كلمات بسيطة وحكايات واقعية وصور جذابة من سائح خاض تجربة فى مكان جديد، قادرة على أن تدفع المئات لاختيار هذا المكان ليكون وجهتهم السياحية القادمة، ففكرة الترويج للمقاصد السياحية تغيرت كثيرا بعد أن أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى منصة لتبادل الخبرات والثقافات، بعيدا على الكلام الرسمى الذى يخرج من الحكومات، فلم يٌصبح الترويج لمكان ما حكرا على المسئولين.
من هنا احتلت جروبات نصائح السفر، والـ"visitor advisor"، مكانة لا يُستهان بها فى فكر صناع السياحة، لاستغلالها فى نوع جديد من أنواع الترويج السياحى، وفى المقابل يجب أن تكون تلك الجروبات وما يٌكتب عن مقاصدنا السياحية حاضرة فى ذهن المسئولين فى مصر، ليروا السياحة فى مصر بأعين السائحين، ويعملون على استغلالها لنشر التجارب الإيجابية ومحاولة تدارك السلبيات التى قد يٌشار إليها.
وخلال شهر أغسطس فقط شهد جروب “travel secrets club” نشر عدد من المشاركين العرب تجاربهم بالسفر إلى مصر، فضلا عن المصريين الذين نشروا صورهم فى أماكن لتشجيع السياحة الداخلية، ودعوا فى بوستاتهم بالسفر إلى مصر، والتى دونوا فيها تجاربهم مدعومة بصور لأفضل المقاصد السياحية فى مصر، من شواطئ إلى طبيعة خلابة والأهرامات بعظمتها، والأقصر وأسوان بسحرهما الخلاب، وأعماق البحر الأحمر التى ليس لها مثيل.
"أسماء توهامى" فتاة مغربية قررت قضاء إجازتها فى مصر، وقالت "أتمنى أن البوست يشجع ناس تانية تزور مصر"، ووضعت الإيجابيات التى وجدتها منذ وصولها مصر حتى مغادرتها، وكانت أولى الإيجابيات هى الشعب المصرى، حيث قالت إن مصر أفضل من أوروبا وستجد نفسك مرحب بيك من شعبها الحبيب، معتبرة أن السفر ليس فقط مناطق أثرية ومتاحف وشواطئ بل تعرف على ثقافات جديدة، وأنها وجدت فى مصر ترحيب وانفتاح واستقبال حافل.
ثانى النقاط الإبهار الذى وجدته وهى تشاهد الآثار الفرعونية منقطعة النظير، وقالت "الأغلبية فاكرين أن الفراعنة تركوا فقط الهرامات، وهذا غلط"، حيث تحدثت عن زيارتها لعدد من المناطق الأثرية، فى مقدمتها المومياوات التى وجدتها فى المتاحف والقناع الذهبى لتوت عنخ أمون، ومعابد الأقصر وأسوان، وقالت "ما ستشاهده سيجعلك تفكر فى قوة وذكاء هذه الحضارة، والتى تحدت قوانين الهندسة المعمارية والزمان والموت، وتشعر أن أحلامهم لم يكن لها حدود".
وقالت إنك ستجد فى مصر أشياء لن تجد سبيه لها العالم، منها الصحراء البيضاء فى غرب مصر، ونصحت "الجولة فى الفلوكة فى النيل وقت غروب الشمس، وخد جولة فى معبد الكرنك بالليل، والغوص فى المياه الزرقاء لجزيرة الجفتون بالغردقة، شرب شاى على موسيقى أم كلثوم فى مقهى بشارع المعز"، كلها تجارب تنفرد بها مصر فقط.
ونصحت الفتاة المغاربة بخوض التجربة والسفر لمصر، معتبرة أن ما وجدته فى أرض الكنانة كان فوق مستوى توقعاتها، وقالت "الناس اللى خايفة من الوضع الأمنى، متخافوش احنا كنا بنتين ولم تحدث لنا مشكلة واحدة، وبالنسبة للمغاربة التأشيرة أصبحت سلهة ورخيصة، وكل اللى محتاجة صور وجواز السفر".
ولكن أسماء التوهامى كما عددت الإيجابيات تحدثت عن سلبية واحدة لابد أن يضعها القائمون على قطاع السياحة فى الإعتبار، حيث قالت أن الشىء الوحيد هو "إلحاح بعض العمالة المتواجدة فى المقاصد السياحية، لتقديم خدماتهم للسائحين، وهذا الإلحاح فى تقديم الخدمة قد يضايق المتواجدين فى المكان لتقاضى فلوس"، ولكنها أكدت "زى مافى ناس عملت كدا فى ناس مرضوش ياخدوا مننا فلوس مقابل خدماتهم".
مضايقات السياح من قبل العاملين فى المناطق السياحية أمر يجب الالتفات إليه، فهو فقط يحتاج إلى توعية وتدريبات مكثفة من قبل أجهزة الدولة المعنية، بداية من وزارة السياحة وحتى المحليات، لجميع المتعاملين بشكل مباشر مع الزوار، لرفع كفاءتهم حتى تكون التجربة إيجابية بشكل كامل.
تجربة آخرى من المغرب العربى، كتبت جيهان الإدريسيى تجربتها بزيارة مصر وقالت "البوست ده موجه لكل المغاربة، والعرب اللى بيفكروا يزورو مصر، ولسه مترددين، بقولهم سافروا وانبسطوا لانه بجد مصر أم الدنيا وسافرتلها مرتين ورا بعض وانبسطت فيها جدا..البلد أمان جدا.. وطول مانت بتتنقل فيه شرطة وجيش وامن... تقريبا لفيت القاهرة كلها.. روحت اسكندرية.. اسوان الاقصر وغرب سهيل والغردقة.. حضرت تعامد الشمس بمعبد أبوسمبل".
وأضافت "مش عارفة اقول ايه ولا اكتب ايه عن مدى عشقى للبلد دى وانبهارى بكل المزارات والمتاحف، وفى كل مرة بكون حاجزة ذهاب وعودة وبضطر ازود فى التذكرة".
تلك الشهادات جزء بسيط من التجارب المنتشرة من خلال الجروبات على السوشيال ميديا والتى تقدم نصائح لاختيار الوجهات السياحية المقبلة، جميعها شهادات إيجابية تشجيعية لمصر، ولكن الأهم كيفية توظيفها بشكل جيد فى خطة الترويج لمصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة