تهز فضيحة "أوديبريشت" المتعلقة بالمجموعة البرازيلية العملاقة للأشغال العامة والإنشاءات التى تحمل الاسم نفسه، أمريكا اللاتينية وطالت حتى الآن رؤساء عدد من دول هذه المنطقة.
وبعد حبس رئيس البرازيل السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بتهمة الفساد، فإن الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو فى طريقه أيضا إلى السجن بنفس التهم، وأدانت محكمة العدل العليا الفنزويلية، مادورو، وأمرت بحبسه لمدة 18 عاما وثلاثة أشهر بتهمة الفساد فى قضية شركة البناء البرازيلية "اودبريشت".
ووفقا لصحيفة "كلارين" الإسبانية، فإن المحكمة استطاعت إثبات تهم ارتكاب جرائم الفساد وغسيل الأمول على الرئيس مادورو، وذلك من خلال القاضى رافائيل روميل جيل بوجوتا، بالإضافة إلى ذلك أمرت المحكمة بفرض غرامة مالية قدرها 25 مليون دولار بسبب الفساد و35 مليار لغسيل الأموال، فضلا عن تنحيه السياسى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تسجيلات فيديو تم العثور عليها لاعترافات شهود رئيسين بشركة اودبريشت، وعن تدفق الرشاوى على شكل عمولات للوسطاء للحفاظ على المصالح السياسية.
وتعاون الشاهد الرئيسى فى القضية، إوزيناندو أزيفيدو، مدير مكتب اودبريشت فى كاراكاس، مع العدالة البرازيلية فى مقابل الحصول على مزايا إجرائية، وهذا ما قاله مارسيو فاريا وأليساندرو دياس جوميز، القائدان السابقان فى شركة البناء البرازيلية، مشيرا إلى أنه كان يتم دفع العديد من الرشاوى فى فنزويلا، من قبل اودبريشت تحت مسمى عمولات للوسطاء فى معظم الاتفاقيات، والتى وصلت إلى شركة النفط المحلية "PDVSA" .
وأوضح أنه تم إبرام ما يقرب من 30 اتفاقية بين اودبريشت وفنزويلا بقيمة 20 مليون دولار، مشيرا إلى أن الشركة البرازيلية مسئولة عن تزوير وثائق حكومية خاصة بالرئيس الراحل هوجو تشافيز والحالى نيكولاس مادورو.
وكشفت تسجيلات الفيديو أيضا مساعدة اودبريشت فى عام 2012 فى تمويل حملة الاتخابات الرئاسية، وبلغت تلك المساهمات حوالى 2 مليون دولار، كما أن الشركة دفعت 35 مليون دولار للحزب الحاكم فى مقابل استمرار مشاريعه فى البلاد والحفاظ على العقود القائمة.
وكانت المدعى العام الفنزويلية السابقة لويز أورتيجا دياز طالبت محكمة العدل العليا بعد إقالتها من منصبها بمقاضاة مادورو بتهمة الفساد وغسيل الأموال.
وحول عقد المحكمة العليا جلسة فى بوجوتا باتهام مادورو بالفساد وتلقيه رشاوى، قالت دياز لصحيفة "إيه بى سى" الإسبانية أن المحكمة العليا عقدت جلستها فى بوجوتا، بعد أن قدمت العديد من الأدلة التى تدين مادورو، وأصدرت المحكمة مذكرة توقيف دولية للانتربول ضد مادورو، وقرار باعتقال الرئيس، وذلك من أجل تحقيق العدالة معتبرة أن هذا الحكم "لحظة تاريخية" ويجب أن يتمثل للقانون الفنزويلى.
وأكدت دياز أن مادورو لديه شبكة كبيرة من الفساد، وقالت أورتيجا دياز بخصوص الشكاوى المقدمة مع الشركة البرازيلية " أودبريشت" التى تعد أكبر شركة بناء فى أمريكا اللاتينية، أنه وفقا لما اعترف به عمال شركة أودبريشت، أبرمت الشركة العديد من العقود لتشييد مشروعات عامة وضخمة فى مجال البنية التحتية فى 11 دولة، وقامت شركة البناء بتوزيع 788 مليون دولار على رؤساء تلك الدول، أى بين 1٪ و2٪ من مدفوعات أودبريشت كانت مخصصة لدفعات غير مشروعة "رشاوى" ومن بين الرؤساء الين تلقوى تلك الرشاوى كان مادورو، وأيضا الرئيس البيروفى السابق أليخاندرو توليدو، المتهم أيضا بتلقى رشاوى من الشركة مقابل الحصول على صفقة بناء.
وردا على سؤال حول الخطوات التى ستتخدها المحكمة العليا، قالت دياز أن "عليه أن يشرف على الجمعية الوطنية للإذن بالمحاكمة".
وبدأت الفضيحة فى البرازيل وهناك أيضا سقط العدد الأكبر من ضحاياها وإن لم تشكل سوى أحد فصول عملية "الغسل السريع" التى طالت طلبات استدراج العروض لمجموعة "بتروبراس" النفطية العملاقة.
واتهم الرئيس الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا "2003-2010" بالتورط فى هذه القضية ويحقق القضاء فى احتمال حصوله على تبرعات عينية مثل قطعة أرض أو شقة من المجموعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة