حرص عدد من الحجاج على أن يرتدى أطفالهم المرافقون لهم ملابس الإحرام اقتداءً بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حيث شرعوا فى أداء مناسك الحج لهذا العام، مهللين ومكبرين، ثم خطوة بخطوة إلى المشاعر المقدسة، تارة سيراً على الأقدام، وتارة أخرى تحملهم الأكف والأكتاف، جائلين فى رحاب مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تحفهم عناية الرحمن، وترعاهم وذويهم أعين أمينة، تسهل لهم أداء نسكهم، وتعينهم على تحقيق حلم راود الجميع بأداء فريضة الحج.
مشاهد الأطفال فى الأراضى المقدسة خطفت المشهد، فذاك طفل يرفع أكف الضراعة لله عز وجل، وهذا ضحكاته عالياً فى أرجاء المشاعر فرحاً بما منّ الله عليهم لأداء نسكهم، وذاك طفل يراقب جموع الحجيج تسير بكل هدوء وروحانية وسكينة، ولسان حالهم يدعو الله بأن يتقبل منهم.
وبهتاف "لبيك اللهم لبيك" يقف الحجاج بعرفات، اليوم الاثنين، جاؤوا شعثًا غبرًا من كل فج عميق، يرجون رحمة الله، ويخافون عذابه.
بلون واحد وفى مكان واحد، وبهتاف واحد، جاء الحجاج يقصدون الرب الواحد، فى مشهد مهيب يعجز القلم عن وصفه، تتعالى الأصوات بالدعاء والتضرع للمولى عز وجل، فهنا تسكب العبرات خضوعا وإجلالا، هنا تسكب العبرات محبة واشتياقا، هنا تسكب العبرات إقبالا واستلاما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة