"التحرش" ظاهرة تشغل جميع المجتمعات وحظيت باهتمام مكثف فى الفترة الأخيرة وسلط كثير من وسائل الإعلام الضوء على تلك الظاهرة ليست فى المنطقة العربية فحسب بل عبر العالم، بعد أن أزاحت الغطاء عن العديد من الفضائح الجنسية للمشاهير فى عالم الفن والسياسة، وأسقطت الكثير من الأقنعة عن مرتكبى هذه الجريمة الذين لاحقتهم قضايا التحرش من قبل ضحاياهم.
ترامب
بدأت حملة "مي تو" العالمية المناهضة للتحرش الجنسي مؤخرا، بعد اتهام المنتج السينمائي “هارفي وينستين” 65 عاما، بالتحرش جنسيا بأكثر من 60 امرأة في هوليوود، فى شهر أكتوبر عام 2017، وهى الفضيحة التي كشفت عنها صحيفتي “نيويورك تايمز” و”ذا نيويوركر”.
وشملت قائمة ضحايا هارفي وينستين العديد من الممثلات الأمريكيات، من أبرزهن المكسيكية “سلمى حايك”، و”روز ماكجوان”.
هارفي-وينستين
اتهامات للرئيس الأمريكى
طالت الاتهامات الرئيس الأميكى دونالد ترامب حيث سردت ثلاث نساء شهاداتهن وكيف تحرش بهن الرئيس وطالبن الكونجرس بفتح تحقيق فى قضاياهن.
وسبق أن أدلت النساء اللواتى تراوحت أعمارهن بين 30 وأكثر من 70 عاماً بشهاداتهن أثناء الحملة الرئاسية الأمريكية فى 2016. والتى سارع البيت الأبيض إلى اعتبارها "اتهامات غير صحيحة".
ترامب والنساء
وروت ريتشل كروكس التى كانت فى سن الـ22 في 2005 كيف تحرش بها الرئيس الأمريكي عندما كانت موظفة استقبال في "برج ترامب". وأوضحت أنها شعرت "أنها مهددة إلى حد ما"، مثلما لو أنه "لم يكن أمامها من خيار آخر".
وقالت: "أطالب لذلك أعضاء الكونجرس بوضع انتماءاتهم السياسية جانباً، والتحقيق فى تاريخ ترامب فى الإساءات الجنسية"، من جهتها قالت غيسيكا ليدز إن ترامب تحرش بها فى طائرة في السبعينات. وروت سمانثا هولفي التي شاركت في مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة التي ينظمها ثري العقارات ترامب، إنه كان "يزور المرشحات فى الكواليس وينظر إليهن".
وطالبت أكثر من 50 مشرعة ديمقراطية بمجلس النواب الأمريكى الكونجرس يوم الاثنين بإجراء تحقيق فى شكاوى التحرش الجنسى التى تقدمت بها عدة نساء ضد الرئيس دونالد ترامب. وفقا لرويترز.
والنساء أيضا متحرشات..
ماريا كارى
ولا تخلو قائمة المتهمين بالتحرش من النساء، حيث تواجه المغنية الأمريكية “ماريا كارى” 47 عاما، اتهاما بالتحرش الجنسي بحارسها الشخصي السابق الذي قال إنها “كانت تقوم بسلوكيات جنسية لأجل لفت انتباهه”.
وقال إن “ماريا” سألته خلال إحدى الرحلات أن يأتي إلى غرفتها لأجل أخذ حقائب لها، لكن عندما وصل هناك وجدها ترتدى قميص نوم شفاف.
أما كيفن سبيسى اتهم بالتحرش بطفل، حيث اتهمه الممثل أنتوني راب بالتحرش به عام 1986، عندما كان يعمل مغني راب، ويبلغ من العمر 14 عاما.
وقال سبيسي، إنه لا يذكر الواقعة وقدم اعتذارا لكن الأصوات ارتفعت في هوليوود بضرورة معاقبته، وكان أول رد فعل هو رفع دوره من فيلم “أوول ذا موني إن ذا وورلد”، بعد أن اكتمل تصويره، وإعادته بممثل آخر.
كيفن-سبيسي
نفس الاتهامات لاحقت "بن أفليك" 45 عاما، وفي مقدمتها اتهام الممثلة “هيلاري بورتون” التي اتهمته بالتحرش بها قبل 14 عاما، كما واجه الممثل الحاصل على الأوسكار اتهامات أخرى من نجمات وعاملات فى صناعة السينما.
بن أفليك
واتهمت امرأة النجم الأمريكى الشهير “مايكل دوجلاس” الذى يبلغ من العمر 73 عاما، بفعل تصرفات مخلة بالآداب، وقالت إنه تحرش بها لفظيا مرارا، وأتى بفعل غير لائق أمامها، عندما كانت تعمل لديه فى الثمانينات.
وقالت السيدة إن "دوجلاس" استخدم مرارا ألفاظا خارجة، ومارس فعلا مخلا بالآداب أمامها خلال اجتماع عمل فى شقته فى نيويورك عام 1989.
مايكل-دوجلاس
كما اتهمت الابنة بالتبني لـ”وودي ألن”، 82 عاما، المخرج السينمائي الشهير بالتحرش بها قبل أكثر من 25 عاما، وقالت إنه لمس مناطق حساسة من جسدها، عندما كانت فى السابعة من العمر، ونفى ألن مرارا الاتهام الذي وجه إليه في بادئ الأمر عام 1992.
ألن
وجاء الممثل الأمريكى الشهير داستن هوفمان ضمن قائمة المتحرشين حيث اتهمته امرأة بالتحرش بها جنسيا عندما كانت متدربة مراهقة فى موقع تصوير فيلمه التلفزيوني “ديث أوف إيه سيلزمان” عام 1985.
واعتذر الممثل في بيان له عن ذلك التصرف وقال إنه يحترم النساء وأن ذلك التصرف “لا يعبر عنه”.
داستن-هوفمان
ومن جانب آخر اعتقل المخرج البولندي “رومان بولانسكي”، الذى يبلغ من العمر 84 عاما، في الولايات المتحدة الأمريكية بتهمة اغتصاب قاصر بعد تخديرها عام 1977، وهو الأمر الذى اعترف به المخرج الحاصل على الأوسكار، غير أنه هرب من الولايات المتحدة إلى أوروبا، وظل ملاحقا قضائيا ولم يتمكن من دخول الأراضى الأمريكية مرة أخرى.
رومان-بولانسكي
وواجه “بيل كوسبي” 80 عاما، وصاحب مسلسل “عرض كوسبي” الشهير، وهو واحد من أنجح المسلسلات الكوميدية في ثمانينيات القرن الماضي، اتهامات جنسية في السنوات الأخيرة، بالاغتصاب والاعتداء الجنسي، من قبل خمسين امرأة وما زال القضاء الأمريكي ينظر في هذه القضايا.
"الاوسكار" تضع قواعد
وافقت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية، التى تمنح جوائز الأوسكار، على تطبيق معايير سلوك لأعضائها، وكانت الأكاديمية قد صوتت على فصل المنتج السينمائي هارفي وينستين في أكتوبر، بعد العديد من المزاعم بتورطه فى اعتداءات جنسية، وقالت المديرة التنفيذية للأكاديمية، دون هدسون، للأعضاء أنه لا يوجد مكان لأولئك الذين يسيئون استخدام سلطتهم ومكانتهم.
المديرة التنفيذية لأكاديمية الاسكار
أرسلت هدسون لأعضاء الأكاديمية رسالة تتضمن معايير السلوك، وجرى نشرها على نطاق واسع، وقد وضعت المبادئ التوجيهية من قبل فريق عمل، بقيادة ديفيد روبين، الذي يقدم جوائز الأوسكار.
وعمل الفريق مع خبراء في التحرش الجنسي وأساتذة الأخلاق والأعمال والقانون بالجامعات الأمريكية الكبرى، وشاركت أكاديمية التلفزيون، التي تقدم جوائز إيمي، وبافتا أيضا في المناقشات مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.
وأرسلت هدسون لجميع الأعضاء بريدا الكترونيا يوم الأربعاء قالت فيه: "عضوية الأكاديمية هي امتياز لم يمُنح إلا لعدد قليل داخل المجتمع العالمي من السينمائيين"، وأضافت: "بالإضافة إلى تحقيق التميز في مجال الفنون السينمائية والعلوم، يجب على الأعضاء أيضا أن يتصرفوا بطريقة أخلاقية من خلال التمسك بقيم الأكاديمية المتمثلة في احترام الكرامة الإنسانية، وتقبل الآخر، وخق بيئة داعمة تعزز الإبداع."
وتابعت: "ليس هناك مكان في الأكاديمية للأشخاص الذين يسيئون استغلال مركزهم أو سلطتهم أو نفوذهم بطريقة تنتهك المعايير الأخلاقية المعترف بها"، ويمكن تعليق عضوية أو فصل كل من ينتهك المعايير أو يتنازل عن "نزاهة الأكاديمية عن طريق أفعاله".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة