قرأت لك.. "كشك وعدوية.. أيام الوعظ والسلطنة" لـ محمد الباز ثنائية الفن والدعوى

الخميس، 23 أغسطس 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "كشك وعدوية.. أيام الوعظ والسلطنة" لـ محمد الباز ثنائية الفن والدعوى غلاف الكتاب
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثا عن مؤسسة بتانة الثقافية، أحدث أعمال الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، كتاب "كشك وعدوية: أيام الوعظ والسلطنة".
 
ويرصد الدكتور محمد الباز خلال فصول الكتاب رحلة الشيخ كشك والمطرب أحمد عدوية، والتى يصفها برحلة الشقاء، ويتعرض للكثير من المواقف فى حياة الشيخ والمغنى والعوامل والظروف والملابسات التى أدت إلى صعودهما، كما يخوض الكتاب داخل تفاصيل رحلة الشقاء التى عاصرت كشك وعدوية واعتصرتهما، كان طبيعيا جدا أن تصل بهما إلى المجد، وهو ما جرى، ولأن للمجد طريقا لا بد أن يسلكه أصحابه، فقد سار فيه الشيخ والمغنى كل على طريقته.
 
وكيف لم يحصل عدوية مقابل ألبومه الأول الذى حمل اسم أغنيته "السح الدح امبو" إلا على خمسين جنيها فقط، لكن يبدو أنها كانت خمسين جنيها سحرية، فقد فتحت عليه أبواب السماء بالمال، للدرجة التى لم يكن يعرف بالتحديد ماذا لديه من أموال.
 
وعن أجواء الشهرة التى عاشها عدوية، فقبل "السح الدح امبو" كان عدوية معروفا فى الملاهى الليلية فى شارع الهرم، لكنه لم يكن نجما بما يكفى، وبعدها صار النجم الأول، الذى ينتظره الجميع ويسعون إليه أينما حل أو رحل، بل كان غناؤه فى أفراح الكبار حلما يراودهم، يتحاكون به وعنه، وأصبح عدوية مليونيرا ليس بحسبة المال فقط، ولكن بحسبة التوزيع فى سوق الكاسيت الذى كان راكدا قبله، وبحسبة الذين يستمعون إليه فى الكباريهات.
 
ويشير المؤلف إلى أن عدوية كان ظاهرة لافتة، فقد أجمعت الإحصائيات أكثر من مرة- طبقا لما نشرته مجلة الموعد عدد ١٥ فبراير ١٩٧٩- على أن أشرطة كاسيت أحمد عدوية هى الأكثر رواجا فى الأسواق، بل قالت إحدى الإحصائيات بمبالغة، أو دون مبالغة، إن عدد أشرطة الكاسيت التى بيعت لأغانيه زادت على المليون ومائتى ألف شريط، لدرجة أن الشركة التى احتكرت تسجيل أغانيه، فتحت له حسابا جاريا يحصل بمقتضاه على المبلغ الذى يحتاجه، فى أى وقت يشاء.
 
ويربط الكاتب بين عالمين مختلفين هو عالم الطرب الشعبى وبطله عدوية، وعالم الدعوى وبطلها الشيخ كشك، ففى الوقت الذى كان عدوية قبل أن يدخل الإذاعة، كان الشيخ كشك أيضا، فقد صعد منابر القاهرة عبر الجمعية الشرعية، لكنه كان يبحث عن الشرعية الحقيقية، بأن يعمل فى وزارة الأوقاف.
 
كان الشيخ قد التحق بقسم تخصص التدريس فى كلية أصول الدين، وكان هذا القسم عبارة عن دراسة للعلوم التربوية كسيكولوجية الطفولة والمراهقة وأساسيات التربية وطرق التدريس والصحة النفسية، وبعد التخرج أعلن مكتب العمل عن وظائف للخريجين، وكان على كل خريج أن يشترى استمارة ويكتب فيها رغباته بالعمل الذى يريده.
 
رغب كشك فى أن يعمل مدرسًا بالأزهر، أو معيدًا بكلية أصول الدين فقد كان ترتيبه، كما يقول، الأول، لكن كما يقول هو فى مذكراته: لكن إرادة الله- والخير كله فى إرادته- أن أعمل إمامًا وخطيبًا. هل لى أن أثبت هنا شيئًا ولو بشكل عابر؟
 
ويستعين "الباز" بما ذكره الشيخ كشك فى مذكراته الرسمية، ليرد على من قالوا إنه تم تعيينه بالفعل معيدا فى كلية أصول الدين، لكنه تركها بعد المحاضرة الأولى، حتى يحقق حلمه بالصعود إلى المنابر، فى إشارة إلى أنه قام بتضحية عظيمة من أجل رسالته التى وهب نفسه لها، رغم أن ما جرى فعليا أنه لم يقترب ولو ليوم واحد من حلمه بأن يكون معيدا فى الجامعة، استقبل كشك تعيينه إمامًا وخطيبًا بمساجد الأوقاف استقبال الراضى القانع، لكن كان هناك ما ينتظره من القلق.
 
ويكشف "الباز" جانب من شخصية "كشك" العنيدة، كان كل إمام يعين فى محافظته، بما يعنى أنه سيذهب إلى دمنهور بالبحيرة، لكن ولأنه كان يسكن فى القاهرة، رد على مدير الدعوة بالوزارة عندما سأله: فى أى الأماكن تريد أن تعمل؟ بأنه يريد القاهرة، رد مدير الدعوة كان صاعقا، قال له: أرأيت كف يدك؟ فقال كشك: نعم، فرد عليه: لو نبت فيه شعر فسوف تعين فى القاهرة، لكن الشيخ العنيد قال له: بإذن الله سوف أعين فى القاهرة.
 
قبل أن ينصرف من الوزارة وجد ساعيًا بها ينادى عليه، ويخبره بأنه يصلى خلفه فى المسجد الذى يخطب به بحى الشرابية، وأنه عرف مشكلته، ووعده بأن يتدخل لحلها، وطلب منه فقط أن يقرأ سورة يس لتلحقه بركاتها، ثم عاد كشك إلى الوزارة فى اليوم التالى، ليجد مدير الدعوة يسأله: لماذا تريد التعيين فى القاهرة؟ فشرح له ظروفه، وتشفع لديه بأنه الأول على دفعته ومن حقه أن يختار المكان الذى يعمل فيه.
 
وافق مدير الدعوة على تعيين الشيخ فى القاهرة، وتحديدًا فى مسجد الطيبى القريب من مسجد السيدة زينب، وقبل أن ينصرف، سأله الساعى عن مسعاه وما جرى فيه، فرد كشك: "بعون من الله عينت فى القاهرة ولم ينبت فى كفى شعر".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة