله بالتنظيف فى غية الحمام وتقديم كافة اوجه الرعاية لها، كما يقومون بذلك الأمر مرة أخرى فى نهاية اليوم بعد العصر بتغيير المياه وتقديم الأكل الكافى للحمام.
"غية الحمام" بالأقصر أشكال مختلفة وتربية وعشق من الصغير
الحاج محمود الإدفاوى لـ"اليوم السابع": أعشق تربية الحمام منذ طفولته وسط الزرع والشجر
الحاج محمود الإدفاوي: مازالت أربى الحمام حتى الآن فى سطح منزلي
وليد الإدفاوي: رغم بناء منزلنا المسلح إلا أننا أعددنا غرفة للحمام فى السطح
وليد الإدفاوي: أشارك أطفالى فى الإهتمام به ورعايته والنظافة هى الأساس لحمام جيد
غية الحمام البلدى فى الأقصر
جمال وسحر الحمام فى أسطح منازل الأقصر
جانب من تربية الحمام فى أسطح منازل الأقصر
الحمام يعتلى أعمدة وأسلاك الإنارة
سحر الحمام فى منزل الحاج محمود الإدفاوي
الحمام يغرد فى سماء مدينة الأقصر
جانب من تربية الحمام أعلى سطح منزل بالأقصر
تربية الحمام عشق منذ الصغر لاهالى الأقصر
جانب من تربية الحمام بالمنازل
الحمام خلال تناول الطعام الصباحي
تربية الحمام البلدى فى سطح منزل الحاج محمود الإدفاوي
الحمام يستمتع فى الغية بسطح المنزل
جمال الحمام البلدى المميز بالأقصر
سحر الحمام البلدى بمنازل الأقصر
الجمال يتجمع صباحاً بعد تقديم الطعام والماء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة