بعد أقل من ثلاثة أشهر، يشهد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أول اختبار حقيقى على رئاسته مع إجراء انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة. ورغم أن هذه الانتخابات لا تحظى عادة بنفس القدر من الاهتمام الدولى الذى يحظى به السباق الرئاسى، إلا أن هذا لا ينفى مدى أهمية التصويت على الصعيد الداخلى الأمريكى وانعكاسه بالتأكيد على بعض قرارات السياسة الخارجية المهمة.
ومنذ عقود طويلة، لم يكن لانتخابات التجديد النصفى هذا القدر الكبير من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه من نتائج، وذلك لأن العامين الماضيين شهدا فى ظل حكم ترامب الكثير من العواصف والجدل والأزمات. وبذلك تصبح الانتخابات المقبلة أشبه باستفتاء على ترامب الذى تحوم شعبيته حول 40%، وهى نسبة ضئيلة لرئيس لم يكمل عامه الثانى بعد فى الحكم.
ولو استطاع الحزب الجمهورى الاحتفاظ بأغلبيته فى مجلسى الشيوخ والنواب، فسيفسر هذا على أن رضا من الشعب الأمريكى عن نهج ترامب وسيدفعه للمضى قدما فيه، لكن لو تمكن الديمقراطيون من تحقيق انتصارات جديدة، فقد يدفع هذا الرئيس لمراجعة سياسته.
وستأتى تلك الانتخابات أيضا فى الوقت الذى يترقب فيه الأمريكيون إعلان المحقق الخاص روبرت مولر عن نتائج تحقيقاته بشأن التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية عام 2016، وما إذا كان هناك تواطؤ من حملة ترامب مع الروس وهل سعى الرئيس لعرقلة سير العدالة، ومن المرجح أن تكون نتائج تلك التحقيق ذات تأثير ملموس على تصويت الأمريكيين فى نوفمبر المقبل.
فى السطور التالية، نستعرض أبرز ما يتعلق بهذه الانتخابات المقررة فى الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، ومداها ومؤشراتها وحظوظ الجمهوريين والديمقراطيين فيها.
انتخابات الكونجرس:
ستوجه الناخبون الأمريكيون إلى مراكز الاقتراع فى السادس من نوفمبر لاختيار كافة أعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435 إلى جانب اختيار 34 من أعضاء مجلس الشيوخ من إجمالى 100، وعلى العكس من الانتخابات الرئاسية التى تستخدم أصوات المجمع الانتخابى لتحديد من يدخل البيت الأبيض، فإن انتخابات الكونجرس تعتمد على التصويت المباشر.
يخدم أعضاء مجلس النواب فترات كل واحدة مدتها عامين، وهو ما يعنى أن كل النواب يتم انتخابهم فى التجديد النصفى وفى الانتخابات الرئاسية.. يحدد عدد النواب عن كل ولاية وفقا لعدد سكانها. ولكى يصبح الشخص مؤهلا لانتخابه بمجلس النواب، يجب ألا يقل عمره عن 25 عاما وأن يكون مواطنا أمريكيا لسبع سنوات على الأقل ويعيش فى الولاية التى يريد تمثيلها.
أما أعضاء مجلس الشيوخ فيخدمون لفترات متداخلة تبلغ مدة الواحدة سبع سنوات. يتم انتخاب ثلث أعضاء مجلس الشيوخ خلال كل انتخابات نصفية وكل انتخابات رئاسية، ويبلغ أعضاء مجلس الشيوخ 100، عضوين عن كل ولاية. ويجب ألا يقل عمر المرشح عن 30 عاما وأن يكون مواطنا أمريكيا لتسع سنوات على الأقل ويعيش فى الولاية التى يريد أن يمثلها.
فرص الديمقراطيين فى الانتخابات:
ويأمل الجمهوريون أن يواصلوا هيمنتهم على المجلسين. لكن المخاطر كبيرة للغاية للرئيس ترامب حيث أن فوز الديمقراطيين فى كلا المجلسين يمكن أن يمنح حزبهم سلطة فتح تحقيقات فى العديد من الجوانب الخاصة بإدارته.
وعادة ما يخسر حزب الرئيس مقاعد فى الانتخابات النصفية، لكن الديمقراطيون يواجهون معركة شاقة هذا العام فى مجلسى الكونجرس:
ففى مجلس النواب: يحتاج الديمقراطيون إلى 24 مقعدا إضافية من أجل أن تكون لهم الأغلبية. ويشير التاريخ إلى أن الجمهوريين سيواجهون صعوبة فى الحفاظ على أغلبيتهم.
وفى مجلس الشيوخ: يدافع الديمقراطيون عن 26 مقعد من الـ 43 التى سيجرى الانتخابات عليها، ويحتاجون إلى مقعدين إضافيين للفوز بالأغلبية. لكن المشكلة التى تواجههم أن أغلب المقاعد التى يسعون للدفاع منها فى ولايات استطاع ترامب أن يحقق نصر انتخابيا كبير ا فيها فى السباق الرئاسى عام 2016.
انتخابات حكام الولايات:
وتشمل الانتخابات أيضاا ختيار 36 من حكام الولايات وثلاث مناطق أمريكية. ومن أبرز الولايات التى ستشهد انتخابات لاختيار حاكمها هذا العام أوهايو وميتشيجان وبنسلفانيا وفلوريدا.
وفى الوقت الراهن، يشغل جمهوريون 33 من إجمالى 50 منصبا لحكام الولايات، ويسيطرون على أغلب مجالسها التشريعية. ومن بين 36 ولاية تشهد انتخابات الحكام، 23 منها جمهوريون يسعون للدفاع عن مناصبهم وإعادة انتخابهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة