فى السابعة من عمره فقد "مصطفى أشرف" صديقة له فى المدرسة، كانت سنه مبكرة جدًا ليفهم معنى انتحارها بسبب الاكتئاب الناتج عن تعرضها للتنمر لكنه لم ينس أبدًا ما حدث، لا سيما أنه أيضًا كان يتعرض لمضايقات من زملائه فى المدرسة، وخلال 9 سنوات فهم مصطفى تدريجيًا ما حدث فكان قراره بإطلاق حملة لمساعدة من هم فى مثل عمره على مواجهة التنمر. هذه الحملة التى بدأت فى 2014 عبر "فيس بوك" ووصلت الآن لمختلف أنحاء العالم وتعاون من خلالها مع اليونيسف للتوعية بالتنمر وضرورة مواجهته.
رسمة تعبيرية عن التنمر فى المدرسة
يحكى "مصطفى" الذى بلغ الآن عامه العشرين: عندما أتممت عامى الـ 16 فكرت أنا وأصدقائى فى مساعدة الناس على مواجهة التنمر والأمراض النفسية من خلال صفحة على فيس بوك، كنا فى البداية نحاول عمل أفلام عن التنمر ثم قررنا تغيير الفكرة لصعوبة تنفيذ الأفلام. اختار "مصطفى" اسم "Advice seekers" أو "الباحثون عن المشورة" لصفحته، لتصل للناس الذين يبحثون عن نصيحة فى مواجهة التنمر.
لم تجد فكرة "مصطفى" بعد تطويرها ترحيبًا كبيرًا من أصدقائه الذين رأوا أنها ستفشل، فقرر أن يواصل الطريق وحده، مضيفا "لما بدأت جالى 5 لايك بس، من بابا وإخواتى.. لكن على آخر السنة كانت الصفحة وصلت لناس من مختلف أنحاء العالم مش بس من مصر".
مصطفى يتحدث فى إحدى الفعاليات التى نظمتها الحملة
بدأ مصطفى الذى بلغ بحلول 2015 عامه السابع عشر يتلقى استشارات وأسئلة من زوار الصفحة من مختلف أنحاء العالم ووجد نفسه عاجزًا عن تقديم نصيحة صائبة يثق بها، فقرر الاستعانة بطبيبة نفسية تشرح له كل ما يحتاجه للرد على الناس وما يلزمه لدعم شخص تعرض للتنمر، وعلمته أيضًا كيف يفرق بين الشخص الذى يطلب مساعدة حقيقية والآخر الذى يحاول خداعه.
"فى آخر 2015 نفذت فيديو حول انتشار الكراهية حول العالم، وانتشار الإرهاب والعديد من المشاكل الكبيرة، وقلت أيضًا إن هناك ما يسمى بالتنمر لا أحد يعرف عنه شيئًا ولا أحد يهتم به" كانت هذه مرحلة التطور الثانية لفكرة مصطفى، بعدها بدأ مرحلة أخرى وهى الندوات فى المدارس والجامعات للتوعية بمشكلة التنمر.
كانت البداية بـ4 مدارس زارها فى 2016 بالتعاون مع صديق تعرف عليه من خلال الحملة ساعده على تنفيذ هذه الفكرة، وفى 2017 بدأت حملته تتوسع أكثر مع فريق عمل جديد ويقول "من 2017 ولحد دلوقتى زرنا 48 مدرسة و3 جامعات وبدأنا تنفيذ مقاطع فيديو كثيرة عن الفكرة".
مصطفى فى واحدة من الفعاليات فى إحدى المدارس
"التنمر مالوش سن" يقولها مصطفى بأسى ويوضح "قابلت سيدة عمرها 60 سنة تتعرض للتنمر على الإنترنت بعد أن خاضت معركة مع السرطان وبدأ شعرها يتساقط، تتلقى رسائل كراهية وسخرية بسبب شكلها الجديد" يستنكر "مش فاهم إزاى الناس بتعمل كده!"، ويضيف "التنمر بيحصل للكبار زى الصغيرين وممكن الكبار كمان ينتحروا بسببه".
خلال عام 2018 خطا "مصطفى" وحملته المزيد من الخطوات يعتبر أهمها الفيديو الذى نفذه بالتعاون مع مدرسة الشويفات للتوعية بمشكلة التنمر "الفيديو نجح وحقق انتشار كبير للحملة واعتبره علامة فارقة".
بعد انتشار فيديو "الشويفات" تعاون "مصطفى" مع اليونيسيف فى حملتها خلال أبريل الماضى ونفذ فيديو عن التنمر بمشاركة من أشخاص من مختلف أنحاء العالم ليقول إن هذه المشكلة لا تحدث فى مصر فقط وإنما فى كل العالم.
مصطفى خلال إحدى الفعاليات التى نظمها من خلال الحملة فى ساقية الصاوى
فى الوقت الحالى يكرس مصطفى حياته بشكل كامل لمواجهة التنمر، بعد أن أقنع أسرته بتأجيل خطوة الالتحاق بالجامعة للتركيز على الحملة ويقول "باخد كورسات سيكولوجى وفيديو جرافيك عشان أقدر أشتغل بحرفية أكثر على الفكرة"، ويضيف "أحلم بأن تنتشر الحملة فى جميع أنحاء العالم وبشكل خاص فى الشرق الأوسط، الآن للحملة فرعين صغيرين فى كندا وأمريكا أطلقهما أشخاص مؤمنين بالفكرة يزوروا أيضًا المدارس ويوعوا الطلاب بالمشكلة، أحلم بأن يكبر الفرعان وأن يكون للحملة أيضًا فروعها فى دبى والسعودية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة