ظل حلمه طوال 22 عاما أن يحج بيت الله الحرام، ورغم بلوغه أرذل العمر ووصوله إلى 80 عاما، لكنه لم يفقد يقينه بالله ولم يفقد أمله فى تحقيق حلمه بأداء مناسك الحج، إنه الدكتور الكندى "دون تريم"، الذى لم يتوان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى تحقيق أمنيته ودعوته واستضافته، لتأدية مناسك الحج الذى كان يتمناها منذ إسلامه قبل 22 عاما.
الدكتور دون تريم، فى حواره مع العديد من وسائل الإعلام فى السعودية، أكد أن سبب إسلامه كان قراءة كتب الأديان السماوية، لكونه معلماً فى الجامعة، وكان مسيحياً فى ذلك الفترة، قائلًا "منذ الصغر لم أسترح فى ديانتى المسيحية، وكنت دائماً أبحث عن الدلائل والبرهان حتى وجدت ضالتى".
وأضاف تريم، "أصبحت معلماً فى الجامعة، وما زلت أبحث عن الحقيقة، وقرأت عدة كتب بديانات مختلفة من ضمنها الكتب الإسلامية، فهنا توقّف قلبى ووجدت طريقى، فأشهرت إسلامى أمام معلمى الجامعة التى كنت أدرس فيها، وسط غضب شديد من والدتى، إلا أننى أصررت وأسلمت لرب العالمين".
الدكتور الكندى بعد وصوله إلى الأراضى المقدسة
وكشف تريم، أنه منذ أن أسلم قبل 22 عاماً، يحاول فى كل عام أحاول حج البيت الحرام، وأن يكون مع قوافل الحجاج ويطوف بالبيت ويبيت فى المشاعر، قائلا "كل عام وأنا أنتظر من يمدّ لى العون، حتى وصل لى الخبر بوجود برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز للاستضافة فى كل عام وعلى نفقته الخاصة"، وتابع "قدمت فى البرنامج سنتين ولم يحالفنى الحظ، حتى جاء موعد حج هذا العام فقدمت مرة أخرى، وأفاد الإخوة بأنه لا يوجد استضافات من كندا، وتوقف حلمى مرة أخرى، وقلت لهم: اجعلوا اسمى إذا حصل هنالك تغيير لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً".
وأوضح تريم "بعد صلاة فجر يوم 31 يوليو الماضى تلقيت رسالة وبها حلمى الذى أنتظره من 22 عاماً، فبكيت يوماً كاملاً أشكر الله على هذه البشارة والتى أستطيع أن اسميها ببشارة الحياة، وفيها قبولى أنا وزوجتى ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين لهذا العام، وبدأت أجهّز حقيبة سفرى وودّعت أقاربى وزملائى، وعندما غادرت البلاد وأنا متجه إلى الديار المقدسة شعرت بروحانية لم أشعر بها فى حياتى قط، لأننى سوف أشاهد البيت الحرام الذى لطالما رأيته من التلفاز".
واختتم تريم تصريحاته: "الحمد لله رب العالمين الذى حقق لى أمنيتى قبل فراقى لهذه الحياة، وجعلنى من ضيوف خادم الحرمين، وأشكر الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذى يقدم كل ما لديه لقاصدى البيت الحرام من الرعاية والعناية والمتابعة، وأسأل الله أن يحفظه ويجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، كما أشكر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على البرنامج الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، بتقديمه جميع سبل الراحة لنا وتذليل كل الصعوبات".