يوما بعد يوم تظهر حقيقة النظام التركى برئاسة رجب طيب أردوغان، وأطماعه الدنيئة، ووقوفه خلف الجماعات الإرهابية المسلحة، من أجل هز استقرار البلدان العربية المجاورة "العراق، سوريا"، والسطو على تاريخها وتراثها الحضارى الممتد لآلاف السنين، وتدمير ما تبقى من معالم حضارية.
وقد استغلت الدولة التركية انفلات الأوضاع فى سوريا، وعدم استقرار الأوضاع السياسية حتى بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابى، واستطاعت تهريب مئات القطع والمقتنيات الأثرية النادرة من بعض المساجد والكنائس والمعابد الأثرية القديمة، بالتواطؤ مع الإرهابين، ولصوص الآثار فى كلا البلدين.
وخلال سنوات الأزمة الثورية التى بدأت مع حلول مارس 2011، ومع انطلاق ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر، تعددت السرقات التركية للآثار من البلدان العربية وسطوتها على تاريخ أحفاد الحضارة السومرية.
سرقة مخطوط نادر من أقدم كنيس يهودى فى العالم
كنيس إيلياهو هنافى بعد تدميره وسرقته
ولأن السرقة لا تفرق بين دين معين، تعرض كنيس "إيلياهو هنافى" (إيليا النبى - إلياس) فى حى جوبر الدمشقى، الذى يعتبر أقدم كنيس لليهود فى العالم، بعدما تمت سرقة مخطوط نادر من داخله على يد عناصر من جماعة "فليق الرحمن" الإرهابى، تم القبض عليهم من قبل السلطات التركية فى مايو الماضى، وفقا لما نشره موقع "روسيا اليوم".
كما تم إلقاء القبض على أربعة سوريين وتركى فى ولاية "بله جيك" شمال غربى تركيا، وبحوزتهم نسختين قديمتين من التوراة تعودان لما قبل الميلاد، منقوشتين على جلد غزال ومطرزتين بالذهب وأحجار الزمرد والياقوت، وبالتأكيد هذه المقتيات والقطع المسروقة احتفظت بها تركية وكأنها تراث تركى، ولم تتفاوض على عودتها حتى الآن.
الحكومة السورية تتهم تركيا بسرقة معبد جوبر
معبد جوبر
ما يؤكد حقيقة التؤاطؤ التركى لسرقة الإرهابين هو ما نشرته وكالات الأنباء بما يفيد بأن الحكومة السورية تقدمت بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن، تتم فيها تركيا فى إجراء عمليات سرية من أجل تهريب آثار قديمة من معبد يهودى بدمشق.
واتهم السفير السورى لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفرى، البلدين بالتعاون مع "الجماعات الإرهابية" فى نهب آثار ثمينة من معبد جوبر البالغ عمرها 2000 عام، كما أشار إلى التعاون بين الاستخبارات التركية والإسرائيلية على نهب آثار ومخطوطات من الكنيس اليهودى القديم"، وتابع السفير السورى أن الآثار تم تهريبها عن طريق وسطاء محليين وأجانب إلى اسطنبول.
داعش وتركيا إيد واحدة فى سرقة آثار "سراقب"
آثار سراقب
كشفت وكالة "سبوتنيك" الروسية، فى تقرير لها، أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابى قام بعملية تنقيب عن الآثار، فى موقع الشيخ منصور قرب مدينة سراقب بريف إدلب، بغية سرقتها بالتعاون مع النظام التركى.
ولفت التقرير الروسى إلى أن عملية النهب مستمرة منذ سنوات على ريف المحافظة الذى يحتوى 400 موقع أثرى، قامت بنبش مئات المواقع ونهبها وتهريبها إلى الخارج وبشكل خاص إلى تركيا، وكمثال على ذلك قرية العبارة فى جبل الزاوية التى تعرضت خلال العامين الماضيين لعمليات نهب وسرقة ممنهجة لآثارها وتدمير ما تبقى منها.
نقل مقتنيات المسجد الأموى بحلب
فى ظل الأزمة السورية بين الجيش السورى، والجماعات الإرهابية، قامت بعض العناصر المتطرفة بتدمير مأذنة وبعض من أرجاء الجامع الكبير، وأفادت عدد من التقارير الإخبارية بأن عناصر مسلحة، استولت على مقتنيات المسجد وتم نقلها إلى تركيا.
سرقة كنيسة جاروجيوس بحماة
كنيسة جاروجيوس بحماة
فى يناير الماضى نقلت صفحات حكومية سورية خبر تعرض كنيسة "جاروجيوس" فى مدينة محردة بريف حماة الشمالى، لعملية سرقة طالت محتويات ثمينة وأيقونات أثرية ذهبية مقدسة لدى المسيحيين الذى يشكلون غالبية سكان المدينة، وأفادت تقاير اخبارية سورية بأن مسلحين مدعومين من الحكومة التركية استولوا على محتويات الكنيسة، فيما أتهم آخرون بتدميرها من جانب عناصر الأمن السورية.
نهب وتدمير آثار عفرين
قوات الموالية لتركيا جرائمها فى مدينة عفرين السورية، فى الوقت الذى أدانت فيه دول العالم الاحتلال التركى لهذه المدينة التى قصفها جيش أردوغان فى الآونة الأخيرة.
وأظهرت صور بثتها وكالة "فرانس برس"، فى مارس الماضى، آثار الدمار الذى أخلفه القصف التركى فى مدينة عفرين السورية، حيث دمرت المنازل وتساوت المبانى والتماثيل الأثرية بالأرض مع استمرار جرائم تركيا بحق السوريين فى عفرين.