من المعروف أنه لا يوجد نظام ملاحة GPS فى الفضاء الخارجى، لذا فإذا ما ضاع رائد فضاء على القمر أو فى المريخ فقد لا يعرفون الاتجاهات فى النهاية، وهو الأمر الذى دفع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" للتعاون مع شركة إنتل من خلال تطوير نظام ذكاء اصطناعى قادر على حل هذه المشكلة ومعرفة الاتجاهات فى الفضاء.
ووفقا لما نشره موقع TNW الهولندى، فإن مختبر ناسا للتطوير الحدودى (FDL)، قد اختتم مؤخرا برنامجه الصيفى الذى استمر لمدة 8 أسابيع، والذى ضم 9 فرق تعمل على حل المشاكل الأساسية للسفر للفضاء، والاستعمار خارج كوكب الأرض، وكان هدف هذا البرنامج معالجة هذه الفجوات المعرفية المحددة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى.
وقد غطى هذا البرنامج البحث عن الكواكب الخارجية، وإرسال مسبار لمراقبة الشمس عن قرب، ومواضيع أخرى تهم رواد الفضاء الحاليين والمستقبليين، فيما ركز عرضان داخل البرنامج التدريبى على مشكلة الملاحة خارج الأرض لكل من البشر والروبوتات، وكيف يمكننا أخيرًا معالجتها باستخدام تقنيات التعلم العميق الحديثة.
وقد تعامل الأول مع مشكلة تحديد الموقع على القمر، حيث يكون من السهل نسبياً معرفة مكان وجودك على الأرض وذلك باستخدام خريطة قديمة أو تطبيق، أو نظام تحديد المواقع، أو البحث عن المعالم المرئية، أو السير فى اتجاه واحد حتى نصل إلى الماء، أو نسأل شخصًا ما عن الاتجاهات، الأمر مختلف على القمر، حيث يبدو كل شيء على مستوى سطح القمر متشابه.
إذ تمكن الباحوين أندرو تشونغ، فيليب لودفيج، روس بوتر، وبنجامين من تطوير نظامًا لمحاكاة سطح القمر ومقارنة المحاكاة بالبيئة المحلية، حيث يعلمون تقنية الذكاء الاصطناعى ما يبدو عليه القمر بإطعامه ملايين الصور ثم يستخدمون شبكة عصبية لإنشاء قمر افتراضي.
ومن الناحية النظرية، سيكون الشخص الذى يقف على سطح القمر قادراً على معرفة موقعه عن طريق التقاط صور لبيئته المحيطة، وأن يقارن الذكاء الاصطناعى بين الصور الحقيقية والمحاكاة، أما الفريق الثانى فيعمل على مشكلة بناء القواعد الخاصة بسكان الأرض على أى كوكب آخر أو قمر.