فى إطار تواطئ إمارة قطر الداعمة للإرهاب والتطرف فى المنطقة العربية مع دولة الاحتلال الإسرائيلى لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير "صفقة القرن" الأمريكية المشبوهة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن لقاء سرى تم بين وزير خارجية الدوحة محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، ووزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان، فى نهاية شهر يونيو الماضى.
وقال موقع "واللا" الإخبارى الإسرائيلى، إن وزير الدفاع الإسرائيلى الذى هدد فى الماضى بالقضاء على إسماعيل هنية القيادى البارز فى حركة حماس فى غضون 24 ساعة، التقى فى نهاية يونيو الماضى مع وزير خارجية دولة قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، التى تشكل الداعم الأكبر لحماس.
وزير خارجية قطر
اللقاء السرى الذى تم بين المسئولين الإسرائيلى والقطرى، يؤكد أن الطرح الإسرائيلى لإقامة دولة فى غزة منفصلة عن الضفة الغربية وتعميق الانقسام الفلسطينى – الفلسطينى، لا يجد صدى سوى فى الدوحة، حيث يعمل تنظيم "الحمدين" الحاكم على دعم الفصائل المتطرفة فى القطاع من أجل تحقيق هذا الهدف من خلال دعم وتمويل تلك الجماعات بحجة إعادة إعمار غزة.
وتسألت مراسلة الموقع الإسرائيلى فى قبرص طال شيلو، عن مدى التنسيق الكبير بين إسرائيل وقطر خلال الأيام الأخيرة.
وزير الخارجية القطرى
وأوضح الموقع العبرى، أن الوزير القطرى، محمد آل ثانى، قضى فى قبرص 24 ساعة، خلال ذروة جولات دولية له بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أنه وفق سجلات الرحلات الجوية أتضح أنه زار قبرص فى الوقت ذاته الذى كان ليبرمان فيها أيضا.
وكان قد نُشر فى الماضى أن ليبرمان التقى المبعوث القطرى محمد العمادى، ولكن اتضح الآن أن اللقاء كان بين مسؤولين أكبر.
رحلة وزير خارجية قطر من قبرص لأمريكا
وتعمل الدوحة على تنفيذ أجندة "المشروع الصهيونى" على الأراضى الفلسطينية المحتلة، حيث أن إلغاء حق عودة فلسطينيى الشتات لم يوافق عليه من العرب سوا "تنظيم الحمدين" الذى يعمل على تعميق الانقسام ويحاول إيجاد موطئ قدم له فى غزة من خلال مساعيه المزعومة بالعثور على حل للأزمة فى القطاع، وذلك من خلال علاقاته الجيدة مع تل أبيب واستثمار ملايين الدولارات فى القطاع.
وكان قد كشف المحلل الإسرائيلى باراك رافيد، فى صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أنه خلال زيارة ليبرمان إلى قبرص فى يونيو الماضى ، التقى مع المبعوث القطرى لقطاع غزة ، محمد العمادى ، ولكن وفقا لمسؤول إسرائيلى ، كان اجتماع ليبرمان فى الواقع شخصية قطرية على أعلى مستوى.
وأشار الموقع الإسرائيلى إلى أن قطر الأكثر عداء لدول الخليج، والراعية للإرهاب والداعمة لإيران وحماس وجماعة الإخوان الإرهابية، تسعى لأخذ دورا نشطا فى الجهود التنظيمية الدولية فى قطاع غزة، كما تسعى لللعب دورا فى إدارة خطة السلام المستقبلية التى خطط تلها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المعروفة باسم "صفقة القرن".
وتعود العلاقات الإسرائيلية – القطرية المشبوهة ، لسنوات طويلة، حيث اجتمع وزراء خارجية إسرائيل السابقين تسيبى ليفنى وسيلفان شالوم مع كبار المسئولين القطريين علنا، منذ عام 2000 وبعد عملية "الرصاص المصبوب" تدهورت العلاقة بدرجة خفيفة وأصبحت اللقاءات بين مسئولى البلدين تتم بشكل سرى وليس علنى.
ودائما تحاول الدوحة التوسط بين اسرائيل وحماس بشأن قضية الأسرى والمفقودين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى، ففى وقت سابق من هذا العام، حاولت قطر إنشاء مسار مفاوضات يتجاوز دور مصر بشأن التوصل لإتفاق تهدئة بين غزة وتل أبيب حيث عرضت خدماتها بالضغط على حركة حماس لإعادة أسرى جيش الاحتلال إلى تل أبيب.
وفى السنوات الأخيرة ، استثمرت قطر ما يقارب من 500 مليون دولار فى مشاريع مختلفة لإعادة تأهيل غزة وعمل المبعوث القطرى إلى قطاع غزة وإسرائيل على تطيد العلاقات مع إسرائيل من خلال عقد لقاءات مستمرة مع مسئولين بالحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال بشكل متكرر ومنتظم كما يحافظ على اتصالاته مع كبار المسؤولين فى قطاعى الدفاع والأعمال المتعلقة بغزة.
ومن بين أمور أخرى، التقى سفير تميم لدى تل أبيب بوزير التنمية الإقليمية الإسرائيلى تساحى هنجبى وغيرهما من أعضاء الكنيست ، وكان على اتصال بمسئولين فى مكتب وزير الدفاع الإسرائيلى ليبرمان.
وقالت وسائل الإعلام العبرية إن ليبرمان قضى عطلة نهاية الأسبوع فى قبرص نهاية شهر يونيو الماضى، وعقد اجتماع ثلاثى مع وزراء الدفاع القبارصة واليونانيين وقابل الرئيس القبرصى نيكوس أناستاسيدس، وعقب زيارته مباشرة تم نشر خطة لبناء ميناء بحرى عائم أمام غزة يربط القطاع بقبرص بتمويل قطرى.
وبعد أسبوعين، من زيارة ليبرمان إلى قبرص، قام العمادى بمقابلة تلفزيونية نادرة مع التلفزيون الإسرائيلى وقال "حماس واسرائيل لا تريد الحرب، وخلال ثلاث سنوات ماضية أظهرت حماس حسن نيتها ونحن نعمل على تعزيز التهدئة بينهم".
وأضاف العمادى الذى تحدث مع الصحفى الإسرائيلى جال برجر، بهيئة البث الإسرائيلية، لنحو 15 دقيقة ووصفته الهيئة الإسرائيلية بأنه "الوسيط القطرى بين حماس وإسرائيل"، أن قطر تسعى إلى تهدئة الأوضاع بين إسرائيل وحماس منذ 3 سنوات، وقد اقترحت على إسرائيل القيام بخطوات سماها "بسيطة" من أجل ضمان أمنها والهدوء على الحدود ومن ثم الانتقال إلى القضايا الأخرى على أساس حل مشكلة غزة.
وقال السفير القطرى غير المقيم فى إسرائيل، إن حماس باتت أقوى عسكريا منذ الحرب الأخيرة فى غزة عام 2014، إلا أنها لا تريد الحرب تحت قيادة يحيى السنوار، مضيفا أن إسرائيل تملك المفتاح لتحسين الأوضاع فى غزة رغم استعداد جهات دولية منها قطر تقديم المساعدة من أجل تحسين الأوضاع فى القطاع.
وفى محاولة منه لصد الأخطار التى تتعرض لها مناطق جنوب إسرائيل والخسائر الفادحة التى تواجه الحقول الزراعية بالمستوطنات اليهودية المحيطة بقطاع غزة، كشف السفير القطرى عن "صيغة قطرية" لحل مشكلة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة المنطلقة من غزة تجاه المستوطنات، وهى أن تستوعب إسرائيل 5000 عامل فلسطينى من غزة للعمل لديها فى الداخل بواسطة قطرية.
وكان قد كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن ليبرمان التقى سرا فى أحد فنادق دولة قبرص قبل شهرين بمبعوث قطر إلى غزة لمناقشة بعض الأمور الأمنية المتعلقة بالأمن القومى الإسرائيلى مع قطاع غزة، وعودة إسيرين إسرائيليين ورفات جنديين محتجزين لدى حركة "حماس".
والتقى ليبرمان بمحمد العمادى فى قبرص فى 22 يونيو الماضى، خلال زيارة للمشاركة فى قمة مع وزيرى الدفاع القبرصى واليونانى فى الجزيرة.
وفى السياق نفسه، كشفت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، كواليس إضافية متعلقة باللقاء المشبوه، مشيرة إلى أنه فى ليلة الخميس من اليوم نفسه، عرض العمادى اقتراحات قطرية لم يتم تحديدها لوقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، بالإضافة إلى حلول لمسألة الأسرى الإسرائيليين، وتعهد أيضا بتقديم نحو 350 مليون دولار لمشاريع فى غزة فى إطار أى اتفاق.
الجدير بالذكر، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، كانت قد كشفت فى 30 يوليو الماضى، تفاصيل لقاء سرى أيضا بين العمادى، ونائبة الكنيست الإسرائيلى عن حزب "الليكود" اليمينى الحاكم نافا بوكر، بأحدى فنادق مدينة القدس المحتلة.
ويسعى العمادى لبث الفتن والفرقة بين أبناء الشعب الفلسطينى وإفشال جهود المصالحة وإنهاء الإنقسام الفلسطينى، كما يعد سفير تميم للتدخل فى شئون القطاع والعمل على وضع موطئ قدم للدوحة داخل غزة من أجل بسط نفوذها فيها من خلال الفصائل والحركات الممولة من طرفها.