الحوثيون يحتجزون اليمنيين المسافرين
فى صنعاء لقضاء العيد
الأهالى يستبدلون الأضاحى بالبيض والبؤس يعلو وجوه الأطفال
محافظ تعز: نجحنا فى استلام عدد من المواقع الاستراتيجية وعازمون على الخروج من المحنة
أطفال الحروب علت ضحكاتهم على أصوات المدافع، فوسط قصف الهاون والكاتيوشا وطلقات الرصاص ومعاناة دامت أربع سنوات، استقبل اليمنيون أطفالا وكبارا عيد الأضحى المبارك، للعيد فرحته ومذاقه الخاص يشعر به الكبير، وينتظره الصغير بأبرز سماته العيدية، وملابس العيد وذبح الأضاحى.
وبينما يحتفل أطفال المسلمين فى أنحاء العالم بالعيد، هناك جزء منهم العيد بالنسبة لهم مجرد كلمة، فهم يعانون ظروف قاسية تحت القصف أو منهم المهاجرين الذين أجبروا على ترك اهلهم ومنازلهم، إنها مأساة تقرأ تفاصيلها فى معالم وجه طفل، وهو يسمع المارة يتحدثون عن العيد دون أن يجد معالمه، ورغم ذلك يقاومون ويحاولون أن يعيشوا أجواء العيد بأقل القليل ولساعات معدودات.
يتحدث المواطنون بغصة وألم عن "العيد" وظروفهم غير المسبوقة طوال حياتهم، ويرددون السؤال: أى عيد وأى فرحة فى ظل ما نعانيه .. أى عيد والقلب جريح؟!..
ضحكة الأطفال تعلو صوت المدافع
قصف أثناء احتفالات العيد
تعز تحتفل تحت قصف الحوثيين
لم تستسلم تعز الصامدة تحت الحصار منذ أكثر من ثلاث سنوات، فحاولت أن تشعر مواطنيها بأجواء العيد قدر ما استطاعت، فافتتحت منتزه قلعة القاهرة وسط المدينة، وتم تفعيله فى عيد الأضحى لأول مرة بعد فترة انقطاع دام لأكثر من ثلاث سنوات بين القصف والدمار، ولا زالت قلعة القاهرة من بعض الأجزاء معرضة للقصف، وبادر اليمنيون بالذهاب للقلعة بعد تطويرها وتجهيزها لاستقبال الأضحى هذا العام .
تعز تقاوم الحصار
وقد افتتح وكيل محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي القلعة القاهرة ودشن فيها أولى مهرجانات العيد وسط حضور واسع من أبناء محافظة تعز، بعد تسليمها للجنة الرئاسية لتهيئتها لاستقبال الزوار وأبناء المحافظة واحتضان احتفالاتهم بالعيد .
افتتاح قلعة تعز بعد غلقها 3 سنوات
من جانبه، أكد المحامى نجيب القحطانى أن أكثر من 200 عامل تم توزيعهم للعمل على تجهيز قلعة القاهرة وباحاتها، بذلوا جل جهدهم صباحاً ومساء، كل ذلك من أجل أبناء تعز، حتى يقضون أيام عيد سعيدة في قلعتهم الشامخة والصامدة كصمود أبنائها ، قلعة القاهرة .
ضحكة الاطفال تهزم مدافع الحوثى
وعن العيد فى تعز قال المحامى نجيب قحطانى، لليوم السابع، إن هناك بعض الأسر تذبح الأضحية، وهناك رجال خير يذبحون أضاحى ويوزعون للفقراء والمحتاجين، لا تزال قذائف الحوثى تصل إلى كل منطقة فى تعز، ومع ذلك تأبى تعز، إلا أن تحتفل رغم القصف غير آبهة لقذائف الحوثيين، وللموت الذى يتم تصديره لهم من أطراف المدينة.
أبسط مظاهر الاحتفال بالعيد
أضاف أحمد المحمودى من أبناء تعز: اليوم شعر الأطفال بفرحة العيد، خاصة أنه بعد افتتاح قلعة القاهرة بعد 3 أعوام من غلقها، وأيضا حديقة سيتى التى تم افتتاحها فى عيد الفطر، وبعض مجموعات الشباب قامت برمى البالونات من أعلى الأسطح في ساحة الحرية بتعز للترويح من نفسية الأطفال المتعبة، وبعض البنات رسمن الحنة على أيديهن، وفى الوقت نفسه استشهد شخصين فى قصف للحوثى، عقب أداء صلاة العيد التى شارك فيها النساء أيضا، حيث تجمعن فى ساحة الحرية ، فاختلطت الفرحة بالدماء لكن نحاول التغلب على مآسى الحرب وظلم الحوثى لأن أهل تعز صامدون وسيظلوا هكذا.
أهل تعز يتجمعون فى محاولة لاختلاس لحظات فرحة
أما دليلة عبده ـ إحدى نساء تعز ـ فقالت :" إيش من عيد والقلب جريح ، أنا مبتورة القدمين لأننى أصبت فى لغم وأنا فى الطريق، و نحن نازحون من قرية الشقب التابعة لمحافظة تعز والتى تدور فيها معارك مع الحوثى، وليس لدينا قوت يومنا ولا نستطيع الخروج من منزلنا ، والجهال "الأطفال" من دون كسوة ، فأين فرحة العيد اننا لا نميز الأيام من بعضها فأصبحت الأيام متشابهة وننتظر الفرج والنصر"
طفلة يمنية يوم العيد
عازمون على الانتصار
من جانبه، هنأ محافظ تعز، الدكتور أمين محمود أهل اليمن وتعز بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ، وأكد استمرا بذل الجهود لاستكمال تحرير المحافظة وترسيخ الأمن والاستقرار وتأهيل وتفعيل المؤسسات وتطبيع مظاهر الحياة العامة، مؤكدا أنه رغم كل الملفات الشائكة لمحافظة تعز، إلا أنه تم استلام عدد من المواقع الاستراتيجية من قبل الوحدات العسكرية، وتم تجهيز بعض هذه المرافق كمزارات سياحية وترفيهية لأبناء المدينة، وعلى رأسها قلعة القاهرة التاريخية، ومجمع نادي تعز السياحى، وإقامة مهرجانات فيها، سعياً منا لإعادة البسمة والبهجة إلى قلوب ووجوه أبناء محافظتنا ، وفلذات أكبادنا الأطفال على وجه الخصوص .
مسئولو المحافظة يتفقفدون التجهيزات داخل القلعة
أضاف المحافظ،"إننا نعمل بكل جد على ترميم وتأهيل الشوارع وإصلاح منظومة الصرف الصحي ، وشرعنا في ترميم الشوارع ، وتهيئتها للعابرين ، ولما فيه خدمة وراحة وطمأنينة وسلامة مواطنينا ، كما نعمل في ذات الوقت ، على استكمال أعمال الترميم ، وتمكنا من ترميم عدد كبير من المرافق الخدمية والتعليمية على وجه الخصوص ، وتفعيل عمل المؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية والقضائية والأمنية سعياً الى بسط حضور الدولة وتسهيل أمور الناس وحل قضاياهم"، مشددا على عزم تعز على الخروج من محنتها.
الحوثى يحتجز أسر بصنعاء
ومن "تعز" إلى صنعاء يعانى اليمنيون فى أيام الأضحى معاناة تختلف أركانها فإلى جانب تضاعف المعاناة من الأوبئة والأمراض التى خلفها حصار الحوثى، منعت أيضا الميليشيا وصول عدد من الأسر المسافرة من صنعاء إلى مأرب، لقضاء العيد مع ذويهم.
وقالت مصادر يمنية، إن ميليشيا الحوثي في نقطة"أبو عاصم" برداع ـ تحتجز عشرات الأسر القادمة من صنعاء، في الطريق، غير سامحة لهم بالتوجه إلى مأرب.
طفلتان من اليمن
وقالت المصادر، إن الأسر لا تزال عالقة في الطريق وسط تعنت المليشيا التي تطلب منهم العودة من أماكن قدومهم أو المكوث في الخط.
وتواصل حواجز تفتيش الميليشيا انتهاكاتها بحق المدنيين، غير آبهة بالأعراف والتقاليد الاجتماعية، التي تجرم عدم التعرض للمسافرين والنساء الأطفال.
محافظ تعز
وعن الأضاحى قال أحد الموظفين بصنعاء، لـ"اليوم السابع"، والذى طلب عدم كتابة اسمه كاملا خوفا من الحوثيين، أنا موظف ولى سنين لا أتقاضى راتبا فالحوثى يستولى على كل شئ ، أبنائى يحتاجون كل شئ لا أستطيع أوفر لهم احتياجاتهم ، لدرجة أننى كرهت دخولى للمنزل حتى لا أرى الحرمان فى عيونهم، نحن نشعر بالعجز ، وعيدنا الحقيقى هو يوم انتصارنا ".
أضاف جمال أن أجواء العيد تكاد تكون معدومة في صنعاء، فالبؤس و الألم تراه يعتلى محيا الناس، فى ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنونى، وتوقف صرف الرواتب منذ ما يقارب عامين.
البيض بدلاً عن الأضاحى
وأضاف جمال، إن الوضع سيئ، غابت بهجة وأجواء وملامح ..الكبير والصغير يعيش على الفتات والأهالى عجزوا عن كسوة أبنائهم ، الحدائق نادرة ..لم يستطيع أحد الخروج من المنزل لضيق ذات اليد فالعيد أصبح عبء على رب الأسرة خصوصاً مع استمرار وقف صرف الرواتب وارتفاع الاسعار بشكل جنونى، "الحبة البيض" بخمسين وهذا بدل من الأضاحى، لنا سنتين ما عاد أبسرنا فلس، هذه السنة ضحينا بالبيض فى ظل تحكم الحوثى فى كل مصادر دخلنا ".
قصف حوثى فى أول أيام العيد
أما "خديجة" فتقول :"بحثت عن سلع أسعارها مناسبة حتى أوفى لأولادى بمتطلبات العيد لكن للأسف لم أجد..الحوثى يبيع كل شئ فى السوق السوداء أسطوانة الغاز وصلت 7000 ريال ما يوازى "28 دولار أمريكى" تقريبا.
أضافت :"الكثير من الأسر لم يخرجوا من المنازل على أمل أن يحصلوا على كسوة لأطفالهم من فاعلي الخير أو من الجمعيات الخيرية، وفى العموم يلجأ الأهالى لسوق الحراج للملابس المستعملة حينما يريدون كسوة اطفالهم.
تجمع نساء فى ساحة الحرية
قلعة القاهرة وسط تعز متنفس اليمنيين فى العيد
وقال أحد التجار بصنعاء، إن حركة البيع والشراء تكون تكون منعدمة بسبب ارتفاع الأسعار، وهذا يعود لارتفاع صرف العملات الأجنبية مقابل الريال، وأيضا نحاول تعويض خسائرنا نتيجة إجبار الحوثي لنا على دفع إتاوات باهظة".