أقبل حجاج بيت الله الحرام جماعات وأفراداً إلى مشعر منى راجلا وركباناً مع إشراقه صباح هذا اليوم العاشر من شهر ذى الحجة، مهللين مكبرين تملأ قلوبهم الفرحة والسرور، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم فى" مزدلفة " تحفهم عناية الله تعالى ورعايته، وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب، يقوم عليها رجال السلطات السعودية من أبناء هذه البلاد الطاهرة الذين نذروا انفسهم لخدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين والأمة الإسلامية فى كل مكان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولى عهده وجميع المعنيين الذين يحرصون ويوجهون دائما على تقديم أعلى مستوى من الخدمات لراحة الحجاج لكن يؤدون مناسكهم فى أمن وطمأنينة.
وأدى ضيوف الرحمن منذ فجر اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك نسك رمى الجمرات فى مشعر منى برمى الجمرة الكبرى "جمرة العقبة" بسبع حصيات، وشهدت حركة ضيوف الرحمن انسيابية فى التنقل.
جسر الجمرات
جاء ذلك بعدما بات الحجاج فى المزدلفة وجمعوا منها الحصوات وتوجهوا لـ"منى" لرمي الجمرات، دون تزاحم أو تدافع فى الطوابق الأربعة لمنشأة الجمرات، مع توفر كل الخدمات الأمنية والصحية والإسعافية والنظافة والدفاع المدنى، إلى جانب رجال الأمن القائمين على تنظيم حركة الحجيج فى ساحات جسر الجمرات وعلى مداخله ومخارجه .
ونصح رجال الأمن وأفراد الكشافة الحجاج باستخدام الطوابق المتعددة بمنشأة الجمرات فى الرمى والالتزام بالمسارات نحو الجسر بما يوفر للحاج راحة ويسرًا فى الحركة .
واتسمت حركة الحجيج نحو جسر الجمرات والساحات المحيطة بها بالتدفق المتدرج والآمن على دفعات، وتوزعت على الأدوار حسب التنظيم المعد، والعودة لمواقع إقامتهم بانسيابية ومرونة، فيما اتسمت الطرق فى مشعر منى إجمالاً بالمرونة فى الحركة المرورية للسيارات وتنقل الحجيج.
جانب من رمي الجمرات
وكثف المسئولون عن شؤون المسجد الحرام جهودهم لاستقبال المصلين لأداء صلاة العيد وضيوف الرحمن القادمين إلى المسجد الحرام، بعد الإفاضة من مشعر منى، وتم بذل جهود كبيرة لاحتواء هذا التوافد الكثيف، من خلال فتح الأبواب ورفع الطاقات الاستيعابية للمطاف، والاهتمام بأعمال الصيانة والنظافة والتشغيل والآليات والتأكد من عمل مكبرات الصوت ومراوح التهوية والمكيفات، ومضاعفة القوى العاملة للقيام بجميع الأعمال على الوجه الأكمل.
وهيأ مسئولو المسجد الحرام الساحات والمصليات والبوابات والممرات لسهولة دخول ضيوف الرحمن وخروجهم، والإشراف على أعمال المراقبة على الأبواب وتأمين عربات لذوى الاحتياجات الخاصة وكراسى لكبار السن وتجهيز برادات مياه زمزم وعبواتها وحافظاتها لتكون فى متناول ضيوف الرحمن.
وتم توفير المصاحف بلغات متعددة لقراءة القرآن، وتوزيع أجهزة الترجمة الفورية لخطبة العيد الخاصة بمشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة الخطب بالمسجد الحرام.
واستفاد قاصدى بيت الله العتيق من الشاشات الإلكترونية المنتشرة حول المسجد الحرام وفى ساحاته ومداخله وما تبثه من عبارات توجيهية وإرشادية ومواعظ.
وحرص بعض الحجاج عقب رمى الجمرات وطواف الإفاضة والسعى بين الصفا والمرة على حلق الرأس والتقصير.
هذا، ويواصل غداً ضيوف الرحمن رمى جمرات العقبة تأسيا بالنبى صلى الله عليه وسلم.