قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن فريقا بحثيا بقيادة علماء فى تايوان والصين أكدوا أن المجال المغناطيسى للأرض شهد تحولات سريعة نسبياً في الماضى، حيث أن انعكاس المجال المغناطيسي يحدث في غضون في 200 سنه فقط ، وهذا يتناقض مع آلاف السنين التي يُعتقد أنها ضرورية لعكس القطب المغناطيسي.
وأوضحت الجمعية فى تقرير لها، أن مثل هذا الحدث قد يترك الأرض بمجال مغناطيسي منخفض إلى حد كبير لفترة غير معروفة من الزمن ، مما يعرض عالمنا للتأثيرات الخطيرة من الشمس على الاجهزة والتكنولوجيا الحديثة ، فلو حدث ذلك في عالم اليوم الذي تستخدم فيه الطاقة الكهربائية في كل مكان والاتصال المترابط العالمي ، فقد يكلفنا تريليونات الدولارات.
وأكدت، أنه بحسب الباحثين فان القوة المغناطيسية للأرض يمكن أن تنخفض بنحو 90 في المائة خلال انعكاس مغناطيسي، وهذا المجال المغناطيسي للأرض والذي كان موجودًا منذ ما لا يقل عن 3.45 مليار سنه ، يوفر درعًا من التأثير المباشر للإشعاع الشمسي، وحتى مع وجود المجال المغناطيسي القوي للأرض اليوم ، ما زلنا عرضة للعواصف الشمسية التي يمكن أن تضر بمجتمعنا القائمة على استخدام الكهرباء.
وأشارت، إلى أن هذه الدراسة الجديدة قامت بتحليل مغناطيسي دقيق وللتاريخ الإشعاعي لعينات من كهف في جنوب غرب الصين، ومقارنة هذه الدراسة مع سجل (البالايومغناطيسية) المعروف من 107،000 إلى 91،000 سنة مضت، وكشفت نظرة فاحصة على مجموعة البيانات هذه التي استمرت 16000 عامًا ، أنه خلال هذه الفترة ، انعكست القطبية خلال 200 فقط قبل 98000 عام.
وأوضحت، أن السجل يقدم رؤى مهمة حول سلوك المجال المغناطيسي القديم والذي اتضح أنه يتغير بسرعة أكبر مما كان يُعتقد سابقًا، وكما يقول الباحثون فقد كان الانعكاس أسرع بنحو ثلاثين مرة من الوقت المقبول بشكل عام اللازم لانعكاس القطبية و 10 مرات أسرع من أسرع معدل تغيير معروف، حيث أن انعكاسات القطب المغناطيسي هي أحداث طبيعية ورغم وقوعها في الماضي فقد استمرت الحياة وازدهرت على الارض لبلايين السنين، وما هو مختلف اليوم هو أن البشر طوروا تقنيات حساسة للأحداث على الشمس.