يقول جيمس جونسون فى كتابه "7 مفاتيح لإطلاق قواك الكامنة" والذى صدرت ترجمته عن مكتبة جرير "فى أكتوبر عام 1969 حضرت أنا وزوجتى جيرى ندوة دراسية بعنوان أنشطة إدارية Executive Dynamics، التى كان يدرسها مؤسسها الراحل "جون بويل". ولاحقًا تمت إعادة تسمية هذه الندوة ليصبح عنوانها أوميجا، ولكم أحببنا محتوى هذه الندوة، حيث لم نتعرض فى حياتنا من قبل لمثل هذه الدروس".
ويضيف "جيمس" ما تعلمناه فى غضون الأيام الأربعة تلك هو العلاقة القوية بين مناطق الوعى واللاوعى فى العقل البشرى، فتعلمنا كيف أن العقل الباطن دائمًا ما ينفذ "التعليمات" التى يعطيه إياها العقل الواعى سواء أكانت هذه التعليمات إيجابية أم سلبية، فنحن نحدِّث أنفسنا دائمًا (حديث النفس) بما نحب وما لا نحب، وما "نبرع" فيه وما لا نستطيع القيام به، وما سنتعلمه من هذا الكتاب هو كيف أن كلًّا من سلوكياتنا ومعتقداتنا وآرائنا، وما نصدره من أحكام، تشكل وتكوِّن ما نحن عليه وما سنصبح عليه. ويعيش معظم الناس حياتهم وهم مستمرون فى اعتقاد أنهم "دائمًا" ما يتميزون فى مجالات، ويخفقون فى مجالات أخرى.
وما تعلمناه من "جون بويل" هو أننا نستطيع أن نتحمل بشكل شخصى مسئولية تغيير أو إعادة تشكيل معتقدات أو أنماط فكرية بعينها لم تعد تخدم مصالحنا، وهناك أدوات معينة يمكن أن نتعلم استخدامها، لنسهل على أنفسنا مثل هذه التغييرات، وسنتعلم هذه الأدوات فى هذا الكتاب.
وعلى مدار الأعوام الأربعين التى تلت ذلك، لم أحضر ندوات أوميجا الدراسية فقط، بل أصبحت معلم أوميجا، شغوفًا بما أدرِّسه، كما أننى كنت أسأل "جون" فى بعض الأحيان أين تَعَلَّم محتوى هذه الندوات، وكانت الإجابة الوحيدة التى يجيبنى بها أنه درس على يد شخص يدعى "جوزيف ميرفى"، كان هذا قبل عصر الإنترنت، لذلك لم تكن هناك أية فرصة لأن أكتب اسم هذا الشخص على محرك البحث جوجل، كما أن "جون" لم يخبرنى بأن "ميرفى" قد ألَّف كتابًا.
وبعد أن فهمت وأتقنت مبادئ الأوميجا، بدأت أنظر إلى ما هو أبعد من الأوميجا فى كل كتاب، وكل مؤتمر أحضره لأصقل فهمى للعقل الباطن، ولقوة أفكارنا المتعمدة. وأدت الكثير من الطرق التى سلكتها إلى مؤلف واحد فقط، الدكتور "جوزيف ميرفي".
وفى عام ٢٠٠٥، أتى إلى صديقى "توم بابا" فى مكتبى، وأعطانى كتابًا اعتقد أننى سأستمتع بقراءته. كان الكتاب يحمل اسم قوة عقلك الباطن بقلم الدكتور "جوزيف ميرفى"، قلت فى نفسى: "يا إلهي! هل يمكن أن يكون هذا هو جوزيف ميرفى نفسه الذى كان جون بويل قد تعلم على يديه؟" فى الحقيقة كان هو.
وبينما كنت أقرأ الكتاب، كلمة كلمة، أدركت أنه يشكل جزءًا كبيرًا من محتوى حلقات الأوميجا الدراسية، وأن ذكاء "جون بويل" تمثل فى هيكلة ذلك المحتوى فى شكل دورة دراسية تستمر أربعة أيام، الأمر الذى مكن المشاركين من "فهم" الموضوع والخروج بمجموعة من الأدوات التى تمكنهم من تحقيق التغييرات التى يرغبون فيها فى حياتهم أيًّا كانت.
وكما أوضحت سابقًا فى هذه المقدمة، فقد كان الدكتور "جوزيف ميرفى" حقًّا هو أحد "الرواد الأوائل فى مجال علم نفس الصورة الذاتية"، ومنذ أن ظهر كتابه للمرة الأولى فى عام ١٩٦٣، فقد تمت إضافة المزيد والمزيد إلى هذا المجال المثير من خلال البحث فيه. أيضًا، يعد العالم الذى نعيشه اليوم مختلفًا بشكل كبير عما كان عليه قبل خمسين عامًا.
وكان أول ما فكرت فيه هو أن أراجع النص الأساسى للدكتور "جوزيف ميرفي"، وأن أدققه، وأن أضيف كلمات مثل "تمت مراجعته وتدقيقه" بعد عنوان قوة عقلك الباطن. ولكن فيما استمر بحثى وتدقيقي، وجدت الكثير من البيانات المعاصرة، التى مكنتنى حقًّا من أن أقدم نسخة القرن الحادى والعشرين من النص الأصلى للدكتور "ميرفى".
وما حاولت فعله فى هذه النسخة المنقحة من الكتاب الأصلى بقلم الدكتور "ميرفي" هو أن أقدم إلى القارئ أبحاثًا ونتائج جديدة فى هذا المجال، وأضفت أيضًا الكثير من أدوات "كيف" التى لم تكن مدرجة فى النص الأصلى.