العيد عند جيل السبعينيات والثمانينيات ومواليد الألفينيات.. النوستاليجا للجنيه العيدية واللبس الجديد.. وأبناء الألفية الجديدة يحتفلون على "فيس بوك" ويبحثون عن سفرية للساحل وكافيه رايق

الجمعة، 24 أغسطس 2018 08:00 ص
العيد عند جيل السبعينيات والثمانينيات ومواليد الألفينيات.. النوستاليجا للجنيه العيدية واللبس الجديد.. وأبناء الألفية الجديدة يحتفلون على "فيس بوك" ويبحثون عن سفرية للساحل وكافيه رايق العيد - صورة أرشيفية
كتبت إسراء عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فرحة خاصة واستعدادات كبيرة ينتظرها كل فرد قبل الأعياد، فلن تجد فى أى دولة فى العالم شعب له طقوسه الخاصة ومميزة الملامح ، ويتم التحضير لها قبل الأعياد مثلما يفعل الشعب المصرى، ملامح تتخلل تفاصيلها الثقافة المصرية، ويبصم عليها "التاتش المصرى الأصيل لسنوات طويلة"، ولكن حتى تلك الاحتفالات طالها التغيير، فأصبحت وكأنك تنظر للأعياد فى مصر من خلال صفحتين، إحداهما بالأبيض والأسود تملأها الفرحة والبهجة والنشاط، وصفحة أخرى حديثة ملونة ولكن يغلب عليها طابع سرعة الزمن، وتغيير تفاصيله وارتدائها ثوب "الموضة".

احتفالات العيد
احتفالات العيد

فطبيعى أن تجد فجوة كبيرة بين طعم العيد بين الأجيال المختلفة فى مصر، وكأنك تقف فى منطقة وسط بين القرنين العشرين والواحد وعشرين، بين جيلين عاش أحدهما كل طقوس العيد، وفرحة ولمة العيلة، وبين جيل أصبح يسير الطريق وحيدًا باحثًا عما يريده هو فقط.

 

 

احتفالات عيد الأضحى
احتفالات عيد الأضحى

 

 فرحة عيد زمان VS معرفة العيد قبله بيوم واحد

يقدس المصريون الأعياد  فالمصرى معروف بالحرفنة فى الاحتفال بها، "كنا بنحس بريحة العيد قبل ما ييجى بشهر"، عبارة اختصر بها أحمد المسيرى صاحب الـ35 عاما مفهوم العيد لديه، فبالاستعدادات القصوى فى منزله، من تنظيف، وشراء لملابس جديدة، وشراء للأضحية وتربيتها وإطعامها كان يجد أحمد سلواه كطفل ينتظر العيد ومذاقه الخاص فى البيت المصرى، فى حين رد عليه سريعًا أحمد حسين صاحب الـ21 عاما بأن العيد يعنى له "عيدية وخروجات وأنتخة"، ولا يجد فى غير ذلك أهمية، فالوقت يمر سريعًا ولا يشغل تفكيره التحضير للعيد من عدمه، فشتان بين انتظار لأيام العيد قبل قدومه بشهر، وبين معرفة جيل الألفينات بأن العيد غدًا من التكبيرات التى ترتفع فى المساجد.

فتشعر وكأن ثغرة زمنية حدثت بين الماضى والحاضر فى مفهوم العيد لدى الأجيال، فتحول من انتظار ولهفة وشغف لكل لحظة فيه، لوقت يبحث فيه مواليد الألفية الجديدة عن التواجد مع أصدقائهم فقط.

العيدية جنيه
العيدية جنيه

عيدية زمان جنيه بس فيه البركة

"كنا بننام نحلم بالعيدية، ونتسابق نشوف مين فينا الأغنى ونشترى بيها لعب ومسدسات"، كلمات قالتها لبنى أحمد صاحبة الـ40 عاما عن ذكرياتها مع العيدية، فكانت العيدية لدى مواليد القرن العشرين بمثابة الحلوى التى تغير طعم الحياة، فكل منهم يحلم بأن يملأ حصالته بالعيدية لشراء لعب العيد من مسدسات، والبندقية الخرز، والكاميرا البلاستيكية فى كل عيد بالرغم من أنها كانت لا تتجاوز الجنيه لمواليد السبعينيات والثمانينيات، لتحدث طفرة كلية فى العيدية فتصل لدى مواليد الألفية الجديدة لـ200 جنيه بحسب ما يقول مازن أشرف، صاحب الـ20 عاما، وبالرغم من ذلك مفيهاش بركة، حيث يحصل على عيدية تصل لـ2000 جنيه فى العيد فسرعان ما تتبخر فى  الخروجات مع أصدقائه ولا يرى فيها مذاقا خاصا.

شراء ملابس العيد
شراء ملابس العيد

 

 يا بيجامة العيد أنستينا

أب يصطحب أبناءه لواحدة من المناطق لن يخرج عنها إما محال وسط البلد، أو مصر الجديدة، والتى يتفاخر مواليد السبعينيات بأن ذويهم اصطحبوهم لشراء ملابس العيد من تلك المناطق، ليعودوا للبيت حاملين ملابس العيد، وأهم شىء الحذاء الجديد الذى لم يفارق أحضان الكثيرين من أبناء هذا الجيل، لتجد تلك الفرحة اندثرت تمامًا لدى مواليد الألفية الجديدة حيث المداومة على شراء الملابس الجديدة طوال العام، وهو ما جعل بريق ملابس العيد ينطفئ لديهم، فبحسب ماتقول هند أحمد، صاحبة الـ25 عاما إنها ذات مرة بعد شراء ملابس العيد ارتدتها منذ الساعات الأولى لصباح يوم العيد وباتت بها من مدى فرحتها بذلك.

ولتجد ضيفا مهما فى مفاهيم مواليد القرن العشرين، وغائب تمامًا عن مواليد الألفية الجديدة، وهى "بيجامة العيد" التى كانت ركنًا أساسيًا فى تحضيرات العيد فى القرن العشرين، واختفت تمامًا الآن فى أولويات الأسر المصرية.

التجمع العائلى
التجمع العائلى

 

خروجات 2018
خروجات 2018

 حدائق أعياد القرن العشرين  VS مولات وكافيهات 2018

حقيبة كبيرة تحتوى على ملاءة يغلب على معظمها الورود، وترمس شاى، وصندوق رنجة، تلك كانت تحضيرات أسرة "محمد أشرف" ذو الـ38 عاما لقضاء أول أيام العيد فى إحدى الحدائق، والعودة للمنزل بعد صرف العيدية بالكامل، فى شراء الألعاب والبلالين وغيرها، لتحدث طفرة لطريقة استمتاع الأسر المصرية بأيام العيد، فتجد حسام السيد، صاحب الـ18 عاما، والذى يجهز بصحبة أصدقائه الـ5 سفرية العيد للساحل الشمالى، فخروجات العيد ذات الطابع الأسرى اختفت  فى الكثير من البيوت المصرية، وأصبحت سفريات  مصايف الأغنياء هى المسيطرة على تفكير معظم مواليد الألفينيات، كما أصبحت المولات وأشهر الكافيهات هى القبلة الأساسية لدى الكثير من مواليد الألفية الجديدة بحسب ما تقول ياسمين ذات الـ19 عاما.

احتفالات عيد الأضحى
احتفالات عيد الأضحى

 

جزار عيد التسعينيات واحد من العيلة

فى بيت العائلة اعتادت أسرة الإخوة الأربعة على التجمع يوم وقفة عرفات من الصباح الباكر لتحضير الإفطار، ليلهو الأطفال مع خروف العيد المربوط يأكل أمام المنزل، إما من الصباح الباكر بعد صلاة العيد مباشرة ليشهدوا الذبح، ضحكات تتعالى، وأحاديث عائلية واسترجاع للذكريات، وللمواقف الكوميدية، التى يتذكرها الإخوة وزوجاتهم، فى رعاية الجد والجدة، فبمجرد أن يأتى الجزار الذى حفظ الأطفال تقاسيم وجهه كل عام، تبدأ النساء فى تحضير الطشوط، والأدوات الخاصة باستقبال لحمة العيد، لحظات خاصة ذكريات ترسخت فى ذهن سمية محمد صاحبة الـ45 عاما، والتى تبحث عن تلك الملامح للعيد فى السنوات الأخيرة ولكنها لم تجدها بنفس المذاق الذى كان يجعلها تقضى أسعد أيام حياتها وسط أفراد عائلتها الكبيرة فى العيد.

لتنتقل للواقع الآن بأن تخشى الكثير من الأسر الذبح فى المنزل، وتصطحب الذبيحة لأقرب جزار ويصطحب الأب والأم بعض من أفراد الأسرة، ليشهدوا الذبح، وفى خلال عمل متواصل من الجزار والصبى الذى يعمل معه من سلخ وتشفيه تحصل الأسرة على الخروف معبئًا ومستفًا فى أكياس صغيرة، جاهزة على التوزيع والتخزين فى الفريزر، ذلك هو ما يشهده أيمن مراد ذو الـ14 عاما عن ذكرياته مع عيد الأضحى، فثمة فارق كبير بين أسر كانت تحرص على تعريف أبنائها بأهمية الذبح والفداء بل وتجد "كبير العيلة" يروى قصة كبش سيدنا إبراهيم وفداء ابنه إسماعيل، فيخرج الأطفال من تلك المناسبة بعبرة وقصة تترسخ فى أذهانهم للأبد، وبين أسر حديثة النشأة، تقضى وقت الذبح  فى محل أقرب جزار والعودة به جاهزًا على التوزيع.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة