بين جدران معابد فيلة أشهر المعالم السياحية بمحافظة أسوان، نشأت وعاشت أشهر أساطير الحب والوفاء، فهنا سجلت قصص وحكايات من ألف ليلة وليلة عن تضحيات الحبيب من أجل حبيبته، وأيضا وفاء الزوجة لزوجها بعد وفاته، ومن أشهر قصص الحب التى اشتهر بها المعبد منذ العصور القديمة كانت قصة حب الإلهة إيزيس والإله أزوريس، التى كانت تعتقد أن جزء من جسد زوجها الذى قتل على يد شقيقه بمقربة من الجزيرة لذا أقامت مقبرة له تقدير لروحه.
عندما تصل بك المركب إلى المرسى الخارجى عند بداية المعبد، ستجد نفسك أمام فناء كبير مفتوح تحيط بك من الأعمدة الشاهقة من كل مكان التى تتزين بالنقوش النباتية والرسومات الممتزجة بين عدة حضارات وهى المصرية والرومانية واليونانية، ستجد حولك على الجانب الشرقى والغربى العديد من الأعمدة المزينة بالتيجان والتى تعبر عن كل حقبة تاريخية وعصر مر على المعبد، وفى مشهد طبيعى ساحر ستجد نهر النيل يحيط بهذا الفناء فى منظر ساحر.
وقبل أن تنهى جولتك بالفناء الكبير ستجد بوابة أمامك بمثابة كتاب مفتوح مسجل على جدرانها رسومات تكشف صور ملوك مصر القديمة والعصر اليونانى والرومانى وهم يقدمون القرابين للإله أزوريس والإلهة إيزيس، كما توضح هذه اللوحات الجدارية كيف نجح ملوك الرومان فى هزيمة أعدائهم خلال المعارك التى خاضوها خلال العصر الرومانى.
وبعد إنهاء جولتك فى فناء المعبد الكبير، ستجد أمامك فناء آخر أقل من الأخر، يضم على الجانب الغربى 7 أعمدة مزينة برأس الإله حتحور، وقبل مرورك مرور الكرام على هذه الأعمدة لابد أن تعلم مغزاها الحقيقى فهى كانت بيت الولادة فى الدولة القديمة وكان يقام بها حفلات للمولود الجديد، وهذا يعكس أن احتفالية السبوع هى احتفالية قديمة لدى المصريون القدماء، ولذا تم بناء 7 أعمدة، ظنا منهم أن المولود إذا مر عليه 7 أيام ولم يصاب بأى مكروه فإنه سيكون بخير ، وبعد الانتهاء من هذه الساحة ستدخل إلى فناء مظلم مغلق يؤدى بك إلى حجرة قدس الأقداس الخاص لعبادة الإلهة إيزيس، وبعد انتهاء هذه الغرف ستجد نهر النيل أمامك مرة أخرى، لتحد بين المياه والمعبد عدد من البوابات الأثرية التى استغلت فى تصوير العديد من المشاهد السينمائية والفيديو كليب وكان أهمها كليب عودونى للنجم عمرو دياب.
وفى فترة الستينات كان الخطر يهدد جدران هذا المعبد الذى يحتوى على مقتنيات أثرية نادرة تروى تاريخا هاما منذ الدولة القديمة وحتى العصور الرومانية، فبعد بناء السد العالى كادت المياه تغرق المعبد وتحاصره، لذا بدأت اعمال نقل المعبد من جزيرة فيلة إلى جزيرة أجيليكا والتى تبعد عنها 500 متر، فى مشهد تاريخى نقلته كل الوسائل العالمية.
ويروى الدكتور أحمد صالح، مدير أثار أسوان والمشرف العام على معابد فيلة، لـ"اليوم السابع" أصل أساطير الحب والرومانسية بين جدران المعبد، الذى يأتى من أجل رؤيته جميع السائحين من مختلف الجنسيات، مشيرا إلى أن الجزيرة المقام عليها المعبد كانت تسمى جزيرة الإلهة إيزيس وكانت محج للمصرى القديم فى عصور الدولة القديمة وحتى نهاية العصر الرومانى واليونانى، وكانت بالقرب منها جزيرة ازو ريس وتسمى جزيرة "بيجا"، وكان الكهنة يعتقدوا أن هذه الجزيرة هى منبع فيضان النيل ومدفن القدم اليسرى للإله أزوريس الذى قتل على يد شقيقه وتم تقطيع جسده إلى عدة أجزاء، فكانت لها قدسية خاصة نظرا لقصة الحب التى كانت تجمع الإلهة إيزيس وأزوريس.
وكشف المشرف العام على معابد فيلة، تاريخ المعبد قائلا:"جزيرة فيلة من أهم المقاصد التاريخية فى مصر نظرا لأن كل ملوك مصر القديمة كانوا يحرصون على بناء معابد وقطع أثرية فى هذا المعبد"،مضيفا:" لذا نجد أن من أقدم مقتنيات هذا المعبد كان مقصورة للملك طهرقا، أحد ملوك الأسرة 25 النوبية، فضلا عن احتواء الجزيرة على عدة معابد ترجع تاريخها من العصر اليونانى من عهد بطليموس الثالث وحتى عهد بطليموس الثانى عشر.
وعن ارتباط معابد فيلة بقصص الحب، يروى دكتور أحمد صالح، عن الأساطير الشهيرة التى عرفت بها الجزيرة فى عصور الدولة الوسطى، وهى قصة "أنس الوجود" وأحد الأسماء التى عرفت بها الجزيرة أيضا، فكان أحد الأمراء "أنس الوجود" مولع بحبيبته التى كانت سجينة داخل هذه الجزيرة، ومن أجلها قام الأمير بالذهاب لإنقاذها على ظهر تمساح بنهر النيل وتمكن من فك أسرها.
وأوضح مدير أثار أسوان، أن من أهم مقتنيات المعبد هو كشك تراجان والذى قام ببنائه الإمبراطور الرومانى "تراجان"، وهو عبارة عن حجرة مستطيلة تحيط بها 14 عمود ويعتبر من أهم معالم معابد فيلة، ويأتى معبد الأله حتحور إله الحب والموسيقى والرقص ويضم رسوما لحيوانات تلعب علة الآلات الموسيقية، مشيرا إلى أن معابد فيلة من أهم مقاصد السائحين بمحافظة أسوان نظرا لقيمتها التاريخية.
وعن مشروعات تطوير معابد فيلة ونوعية الزائرين الوافدين إليه، أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير آثار أسوان والنوبة، لـ"اليوم السابع"، أن معابد فيلة من أولى المناطق الأثرية على أجندة السائحين الوافدين إلى اسون،مضيفا:" لذا يتمتع بإقبال كبير من مختلف الجنسيات"، موضحا أن الموسم السياحى الماضى استقبل المعبد عدة جنسيات كان أهمها الألمان والصينيين والهنود والأمريكان، وما يميز هذا الموسم السياحى هو استقبال المعبد منذ يومين أول فوج اسبانى سياحى بلغ عدده 171 سائح، فى أول رحلة قادمة من العاصمة مدريد.
وأشار مدير أثار أسوان والنوبة، إلى أن أسعار التذاكر بمعابد فيلة لم تشهد ارتفاعا حيث تبلغ سعر التذكرة للسائح الأجنبى 100 جنيه، و50 جنيه للطالب الأجنبى، بينما تصل إلى 20 جنيه للزائر المصرى، موضحا أن هناك مشروع يتم دراسته بالتعاون مع البعثات الأثرية حول إزالة كافة الحشائش والأشجار المحيطة بالمعبد، تحسبا لأنها تساعد في اشتعال النيران وحفاظا على المعبد، فضلا عن أعمال تطوير لحجرات التحكم بالمرسى الخارجي سيتم الانتهاء منها قبل انطلاق الموسم السياحى.
معابد فيلة أشهر المعالم السياحية بمحافظة أسوان
الأعمدة الشاهقة تزين فناء المعبد بالنقوش النباتية المصرية والرومانية واليونانية
كشك تراجان أهم القطع الاثرية بالمعبد
بقايا الأعمدة بنهر النيل اهم اثار الجزيرة الاصلية للمعبد قبل انتقاله خلال عملية الإنقاذ
أحد البوابات الاثرية التي تزين المعبد من الجنوب
جانب من الاعمدة الشاهقة بفناء معبد فيله
احد الملوك يقدم القرابين للآلهة ايزيس
احد الافواج السياحية خلال جولتها بالمعبد
عدد من الزائرين المصريين يلتقطون الصور التذكارية بالمعبد
غرفة قدس الاقداس لعبادة الالهة ايزيس
احد الغرف المظلمة الخاصة بعبادة الالهة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة