قال عضو لجنة القدس فى المجلس الوطنى الفلسطينى، صلاح زحيكة، إن المطامع الاسرائيلية تسعى للسيطرة على القدس منذ أن وطأت أقدام الاحتلال الإسرائيلى إلى مدينة القدس.
وأكد صلاح زحيكة فى حوار لـ"اليوم السابع" خلال زيارته الخاطفة إلى مصر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلى قامت ببناء 7 مستوطنات وحاصرت المدينة المقدسة منعا للتوسع السكانى الفلسطينى، وتحديدا فى الجانب الشرقى الذى احتلته إسرائيل عام 1967م، مشيرا إلى أن هذه الاجراءات جاءت ضمن خطة محكمة الإعداد للسيطرة على القدس فى المستقبل.
وأشار إلى أن المخطط الإسرائيلى عام 1967 شمل السيطرة على الأماكن الدينية سواء كانت المسيحية أو الإسلامية، مؤكدا أن قوات الاحتلال سيطرت منذ اللحظة الأولى لاحتلال القدس على باب المغاربة وتهجير أهالى حى بأكمله وهو حى المغاربة الذى كان مأهولا بالسكان خلال 24 ساعة، مؤكدا أن قوات الاحتلال هدمت المنازل الملاصقة للمسجد الأقصى تمهيدا لجعله مكانا لأداء طقوسهم على الحائط الغربى للمسجد الأقصى وهو حائط البراق.
وأشار إلى محاولات اسرائيل لإنهاء "الاستاتيكو" المتعلق بمكانة مدينة القدس، مؤكدا سعى قوات الاحتلال لسلب الحق من المقدسيين ومحاولات الاحتلال فتح باب جديد لكنيسة القيامة ليكون بديلا للباب الرئيسى والأساسى الذى يدخل منه المسيحيين لكنيسة القيامة، فضلا عن هدم المنازل ومصادر بيوت وبناء المزيد من المستوطنات.
وأكد عضو لجنة القدس فى المجلس الوطنى الفلسطينى، أن فرمان ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل دفع قوات الاحتلال الإسرائيلى لإحكام السيطرة على المسجد الأقصى، مشيرا إلى اقتحام مجموعات كبيرة من المستوطنين لساحة المسجد الأقصى، تداعيات قرارات ترامب على عملية السلام، قال أن قرار ترامب لم يضفى أى جديد حول هذه المدينة كونها عاصمة لفلسطين فنحن لن نتنازل عن القدس أو المقدسات الدينية.
وأوضح أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تقوم بشتى الوسائل لإحكام السيطرة على القدس ووضع مخططات مدعومة من الولايات المتحدة لمحاولة إعطاء المدينة الصبغة اليهودية، مؤكدا أنه رغم مرور حوالى 50 عاما على احتلال القدس وعلى الرغم من كل الامكانيات الضخمة التى وضعوها تحت تصرف اليمين والمستوطنين لم يستطيعوا محو الصبغة الإسلامية.
وعن رأيه فى جهود مصر لإنجاز المصالحة الفلسطينية، أكد رئيس لجنة القدس فى المجلس الوطنى الفلسطينى أن الشعب الفلسطينى يلجأ دوما لمصر فى أزماته لأن مصر الحامى والدرع الواقى للقضية الفلسطينية وليس غريبا على مصر أن تلعب هذا الدور الأساسى والرئيسى فى لم شمل الشعب الفلسطينى لدعم القضية الفلسطينية وتحقيق ما يتمناه شعب فلسطين فى حقه بتقريره مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح أن مصر تبذل هذه الجهود للمساهمة فى تحقيق العودة وحق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، مؤكدا أن الجهود المصرية ليست غريبة عليها وعلى دورها القومى والعربى والإسلامى، مشيرا إلى قيادة مصر لدول عدم الانحياز والمؤتمر الأسلامى ولمؤتمرات القمم العربية، مؤكدا أن الدور المصرى لم ينقطع حكومة وشعبا بتوفير كافة المناخات الملائمة لتحقيق حلم الشعب الفلسطينى فى حق العودة وإقامة دولته المستقلة.
وأضاف: "ندرك مدى حساسية الخلافات الفلسطينية ومدى حرص دبلوماسيتها أن تجسر الهوة بين حركتي فتح وحماس من أجل مصلحة الأمة العربية والإسلامية، مبادرة السلام العربية مطروحة منذ عدة سنوات ومصر تسعى بالفعل لإنجاز هذه المبادرة وتقديمها بكل قوة والوقوف خلفها بإصرار بعد أن تتم إعادة اللحمة للشعب الفلسطينى ووحدة الموقف."
وفند زحيكة مزاعم إعلام الاحتلال الإسرائيلى حول بيع المواطنين الفلسطينيين لمنازلهم عام 1948م، مؤكدا أن ما حدث فى تلك الفترة مؤامرة على الشعب الفلسطينى، موضحا أن تلك المزاعم غير مدعومة بوثائق ما يمكن قوله أنها مؤامرة من بريطانيا، حيث زرعت بريطانيا اليهود فى أرض فلسطين وآتت بهم من كل دول العالم كى يحلوا مكان أبناء الشعب الفلسطينى أصحاب الأرض.
وأكد أن كل ما ذكر من روايات الاحتلال الإسرائيلى محض افتراءات وأكاذيب يروج لها الصهاينة، مشددا على أن الفلسطينيون لم يفرطوا فى أرضهم ولم يبيعوا لأحد وهناك محاولات يقوم بها الصهاينة للترويج لبيع بعض الأسر الفلسطينية لمنازلهم.
وشدد على أن القدس بحاجة لكل جهد عربى وإسلامى ودولى لدعمها ورد الحملة الصهيونية التى تبذل كل جهد لمحو تاريخ القدس وتزويره بكل الإمكانيات والسبل المتاحة لهم لإعطائها صبغة واحدة وهى الصبغة اليهودية، مؤكدا أن الحفائر الإسرائيلية فى القدس وأسفل المسجد الأقصى أثبتت عدم وجود إرثا يثبت أحقية اليهود فى الأرض، مشيرا إلى أن تقارير اليونسكو عن الحفريات أكدت عدم وجود أى أحقية لليهود فى أرض فلسطين.
وأكد أن مدينة القدس هى مدينة ربطها الله برباط إلهى عندما أسرى بنبيه من المسجد الحرام إلى الأقصى ثم عرج إلى السماء من هناك، داعيا للتمسك بمدينة القدس باعتبارها جزءا من عقيدتنا.
وعن ذكرياته مع الشهيد فيصل الحسينى، أوضح أن فيصل الحسينى نجل الشهيد عبد القادر الحسينى سجن بعد الاحتلال الإسرائيلى لمدينة القدس عام 1967، مؤكدا أن الشهيد فيصل الحسينى بدأ حياته كأى إنسان فلسطينى مقدسى إلى أن سنحت له الظروف للبدء فى تأسيس جمعية الدراسات العربية فى القدس، لتفنيد المزاعم الاسرائيلية والتأكيد على الحق الفلسطينى فى القدس عبر البحث وتأليف الكتب وعقد ندوات ومحاضرات تؤكد عروبة المدينة المقدسة.
وأشار إلى النهضة الوطنية التى تجلت خلال تلك الفترة عبر لجنة التوجيه الوطنى فى ذلك الحين التى شملت القدس وكل مدن الضفة الغربية رفضا للاحتلال الاسرائيلى وسياساته وإجراءاته المنتهكة لحقوق الإنسان، موضحا أن فيصل الحسينى كان أحد أقطاب لجنة التوجيه الوطنى حتى إندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 م ، وقادها فيصل الحسينى وراء القضبان وسارت الانتفاضة وحققت اعتراف دولى وإسرائيلى بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعى لأبناء الشعب الفلسطينى.
وأكد أن فلسفة فيصل الحسينى تنم عن إدراك ووعى عن المحاولات الإسرائيلية التى يمارسها الاحتلال لتقويض كل ما هو حق وشرعى للفلسطينيين فى مدينة القدس، مشيرًا إلى أن الحسينى قاوم بكل بسالة وشراسة وخاض معارك طويلة وإضرابا عن الطعام واعتصم فى كل أرض فلسطينية بمدينة القدس مهددة بالمصادرة.
وأوضح أنه تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات إلى حين قدوم السلطة الفلسطينية بعد اتفاقات أوسلو، مؤكدا أنه انتخب عضو باللجنة المركزية لفتح وعضو باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأدار مؤسسة بيت الشرق باقتدار والذى كان عبارة عن حكومة فلسطينية مصغرة داخل مدينة القدس، مؤكدا أن الحسينى تمكن من تعطيل عدة برامج كان يسعى الاحتلال الإسرائيلى لتنفيذها لتهويد القدس، مؤكدا أنه كان ضمن جيش التحرير الفلسطينى وتلقى علومه العسكرية فى مصر وبغداد وكان على علاقة مع كافة القيادات الفلسطينية.
ودعا وسائل الإعلام العربية إلى تثبيت زاوية لمدينة القدس المحتلة لتناول أخبارها للتأكيد على حقنا كعرب ومسلمين فى مدينة القدس المحتلة ولمواجهة المطامع الاسرائيلية فى مدينة القدس، مؤكدا أهمية حماية مدينة القدس من محاولة التغول الاسرائيلى عبر سياسة اعلامية واضحة المعالم تبرز قضية القدس وتجعلها فى اذهان العالمين العربي والاسلامى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة