يرفع آذان الظهر فى المسجد الأبيض بميدان باب الشعرية، فيبدأ "عم عصفور" فى فتح باب ورشته البسيطة لصنع الأحذية يدويًا من الجلد الطبيعى، والتى يعمل بها منذ أن كان فى الثامنة من عمره، يفتح الراديو على إذاعة القرآن الكريم، ويحضر أغراضه ليبدأ عمله فى تصليح وخياطة الحذاء اليدوى من البداية للنهاية، ويبدأ فى استقبل زبائنه الذين يعرفهم جيدًا.
"كل أهل باب الشعرية بيفصلوا جزمهم عندى من 55 سنة، وأخويا الكبير أول واحد علمنى تفصيل الأحذية من الجلد الطبيعى"، هكذا تحدث الرجل الستينى، موضحًا أن أرتفاع أسعار الأحذية أعاد للحذاء اليدوى مكانته، مشيرًا إلى أن زباءنه ليسوا فقط من كبار السن، بل من الشباب أيضًا، حيث السعر المناسب للحذاء بالجلد الطبيعى.