أعلنت وزارة الآثار خلال الفترة الماضية عن كشف أثرى جديد فى معبد كوم امبو، ليضاف إلى سلسلة الاكتشافات الأثرية التى تم العثور عليها خلال العام الجارى، وتحديدا منذ بداية عمل مشروع خفض المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو وأدفو، منذ أكتوبر الماضى، سلسلة الاكتشافات تجعل هذا العام هو عام الاكتشافات الأثرية لمحافظة أسوان.
مدير آثار أسوان والنوبة السابق يكشف لماذا 2018 عام الاكتشافات الأثرية لأسوان
ومن جانبه أكد الدكتور نصر سلامة، مدير آثار أسوان والنوبة السابق، لـ"اليوم السابع"، أنه بالفعل هذا العام يعتبر مميزا فى مجال عمل البعثة المصرية بمحافظة أسوان، بعد أن قاد مشروع المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو إلى عدد من المقتنيات الأثرية التى تم العثور عليها خلال أعمال الحفر وخفض نسبة المياه الجوفية بالمعبد، موضحا أن مشروع الحفر بأى منطقة أثرية خاصة منطقة هامة مثل معبد كوم امبو، يقود إلى مفاجآت عديدة عن عصر الدول القديمة مثلما تم الكشف عن قطع وجدران أثرية ذات دلالات هامة فى عمر المعبد.
وأوضح "سلامة"، أن الكشف الأثرى الأخير حول العثور على لوحتين أثريتين من العهد البطلمى، تعد إضافة جديدة وقيمة أثرية هامة، وتم تشكيل لجنة لفحص اللوحتين وترجمتها للوقوف على قيمتهم الأثرية والدلالة التاريخية لكل منهما، كما تستهدف اللجنة تحديد الموقع الحقيقى للوحتين فى المعبد، نظرا لكبر حجمهما الذى يتجاوز 2 متر.
وأشار مدير آثار أسوان والنوبة السابق، إلى أن أهم ماتم العثور عليه خلال سلسلة الاكتشافات الأخيرة بمحافظة أسوان كان العثور على نقش جدارى للملك تحتمس الثالث، والذى ينتمى إلى عصر الدولة الحديثة ويعتبر اقدم ما تم العثور عليه خلال رحلة البعثة المصرية داخل المعبد، لافتا إلى أن من ضمن الاكتشافات الهامة أيضا العثور على لوحة جدارية أخرى للملك رمسيس الثانى، والتى يتم تشكيل لجنة لفحصها ودراستها أيضا.
وتبين من الفحص الأولى للوحتين أن اللوحة الأولى تخص الملك بطليموس الثانى عشر وهى مصنوعة من الحجر الرملى بمقاسات 2.53 طول وعرض 1 م وسمك 24 سم، وتأخذ الشكل المقبى يعلوها قرص الشمس المجنح، وأسفلها صور الملك بطليموس الثانى عشر وخلفه زوجته كليوباترا الخامسة وابنته أرسينوى، وأمامه ثالوث معبد كوم امبو، وتحتوى اللوحة على 29 سطرا من الكتابة الهيروغليفية، بينما تبين أن اللوحة الثانية تخص الملك بطليموس الثانى عشر أيضا وهى مصنوعة من الحجر الرملى بمقاسات حوالى 2.80م طول وعرض 1.20 سم وسمك 35 سم، وتحتوى اللوحة على نصين احداهما مكتوب بالخط الهيروغليفى مكون من 34 سطرا والآخر بالخط الديموطيقى مكون من 33 سطرا .
وعن كيفية استغلال الاكتشافات الأخيرة للتسويق السياحى للمحافظة، أوضح "سلامة"، الكشف الأثرى ذات قيمة حضارية وتاريخية هامة ويحمل دلالات كبيرة فى عمر المصر القديم والإنسانية عامة، لذا يجب استثمار ذلك الكشف فى ترميمه ودراسته بواسطة لجان متخصصة من وزارة الآثار، تمهيدا لعرضه بإحدى المتاحف على مستوى الجمهورية حتى يتمكن أى زائر من رؤية حضارة مصر القديمة، إلا أن وضع المقتنيات اأاثرية التى يتم العثور عليها داخل المخازن بالمتاحف يجعلها حبيسة الجدران ولم يتم استغلالها على النحو الأفضل.
أثار كوم أمبو: الاكتشافات الأخيرة قادت العاملين بالآثار إلى حقائق تاريخية هامة
وأكد أحمد سيد، مدير آثار كوم أمبو، لليوم السابع، أن الاكتشافات الأخيرة جميعها قادت العاملين فى مجال الآثار بمشروع خفض المياه الجوفية إلى حقائق هامة فى تاريخ معبد كوم امبو، والذى كان من المعروف أنه يعود إلى عهد البطالمة، إلا أن الاكتشافات الخاصة بالعثور على كتل رؤوس وتاجات للملك رمسيس الثانى ونقوش للملك تحتمس الثالث، يدل أن تاريخ المعبد لا يعود للتاريخ البطلمى فقط بل أنه بنى على أنقاض معبد قديم من الدولة الحديثة.
وأضاف مدير آثار كوم أمبو، أن مشروع المياه الجوفية بالمعبد انطلق فى أكتوبر الماضى بالتعاون مع الوكالة الامريكية فى مصر ووزارة الآثار، ومن المقرر أنه كان ينتهى فى أغسطس الجارى، إلا أن أعمال الحفر داخل المعبد مازالت مستمرة، وقد يمتد إلى عدة أسابيع أخرى حتى يحقق الأهداف المرجوة من المشروع، لافتا أنه تم سحب مايقرب من 80% من المياه بالمعبد، ولم يقتصر المشروع على تخفيض حجم المياه فحسب، بل يستهدف تطوير المنطقة المحيطة بالمعبد وترميم الأعمدة الأثرية التى تأثرت من المياه الجوفية على مدار السنوات الماضية.
معبد إدفو يحصد نصيب من سلسلة الاكتشافات الأخيرة بعد العثور على محجر أثرى به
ومثلما كان لمعبد كوم أمبو النصيب الأكبر فى سلسلة الاكتشافات الأثرية الأخيرة، تم العثور أيضا على كشف أثرى منذ عدة أسابيع بمعبد أدفو، نتيجة أعمال الحفر بمشروع المياه الجوفية، بعد أن تم العثور على محجر أثرى يرجع تاريخه إلى 3 آلاف و500 عامًا قبل الميلاد، وتحديدا إلى تاريخ السرة الأولى.
وواضح رمضان حسن، مدير آثار أدفو، أن المحجر المكتشف يدل أن القدماء المصريون عملوا بالتجارة الخارجية منذ 4000عام قبل الميلاد، حيث يدل على وجود طريق برى كان يربط بين وادى النيل والبحر الأحمر، كما حوت النقوش والرسومات التى عثر عليها على جدران المحجر على المرحلة الأولى من الكتابة المصرية الهيروغليفية القديمة.
أهم الاكتشافات الأثرية خلال عمل مشروع رفع المياه الجوفية بمعبد كوم إمبو
ومنذ انطلاق مشروع خفض المياه الجوفية فى أكتوبر 2017، وحتى أغسطس 2018، تم العثور على العديد من المقتنيات الاثرية كان أهمهاالكشف عن جزء من تمثال جدارى ضخم من الحجرالرملى يمثل الملك رمسيس الثانى، إضافة إلى العثور على الرأس الخاصة به، والتى تصور الملك مرتديا التاج الأبيض تاج الوجه القبلى والذى تم العثور عليه فى جزئين.
كما تم الكشف عن أقدم ورشة لصناعة الفخار فى الدولة القديمة، حيث عثر عل هذه الورشة فى المنطقة الواقعة بين مدخل متحف التماسيح وشط نهر النيل، ويرجع تاريخها إلى فترة الأسرة الرابعة المصرية"2613- 2494" فترة بناة الأهرام.